بارزاني لـ«الشرق الأوسط»: مبادرة خادم الحرمين تصلح لتحقيق مصالحة حقيقية.. ولا مبادرة أخرى لي

رئيس إقليم كردستان: من حق المعارضة المطالبة بالسلطة.. لكن عليها أن تأتي عبر صناديق الاقتراع

مسعود بارزاني (إ.ب.أ)
TT

تعامل رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، مع الأزمة السياسية في الإقليم، التي بدأت في مدينة السليمانية منذ ما يزيد على الـ3 أشهر بحكمة وهدوء مشهودين له، بدءا بدعوة الأطراف السياسية الكردية المعارضة للمشاركة في عملية الإصلاح، أو المشاركة في حكومة ذات قاعدة واسعة، أو مواجهة خيار خوض الانتخابات المبكرة لتحدد أصوات الناخبين وعبر صناديق الاقتراع «من يبقى في السلطة ومن يرحل عنها»، على حد تعبيره، وانتهاء بإطلاق مبادرته بدعوة جميع الأطراف السياسية الكردية، التي في السلطة والتي في المعارضة، إلى الحوار من دون شروط مسبقة، هذا الحوار الذي من المؤمل أن يبدأ اليوم أو غدا، حسب مصادر سياسية في الإقليم.

الرئيس بارزاني، الذي كانت مبادرته قد مهدت لتشكيل الحكومة العراقية وحل الأزمة السياسية التي كادت تعصف بالبلد نهاية العام الماضي، متفائل بأن تقود مبادرته لحل الأزمة السياسية في الإقليم الكردي وبطرق شرعية ودستورية.

ومنذ ما يقرب من عامين ورئيس إقليم كردستان متحفظ في الحديث لأي وسيلة إعلام، سواء أكانت عربية أم غربية «بسبب مشاغلي الكثيرة.. فبرنامجي مزدحم حتى ما بعد شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، حتى إنه لم يتوافر لي الوقت لمعاينة أموري الشخصية أو زيارة منطقة بارزان»، حسبما أكد. لكن الرئيس بارزاني خص «الشرق الأوسط» بحوار سلط فيه الأضواء على مشكلات الإقليم، معرجا على مشكلات العملية السياسية ببغداد، ومؤكدا أنه «ليست هناك مبادرة جديدة للأوضاع في بغداد». وفيما يلي نص الحوار..

* تبدو مؤسسات إقليم كردستان الدستورية والقضائية والتنفيذية مكتملة.. فهناك برلمان ورئيس وحكومة منتخبة، وصلاحيات قانونية محددة، حتى يمكن القول إنكم أكثر استعدادا للاستقلال كدولة من أي وقت مضى..

- هذا صحيح.. كل مقومات الدولة موجودة، لكني كما أقول باستمرار: إنه طالما بقي العراق ملتزما بالدستور الحالي، فلن نفكر بالانفصال وتشكيل دولة مستقلة، الالتزام بهذا الدستور هو من مصلحة العراق ومن مصلحة إقليم كردستان أيضا، خاصة في هذه الظروف.

* وهل هناك التزام بالدستور؟

- إلى حد كبير نعم، هناك تجاوزات، لكن هناك التزاما.

* وماذا عن المادة 140، الخاصة بالمناطق المتنازع عليها؟

- المادة 140 تأخر تنفيذها إلى حد كبير، ولا بد من تنفيذ هذه المادة إذا أريد للعراق أن يستقر، وإذا أريد للعلاقة التاريخية الأخوية بين العرب والكرد والتركمان أن تستمر، وإذا أريد لبناء وديمومة علاقة طبيعية بين الإقليم وبغداد فلا بد من حل جذري لمشكلة المناطق المتنازع عليها وفق المادة 140، عدا ذلك فإن عدم حل هذه المشكلة وفق هذه المادة التي أقرها الدستور العراقي، بموافقة العراقيين عبر الاستفتاء العام، يعني أن الوضع قابل للانفجار في أي لحظة.

* هناك رأي كردي بأن كركوك يمكن أن تكون الحلقة الرابطة بين إقليم كردستان وباقي مناطق العراق، خاصة أنها تضم قوميات من الأكراد والتركمان والعرب، ثم إنكم لم تتراجعوا يوما عن تأكيد كردستانية كركوك! - في الواقع نحن لم ولن نناقش مسألة كردستانية كركوك، وبالنسبة لنا فإن هذه المسألة محسومة تاريخيا وجغرافيا وعلى أرض الواقع، لكننا قبلنا بالمادة 140 حتى تحل هذه المسألة وفق الدستور ووفق القوانين، غير هذا نحن ليس لدينا أي شك حول كردستانية كركوك، وهذا لا يعني أن كركوك ستكون مدينة كردية، بل سنجعل منها نموذجا للتعايش القومي والديني والمذهبي وستكون مدينة لكل العراقيين، لكن ليس هناك أي مجال للمساومة على كردستانية كركوك.

