ممثل «الإخوان» في مؤتمر المعارضة لــ«الشرق الأوسط»: إذا كان الأسد صادقا.. نحاوره حول طاولة مستديرة

ملهم الدروبي قال إن «الإخوان المسلمين» أجروا مراجعة ذاتية انتهت باقتناعهم بضرورة قيام حكم تعددي في سوريا

ملهم الدروبي
TT

شكك عضو قيادة «الإخوان المسلمين» في سوريا، وممثلها الرسمي في مؤتمر المعارضة السورية الأول بمبادرات الرئيس بشار الأسد الأخيرة، وبينها العفو عن الجرائم التي حصلت قبل 31 مايو (أيار) الماضي، داعيا الأسد «إن كان صادقا»، إلى إعادة «فيالق المجرمين إلى ثكناتهم، وإطلاق المعتقلين والسماح بحرية التظاهر والتعبير، وبعدها نرى مدى استعداده للجلوس إلى طاولة مستديرة معه لبحث مستقبل سوريا».

وأكد الدروبي الذي نفى ما تردد من قبل بعض أعضاء «الإخوان» عن «مشاركة فردية» في هذا المؤتمر لـ«الشرق الأوسط»، أن «(الإخوان) أجروا مراجعة بينت لهم أن الطريقة المثلى لقيادة سوريا هي عبر نظام ديمقراطي تعددي»، نافيا ما يتردد عن مسعى هذه الجماعة إلى إقامة حكم خلافة إسلامية، معتبرا أن هذا الكلام «فارغ ولا يستحق الرد». وفيما يأتي نص الحوار:

* بأي صفة تشاركون في هذا المؤتمر؟

- أنا أمثل جماعة الإخوان المسلمين في سوريا في هذا المؤتمر بقرار رسمي مكتوب يقول بالمشاركة الإيجابية في هذا المؤتمر لإنجاحه.

* ماذا تريدون من تحرككم هذا؟

- ببساطة نريد سوريا حرة وديمقراطية، وكل إنسان يستطيع أن يعبر عن رأيه ويمارس معتقداته وشعائره الدينية، وبالمشاركة السياسية بكل حرية. وأن تكون هذه المشاركة من خلال آلية ديمقراطية متعارف عليها في جميع أنحاء العالم.

* إذا نجحتم في إسقاط النظام، فهل ستسعون إلى إقامة حكم إسلامي؟ فهناك من يقول في سوريا إن بديل النظام الحالي هو نظام «الإخوان»؟

- بشار الأسد رجل مخادع، لكنه مخادع بغباء. «الإخوان المسلمون» في سوريا هم أحد مكونات الشارع السوري، وليس كل الشارع السوري. و«الإخوان المسلمون»، خلال عقود من الزمن بعد مغادرتهم سوريا إلى المنفى القسري، عاشوا في المجتمعات الدولية، ورأوا الحرية وعاشوها وعرفوا معناها، وأجروا دراسات استراتيجية داخلية توصلوا بعدها إلى أن أحسن طريقة للشعب في سوريا - وفي أي مكان بالعالم - أن يتعايشوا من خلال آليات ديمقراطية، فيستطيع أي إنسان في سوريا أن يعتقد ما يشاء وأن يعبر عن معتقداته ويمارسها، وأن يكون له حزب سياسي وهدف سياسي وبرنامج سياسي يطرحه، وأن تكون هناك آلية ديمقراطية تفرز من يريده الشعب.

* وماذا عن الإمارات التي تحدثت عنها وسائل الإعلام السورية الرسمية؟

- هذا كذب وافتراء. أنا أتمنى أن يكون النظام السوري وأبواقه يمتلكون شيئا من الذكاء حتى نستطيع أن نتعامل معه ونرد عليهم ونحن مسرورون. عدو غبي يصيبنا بالكثير من الاشمئزاز.

* لماذا الاحتضان التركي لهذا المؤتمر، ومؤتمر «الإخوان» الذي سبقه؟

- تركيا بلد ديمقراطي منفتح، وحسب دستورهم يستطيع أي أحد أن يعبر عن آرائه بحرية، شرط أن يلتزم بالقوانين المحلية التركية. وهذه القوانين تسمح لكل إنسان بالاجتماع والتعبير عما يريده بسلمية، وهذا ما نفعله. وهذا لا يعني أن تركيا تحتضن «الإخوان المسلمين». هل هناك في المؤتمر فقط «الإخوان المسلمون»؟ - «الإخوان» لا يمثلون في هذا المؤتمر إلا نسبة 10 إلى 12 في المائة كحد أقصى. المجتمعون منهم الناصري واليساري والبعثي والعلوي والإسماعيلي والدرزي والكردي والعربي، وكلنا سوريون.

* ألا تلعب الخلفية الإسلامية الإخوانية للحزب الحاكم في تركيا دورا في هذا الدعم؟ وماذا عما يشاع عن دور تركي لتسويق النموذج الإخواني في العالم العربي؟

- هذا كلام فارغ ولا يستحق الرد. تركيا بلد عظيم، وبلد ديمقراطي حر. وتركيا تعمل على نشر هذه المفاهيم لأن تركيا تحولت حديثا إلى الحياة الديمقراطية الحرة والشعب التركي شعر بالفارق الكبير بين الفترة السابقة واليوم. أنا درست في تركيا في عام 1982 وكنت أعلم بالضبط الحياة التي يعيشها الأتراك. هناك فرق شاسع بين الحياة التي كان يعيشها المواطن التركي آنذاك وتلك التي يعيشها الآن. وأنا كمواطن سوري أغبط تركيا وأغبط المواطن التركي. وأعمل لكي أجعل سوريا بلدا ديمقراطيا حرا، لأن الشعب السوري شعب متحضر، ويستحق أن يعيش حياة ديمقراطية متحضرة.

* لماذا تتجاهلون العفو الرئاسي الذي صدر مؤخرا؟

- أولا، العفو يكون عن المجرمين، والمعارضة السورية ليست مجرمة. المجرم هو بشار الأسد تحديدا، والزمرة التي معه. من يحتاج إلى العفو هو بشار ومن معه، والشعب السوري لن يعفو عن بشار ومن معه من القتلة. نحن ننظر بعين الريبة إلى هذا القرار الذي أتى في هذه اللحظة، وكأنه للتشويش على هذا المؤتمر. لكن إذا كان الرجل صادقا، ونحن لم نتعود منه الصدق، فليفرج عن جميع المعتقلين، وليعيد الفيالق والكتائب من القتلة إلى ثكناتها، وليسمح بالمظاهرات السلمية والحريات السياسية والأحزاب السياسية، وعندها سنرى إذا كان جاهزا للجلوس إلى طاولة مستديرة حول كيف سيكون مستقبل سوريا. فإذا لم يفعل - وما أظنه بفاعل - فنحن سائرون في طريقنا لإنقاذ سوريا، ونقلها إلى حياة ديمقراطية حقيقية للشعب السوري بكل أطيافه.

* أين هي «الثورة السورية» من أهدافها الآن؟

- «الثورة السورية» تسير في اتجاه متصاعد من خطوة إلى خطوة، وهي في الطريق الصحيح بإذن الله باتجاه سوريا حرة وديمقراطية.