مظاهرات في وسط السودان واشتباكات بين الشرطة ومئات المزارعين

الخرطوم تتقدم بمقترحات حول أبيي.. والوسيط الأفريقي يدعو للقاء في أديس أبابا

TT

تقدمت الحكومة السودانية بجملة من المقترحات لحل الأزمة في منطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين الشمال والجنوب، في وقت يبذل فيه وسطاء أفارقة مجهودات كبيرة لوضع ترتيبات أمنية ودفع الشريكين للتفاوض حول قضايا ما بعد الاستفتاء قبل 5 أسابيع من إعلان استقلال الدولة الجديدة.

واندلعت مظاهرات عنيفة في وسط السودان، بعد أن اشتبك مزارعون من ولاية الجزيرة مع قوات من الشرطة لفض اعتصام نظمه المزارعون.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن رئيس الوساطة الأفريقية ثابو مبيكي يقوم باتصالات مكثفة بين الخرطوم وجوبا لوضع حد للتوتر بين الطرفين قبيل إعلان دولة الجنوب المستقلة. وأشارت المصادر إلى طرح مقترح بلقاء بين «المؤتمر الوطني» والحركة الشعبية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، يناقش قضايا ما بعد الاستفتاء والحدود وقضية أبيي، لكن المصادر لم تكشف عن طبيعة مقترحات مبيكي حول أبيي.

وتأتي التحركات في وقت كشف فيه مسؤول بالحزب الحاكم في السودان أن حكومته عرضت اقتراحات جديدة لحل الأزمة في أبيي المتنازع عليها مع حكومة جنوب السودان. وقال عضو المكتب السياسي بـ«المؤتمر الوطني»، د.نزار خالد محجوب، في تصريحات نقلها المركز السوداني للخدمات الصحافية والمقرب من الحكومة، إن حزبه سيدفع بعدة اشتراطات حاسمة ويقوم بتقديمها للجان المشتركة بين الطرفين حول قضية أبيي، تؤكد تنفيذ ملف الترتيبات الأمنية بصورة قوية والالتزام الكامل لقوات الجانبين حتى حدود 1956.

وأبان أن المحصلة النهائية لأزمة أبيي تتجه للتسويات السياسية والأمنية التي تسبقها اشتراطات قوية سيدفع بها حزب المؤتمر الوطني للجان السياسية الدائمة. وزاد قائلا إن حزبه يرى أن مسألة تقسيم الأرض بالتراضي بين المسيرية ودينكا نقوك ستكون أمرا حاسما ومرضيا للقبيلتين من دون تدخل من أطراف خارجية تعمل على إشعال القضية لأجندات خاصة. وأشار إلى أن دور الوسطاء ينحصر في الدفع بالتسوية السياسية للأمام من دون إضافة أي مقترحات للاشتراطات المقدمة.

وفي السياق ذاته، قال مسؤول بالمؤتمر الوطني إن مقترحات حزبه تنص على إدارة دورية للمنطقة، وبقاء الجيش السوداني الشمالي فيها إلى حين إجراء الاستفتاء الذي تنص عليه اتفاقية السلام الشامل. وأعلنت وزارة الخارجية السودانية أن الاقتراحات التي تأتي بعد قرابة أسبوعين من سيطرة الجيش السوداني على أبيي، تشمل «بقاء الجيش شمال نهر بحر العرب من دون أن يشارك في أي مهمات إدارية إلى حين إيجاد حل نهائي عبر استفتاء».

من جهة أخرى، خرج مئات المزارعين بأكبر المشاريع الزراعية في السودان في مظاهرات ضد الحكومة السودانية بولاية الجزيرة في وسط البلاد، واشتبك المزارعون مع الشرطة، وأسفرت الاشتباكات عن إصابة أحد المزارعين وتم نقله إلى المستشفى.