* باعتقادكم.. لماذا هذا التعقيد لمسألة كركوك ما دامت ستبقى مدينة عراقية مثل أربيل والسليمانية ودهوك التي يقيم بها غالبية من العراقيين العرب؟

- إقليم كردستان برمته هو جزء من العراق، وكركوك كذلك ستبقى مدينة عراقية، لكن بهوية كردستانية كما هو شأن أربيل ودهوك والسليمانية.

* لكن هناك من يتحدث عن المادة 140 باعتبار أن صلاحيتها انتهت ولم تعد صالحة للاستعمال.. فهل يشير الدستور إلى ذلك؟

- هؤلاء لا يفهمون، أو أنهم لا يريدون أن يفهموا الواقع، أو ربما لم يقرأوا الدستور العراقي أصلا، إذا ماتت المادة 140 فهذا يعني أن الدستور مات، وإذا مات الدستور فقد انتهت وحدة العراق.

* إذن أنتم تعتبرون المادة 140 قائمة وأساسية؟

- طبعا، وبكل تأكيد.

* كيف تنظرون إلى المظاهرات التي خرجت في مدينة السليمانية؟

- المظاهرات مسألة طبيعية وحق من حقوق المواطنين بالخروج إلى الشارع والتعبير عن رأيهم، وهذا ما دعونا إليه، فأنا في مارس (آذار) 1991 أثناء الانتفاضة الشعبية ألقيت كلمة في مدينة كويسنجق وقلت فيها: سوف نجري انتخابات، والشعب هو من سيقرر مصيره وسوف يختار من يقوده عبر الاقتراع الحر، بالتأكيد للشعب مطلق الحرية في التعبير عن رأيه، لكن في المظاهرات التي خرجت في السليمانية كانت هناك أجندتان: الأولى هي أجندة المواطنين الذين خرجوا مطالبين بتحسين الخدمات وتوفير فرص للعمل وإجراء الإصلاحات، ونحن أول من ندعو لإجراء هذه الإصلاحات وسنلبي طلباتهم بقدر الإمكان، وهناك أجندة الأحزاب السياسية المعارضة التي تطالب بالسلطة، وهذا أيضا من حقهم، لكن وفق الطريقة الشرعية ومن خلال المؤسسات الدستورية.

* تعنون أن يحصلوا على السلطة عبر الانتخابات التشريعية؟

- طبعا.. وهذا هو المقصود، ولتسهيل المهمة وحل المشكلات أنا أبديت استعدادي لإجراء انتخابات مبكرة، ليس لدينا أي مانع من إجراء انتخابات مبكرة، والشعب هو الذي سيقرر من سيأتي للسلطة ومن الذي سيرحل.

* وهل وافقت الأحزاب المعارضة على هذا المقترح؟

- من المفروض أن تجري لقاءات بين الأحزاب السياسية في إقليم كردستان خلال الأيام القليلة المقبلة، وسوف تبحث هذه المسائل.

* حسب مبادرتكم تكون المفاوضات من دون شروط مسبقة..

- نعم.. أنا طلبت من الجميع أن يعودوا إلى طاولة الحوار، واقترحت عليهم أن يأتوا للمشاركة في الإصلاحات، أو المشاركة بحكومة ذات قاعدة واسعة، أما إذا كانوا يريدون تغيير الحكومة فهذا لن يتم إلا من خلال صناديق الاقتراع، نعود إلى الانتخابات، وقلنا لهم: إذا أردتم انتخابات مبكرة فليس لدينا أي مانع وهذا هو الحل؛ إذ ليس هناك أي حل آخر؛ فالسلطة هنا ليست سلطة ديكتاتورية، بل جاءت عبر انتخابات نزيهة شارك بها غالبية شعبنا، وانتخابات معترف بها دوليا، وإذا كان لا بد من أن ترحل هذه الحكومة أو السلطة فيجب أن ترحل بطريقة شرعية ودستورية، أي عن طريق صناديق الاقتراع، فإذا سحب الشعب من هذه السلطة الثقة والشرعية، فمن دون شك سترحل.

* هل تعتقدون أن المشكلة في السليمانية تتلخص بخلافات بين حركة التغيير والاتحاد الوطني الكردستاني؟

- أساس المشكلة برز من خلال هذا الخلاف، بسبب الانشقاق الذي حصل في الاتحاد الوطني، فـ«كوران» (حركة التغيير) كانت أساسا في الاتحاد وانشقت عنه، والمشكلة بدأت من هنا.

