الملك محمد السادس يشرف على مشاريع كبرى في مدينة وجدة الحدودية

تضاؤل فرص فتح الحدود المغربية - الجزائرية

TT

تراجعت احتمالات فتح الحدود المغلقة بين المغرب والجزائر منذ صيف عام 1994. وأكدت مصادر مطلعة تضاؤل فرص فتح الحدود في المرحلة الراهنة، إثر التصريحات التي أدلى بها أحمد أويحيى، رئيس الوزراء الجزائري، والتي استبعد فيها إمكانية إعادة فتح الحدود بين البلدين، وهي التصريحات التي انتقدتها الرباط بشدة، وقالت إنها «لا معنى لها»، واعتبرتها مثيرة للاستغراب.

وبالتزامن مع ذلك، يشرف العاهل المغربي الملك محمد السادس على انطلاقة عدد من مشاريع البنية التحتية المهمة في المنطقة الشرقية، وتحديدا في مدينة وجدة التي تبعد عن المركز الحدودي «زوج بغال» بنحو 14 كيلومترا. وفي هذا السياق، تم التوقيع على اتفاقية لتمويل مشروع طريق سريع بين وجدة والناظور بتكلفة بلغت 1.25 مليار درهم (نحو 150 مليون دولار).

ويهدف المشروع، الذي سيتم إنجازه خلال ما بين 2012 و2015 مواكبة المشاريع المهيكلة الكبرى التي تشهدها المنطقة مثل القطب التكنولوجي لوجدة، والقطب الفلاحي لبركان، والقطب الصناعي لسلوان، وكذا تحسين حركة السير والتنقل بين مدن ومراكز المنطقة الشرقية. كما يهدف المشروع إلى تحسين الدخول لمطار وجدة - أنجاد، ومطار «العروي» بالناظور، علاوة على تقليص تكلفة ومدة نقل المنتجات الزراعية وتحسين الجاذبية الاقتصادية للمنطقة. وسيتم إنجاز هذا المشروع، ذي الوقع الاقتصادي الكبير، بتمويل مشترك بين وزارة الداخلية والموازنة العامة للدولة، ووزارة التجهيز والنقل.

وتتوفر المنطقة الشرقية على شبكة طرق مهمة يبلغ طولها 4934 كلم من بينها 3735 كلم من الطرق المعبدة. وشهدت الفترة الممتدة من 2005 إلى 2010 بذل جهود كبرى لتحديث وتحسين خدمات شبكة الطرق بالمنطقة من خلال تهيئة وصيانة نحو 1906 كلم و46 منشأة فنية. ودشن الملك محمد السادس بمنطقة أهل أنكاد القروية، محطة معالجة المياه العادمة لمدينة وجدة التي تم إنجازها باعتمادات إجمالية بلغت 255 مليون درهم (31 مليون دولار).

وسيستفيد من خدمات هذه المحطة نحو 530 ألف شخص، وستمكن من معالجة نحو 40 ألف متر مكعب من المياه العادمة في اليوم، وتعتمد تقنية الأحواض ذات التهوية، وتعد أكبر محطة من هذا النوع في المغرب.

وكانت الرباط والجزائر قد شرعتا في الأشهر الماضية في تحسين علاقاتهما الاقتصادية ورفع مستوى التعاون بينهما عن طريق تبادل الزيارات على مستوى القطاعات الوزارية، حيث تم توقيع اتفاقيات في مجالي الزراعة والطاقة، واعتبر المراقبون هذا التقارب الاقتصادي مؤشرا على إعادة وشيكة لفتح الحدود المغلقة، إلا أن تصريحات أويحيى الأخيرة عصفت على ما يبدو بآمال تطبيع كامل للعلاقة بين البلدين، والتي تعرف توترا بسبب الموقف من نزاع الصحراء.