الهند تقيم علاقة جديدة مع ليبيا بعيدا عن دائرة الضوء

تدخلت أخيرا لضمان حجوزات فندقية للوفد الليبي إلى أديس أبابا

TT

تقيم الهند علاقة جديدة مع ليبيا، مع المحافظة على علاقاتها معها بعيدا عن دائرة الضوء. وقالت مصادر في وزارة الخارجية الهندية إن نيودلهي استخدمت علاقاتها الدبلوماسية سرا لتكون ليبيا حاضرة في قمة الهند - أفريقيا الثانية على التوالي، بحضور إجمالي 15 دولة أفريقية. وكانت نيودلهي قد تدخلت لضمان حجوزات فندقية للوفد الليبي إلى أديس أبابا، مقر الاتحاد الأفريقي، وقال مسؤول: «في البداية كانت كثير من الفنادق خائفة من استضافة المسؤولين الليبيين. وفي النهاية تمكنا من الحصول لهم على غرف داخل فندق (هيلتون)». وكان فندق «هيلتون» قد استضاف الوفد الهندي، باستثناء رئيس الوزراء ومسؤوليه البارزين. وكان الليبيون في البداية خائفين من بعث وفد يترأسه وزير لحضور قمة الهند - أفريقيا. ولكن من خلال قنواتها الدبلوماسية، أقنعت نيودلهي طرابلس بإرسال وفد رفيع المستوى، وكفلت الدعم الدبلوماسي له. وترك الموقف أثرا لدى وزير الخارجية الليبي، عبد العاطي العبيدي، وورد أنه قال لوزير الشؤون الخارجية الهندي، إس إم كريشنا: «لم يساعدنا إخوتنا (الدول الأفريقية والعربية الصديقة) بقدر ما فعلتم لنا!». ودعمت نيودلهي رسميا موقف الاتحاد الأفريقي الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النيران، وحل سياسي، من خلال وسائل سلمية وإجراء حوار من تحقيق السلام داخل ليبيا.

وتعد المصالح الوطنية الهندية داخل ليبيا اقتصادية بالأساس، ولدى شركات هندية، ولا سيما في قطاعات التقنية والتشييد والطاقة والهيدروكربون، الكثير من المشاريع في ليبيا.

وإلى جانب ذلك، تشارك شركات نفطية مهمة، مثل «إنديان أويل» و«أويل إنديا» و«أو إن جي سي فيدش»، في مشاريع بقطاع الهيدروكربون الليبي.

كما أكملت «بي إتش إي إل» بنجاح تنفيذ مشروع الطاقة وتوربينات الغاز غرب الجبل. وتنفذ «إي فلكس سولوشينز» مشروعا مصرفيا مع المصرف المركزي الليبي وستة مصارف أخرى. ويذكر أنه، خلال العقود الثلاثة الماضية، نفذت شركات هندية الكثير من المشاريع هناك. ويتضمن ذلك مستشفيات ومباني ومدارس وطرقا ومحطات كهرباء ومطارات وسدودا وخطوط بث، وغيرها. وتقول مصادر إن الليبيين سعوا إلى عقد اجتماع مع رئيس الوزراء الهندي، ولكن عبرت نيودلهي عن عدم استطاعتها ترتيب ذلك اللقاء بسبب ازدحام جدول مواعيد رئيس الوزراء باجتماعات ثنائية أخرى. ولكن تم ترتيب اجتماع مع وزير الخارجية الهندي على هامش القمة الأفريقية - الهندية. وعلى عكس موقف الغرب، طلبت الهند من «الناتو» وقف الهجمات ووقف إطلاق النيران داخل ليبيا، في توافق مع موقف الاتحاد الأفريقي، الذي يرغب في حل المشكلة سياسيا. وفي وقت سابق، عرض الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي حصصا في قطاع النفط للهند نظير دعمها السياسي.