* ثم عمَّت عموم الإقليم..

- ليس عموم الإقليم؛ فالمشكلة بالأساس في السليمانية، وربما هناك بعض تداعياتها في أربيل ودهوك وكركوك، لكن أصل المشكلة في السليمانية.

* هل تعتقدون أن الحكومة تعاملت في إدارة مشكلة السليمانية بطريقة صحيحة؟

- من دون شك، الإدارة تعاملت مع هذه المشكلة بمنتهى المسؤولية وتحملت الكثير لأكثر من شهرين وتصرفت بمسؤولية، تصوروا أنه في يوم واحد أصيب 79 شرطيا بجراح من قبل المتظاهرين، لا توجد أي دولة في العالم تقبل على نفسها أن يصاب فيها هذا العدد الكبير من الشرطة، يصابون وتسكت.. وهذا تخريب، هناك من دعا إلى الجهاد، وهذا يعني الدعوة إلى القتل والاقتتال، وهذا تخريب وتخلف، ويجب أن يحاكموا على هذه الدعوة، والفتنة أشد من القتل.

* هل أنتم راضون عن أداء حكومتكم؟

- في الحقيقة نحن لسنا راضين عن وضعنا بشكل تام، لكن من دون شك الحكومة جادة في تنفيذ مهامها، نعم هناك تقصير في أداء المؤسسات الحكومية، لكن هناك تصميما على تطبيق الدستور وتنفيذ القوانين وتلبية مطالب الشعب وتنفيذ الخدمات للشعب.

* لكنكم تدعمون الحكومة، وهذا ما يؤكده رئيسها الدكتور برهم صالح باستمرار..

- إن الحكومة هي حكومة إقليم كردستان، والأخ الدكتور برهم هو رئيس وزراء إقليم كردستان ومن دون شك فإن من واجبي أن أدعمه، ولقد دعمته وسأظل أدعمه.

* هل سيجدد لبقائه كرئيس وزراء لعامين مقبلين؟

- هذا الموضوع ليس مطروحا للنقاش حتى الآن، ولم يتم بحثه، وغير وارد في الوقت الحاضر.

* ألم تضعوا بديلا عنه حتى الآن؟

- هذا الموضوع غير وارد أصلا، وغير مطروح للنقاش.

* كيف تصفون علاقتكم بالاتحاد الوطني الكردستاني؟

- علاقتنا مع الاتحاد الوطني متينة، وتتحكم بها الاتفاقية الاستراتيجية، ولدينا علاقات متينة، وهناك تعاون وثيق، وهذه العلاقة خدمت في الحقيقة القضية الكردية.

* طرحت ملفات عن الفساد والبطالة..

- هناك لجان تحقق في هذه الملفات كلها، وتتخذ إجراءات قانونية مشددة بحق أي وزارة أو مؤسسة أو مسؤول يثبت تورطه في قضايا فساد أو تقصير في واجبه، ووفق ما يقرره القانون، وستطبق العقوبات بحقه.

* اعتبر الأكراد زيارة رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان إلى أربيل ووقوفه أمام علم كردستان وإلى جانبكم وأنتم ترتدون زيكم التقليدي الكردي إنجازا تاريخيا، فهل تنظرون لهذه الزيارة على أنها إنجاز تاريخي؟

- من دون شك، وكانت خطوة جريئة من قبل السيد أردوغان وتنطوي على تغيير كبير في السياسة التركية نحو الانفتاح، وبالفعل قدرنا نحن هذه الخطوة ونثمنها وننظر إليها باهتمام؛ إذ إنها تمثل منعطفا مهما في تاريخ العلاقات بين إقليم كردستان وتركيا.

* كيف تصفون علاقاتكم مع دول الإقليم، خاصة تركيا وإيران؟

- علاقاتنا طبيعية جدا مع دول الإقليم، ونعمل على تعزيز هذه العلاقات، ولا نريد الدخول في مشكلات مع هذه الدول، كما لا نريد أن نتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد من البلاد التي تجاور الإقليم، في الوقت ذاته لا يمكن أن نسمح لأي بلد بالتدخل في شؤوننا الداخلية.

* هل تعتقدون أن هناك تغييرا في تعامل الحكومة التركية مع أكراد تركيا نحو الأفضل؟

- من دون شك، ربما هذا التغيير ليس بالمستوى المطلوب، لكن مجرد أن يصرح رئيس وزراء تركيا بأنه انتهى زمن إنكار وجود الشعب الكردي فإن هذا، حسب اعتقادي، شيء كبير في تركيا.

