اتهام لاجئين عراقيين في أميركا بمحاولة إرسال أموال وأسلحة إلى «القاعدة في العراق»

وجدت بصمات أحدهما على عبوة ناسفة لم تنفجر عثر عليها الجيش الأميركي

مهند شريف حمادي، أحد لاجئين عراقيين اثنين وجهت لهما في الولايات المتحدة اتهامات بدعم تنظيم القاعدة في العراق (أ.ب)
TT

وجه القضاء الأميركي اتهامات إلى عراقيين بمحاولة إرسال بنادق قناصة وصواريخ «ستنغر» وأموال إلى ناشطي تنظيم القاعدة في العراق. وقال أحدهما، وهو لاجئ يعيش في ولاية كنتاكي، لمخبر مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، إنه استخدم العبوات الناسفة في هجمات ضد القوات الأميركية في العراق، وأشار إلى رغبته في إرسال بنادق قناصة إلى العراق، بحسب شهادة تحت القسم.

وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي في بيان، أول من أمس، إن وعد رمضان علوان كان متمرسا في استخدام بنادق القناصة وأجهزة التفجير اليدوية. وأضاف أن علوان سأل المخبر: «إذا تمكنت من الذهاب إلى العراق فهل تستطيع أن ترسل لي بندقية قناصة؟ أنا أرغب في الحصول على واحدة لأنني أود إطلاق الرصاص من مسافة بعيدة».

وحسب وكالة «أسوشييتد برس» كان علوان ومحمد شريف حمادي، وكلاهما من باولنغ غرين بولاية كنتاكي، قد اعتقلا الأسبوع الماضي بعد التحقيق الذي بدأ على مدى أشهر في أعقاب وصولهما إلى الولايات المتحدة عام 2009، لكن أيا منهما لم توجه إليه اتهامات بالتخطيط لارتكاب أي خدمات داخل الولايات المتحدة، وتؤكد السلطات أن الأموال والأسلحة لم تصل إلى العراق بسبب التحقيق السري الذي تمت السيطرة عليه بقوة.

وقد اتهم علوان بالتآمر لقتل أميركي والتآمر لاستخدام أسلحة دمار شامل ومحاولة تقديم دعم مادي إلى الإرهابيين. ووجهت أيضا إلى حمادي اتهامات بتقديم دعم مادي للإرهابيين ونقل وامتلاك أو تصدير جهاز ينوي من خلاله شن أو توجيه صواريخ أو قذائف عن علم.

كما تباهى علوان أيضا بتصنيعه واستخدامه عبوات ناسفة يدوية ضد عربات «الهامفي» و«برادلي» التابعة للقوات الأميركية وتقديم رسوم للطرق الملائمة لصنع 4 نماذج مختلفة من هذه القنابل. وفي حديثه عن نموذج محدد من العبوات الناسفة اليدوية تحدث علوان عن ملء الحاوية وأوضح أن «أي شيء قاتل يمكن أن يوضع بها، مثل الكرات المعدنية الصغيرة والمسامير والحصى وأي شيء يمكن أن يقتل».

وسأل علوان مخبر مكتب التحقيقات الفيدرالي: «هل تفهم هذه الطريقة؟ الأمر ليس بهذه الصعوبة لكن الأمر يحتاج إلى شخص خبير بهذا، وليس بمقدور أي فرد القيام بها، يجب على المرء أن يحظى بتدريب عملي». وتقول الدعوى الجنائية ضد الرجلين إنهما دخلا إلى الولايات المتحدة بصورة شرعية في أبريل (نيسان) عام 2009، وهما لاجئان. وفي أواخر 2010 أخبر علوان مخبرا لمكتب التحقيقات الفيدرالي أنه يرغب في مساعدة الإرهابيين في العراق وأنه استطاع تجنيد حمادي في بداية العام الحالي. وقد رفض المدعون العموم ومكتب التحقيقات الفيدرالي الرد على أسئلة حول كيفية تمكن الرجلين من دخول البلاد كلاجئين أو عما كانا يفعلانه في باولنغ غرين، التي يبلغ عدد سكانها 60.000 شخص. وتقول سلطات الولاية إن ما لا يقل عن 253 عراقيا انتقلوا إلى المدينة منذ عام 2008، لكنهم لم يعلقوا على ما إذا كان مكتب اللجوء في الولاية قد تعامل مع المشتبه فيهم.

وأشار مسؤول في وزارة الأمن الداخلي، طلب عدم الكشف عن اسمه لأن التحقيقات لا تزال جارية، إلا أن علوان وحمادي تمكنا من الدخول إلى الأراضي الأميركية من خلال الثغرات الموجودة في قانون الهجرة التي أغلقت منذ ذلك الحين. وأكد المسؤول أن الوزارة تجري مراجعات بصورة دورية حينما تتوافر معلومات لديها. ويأتي اعتقال اللاجئين العراقيين في أعقاب تصريح رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي، روبرت مولر، في فبراير (شباط) أن الوكالة تنظر بعين فاحصة إلى العراقيين الموجودين على الأراضي الأميركية الذين يمكن أن يكونوا على اتصال بروافد القاعدة في العراق، التي لم تعتبر تهديدا في الولايات المتحدة.

وتشير وثائق المحكمة إلى أن قضية علوان بدأت في سبتمبر (أيلول) عام 2009، بعد 5 أشهر من وصوله إلى الولايات المتحدة. وفي العام التالي بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي في استخدام مخبرين لتسجيل محادثات معه. وبحسب الدعوى الجنائية أخبر علوان المخبر أنه شارك في هجمات للمتمردين في العراق في الفترة من عام 2003 إلى 2006. وفي يناير (كانون الثاني) تعرف المحققون على بصمات أصابع تخص علوان على مكونات عبوة ناسفة يدوية لم تنفجر تم اكتشافها من قبل القوات الأميركية عام 2005، بحسب تقرير مكتب التحقيقات. وقال علوان إنه كان يعمل لصالح مجموعة كانت تتلقى المال من أسامة بن لادن، وكان يخطط لإرسال المال والسلاح إلى العراق في مكان سري في السيارات.

وأوضحت الدعوى الجنائية أن علوان تمكن من تجنيد حمادي في يناير لمساعدته في ذلك، واصفا إياه للمخبر، بأن عمله كمتمرد كان معروفا للغاية. في أواخر ذلك الشهر، وضع علوان وحمادي بعض الأموال في شاحنة اعتقادا منهما أنها ستصل إلى «القاعدة في العراق»، ثم حاولا في ما بعد إرسال أسلحة كانت تحوي صواريخ «ستنغر».