* وهل تعتقدون أن الحريات سوف تُمنح للشعب الكردي في إيران أيضا؟

- بالتأكيد.. موضوع الحريات لا بد من أن يعمم على جميع دول المنطقة، والكرد في جميع بلدان المنطقة لا بد من أن يطالبوا بحقوقهم المشروعة، لكن بطريقة سلمية، وأنا واثق من أنهم سوف ينالون هذه الحقوق.

* هل تعتقدون أن الأكراد في المنطقة وفي دول الجوار يتأثرون بما يجري هنا في إقليم كردستان من إنجازات؟

- بالتأكيد، لكن يجب أن يكون هذا التأثير إيجابيا وسلميا، وألا يتحول إلى تأثير سلبي، وأعتقد أنه انتهى زمن استخدام السلاح، سواء من قبل الحكومات أو من قبل حركات التحرر والأحزاب.

* من الملاحظ أن هناك إنجازا دبلوماسيا كبيرا في الإقليم، ويتمثل ذلك في وجود الكثير من القنصليات والهيئات الدبلوماسية الأجنبية.. كيف تفسرون ذلك؟

- نحن فخورون بهذا الإنجاز الكبير، وهو دليل على الاهتمام بإقليم كردستان ووضع الإقليم من قبل هذه الدول التي لها تمثيل دبلوماسي في الإقليم، ويعتبر مكسبا مهما وكبيرا للإقليم، غير هذا فإن في الإقليم استثمارات ضخمة جدا، محلية وعربية وتركية وإيرانية وغربية.

* ينظر شعبكم إليكم باعتباركم تحملون مفاتيح الحلول للمشكلات الحاصلة، وهم يشيرون إلى «سري بلند» (القمة العالية) حيث يقع مقر رئاسة الإقليم.. ترى كيف تستقبلون الصدمات التي يتعرض لها الإقليم؟

- أكثر ما أفتخر به هو الثقة التي أتمتع بها من قبل الشعب، أنا فخور ورأسي مرفوع عاليا بهذه الثقة التي منحها لي شعبي، وهذا أكبر وأعظم مكسب ودعم بالنسبة لي، والناس هنا متأكدون من أنني أخدمهم بإخلاص وتفانٍ عاليين، كل ما عندي هو لخدمة هذا الشعب، ومن دون ذلك فأنا لا أملك أي شيء؛ لذلك هم يصغون دائما إلى ما أقوله، وأنا كذلك أصغي إليهم وألتقيهم باستمرار وأستشيرهم في الكثير من الأمور التي تهمهم وتهم الإقليم، هناك علاقة متينة هي ليست علاقة الرئيس بشعبه بل هي علاقة الأخ بإخوته وبأهله، وجزء كبير من هذه العلاقة نضالي، تربطني علاقات مع ناس عشت معهم في الجبال والكهوف والمخيمات لسنوات طويلة من حياتي، وتربطني بهؤلاء علاقات هي أكثر من أخوية، وهي علاقة صميمة وليست رسمية، ليست علاقة رئيس بوزير أو بمسؤول عسكري، أنا زرت مشيا كل قرية في كردستان، من زاخو مرورا ببنجوين، وجلست مع أهالي هذه القرى، ونادرا ما تجد قرية في إقليم كردستان أنا لم أزُرها أو ألتقِ أهلها؛ لذلك أصف هذه العلاقة بالخاصة، وهي علاقة تختلف بين أي رئيس أو مسؤول مع أبناء شعبه.

* لهذا هنا يسموك «كاكا مسعود» وليس السيد الرئيس! - نعم.. وأنا أعتز بهذه التسمية؛ فأنا لا أعتبر نفسي رئيسا لهم، بل أنا هنا أتحمل مسؤولية خدمة هذا الشعب، ليس انطلاقا من موقع الرئاسة، وإنما من موقع الأخ لهم.

* هل ستجددون ترشيحكم لرئاسة الإقليم في الدورة المقبلة؟

- أنا ملتزم بدستور الإقليم، والدستور يعطي الحق للترشح للرئاسة لدورتين فقط، وأنا ترأست لدورتين، الأولى من خلال البرلمان، والثانية عبر الانتخابات المباشرة، والدستور هو الذي سيحسم هذا الموضوع.

* ماذا حل بمبادرتكم لتشكيل الحكومة وحل الأزمة السياسية العراقية؟

- المبادرة حلت العقد الرئيسية في العملية السياسية ببغداد، لكن للأسف الشديد تعثرت في مراحلها الأخيرة مثل مجلس السياسات الاستراتيجية وتعيين الوزراء الأمنيين - الدفاع والداخلية والأمن الوطني - وكان من المفروض ألا تتأخر إلى هذا الحد، والحقيقة أنا متألم لهذا التأخير في تنفيذ بنود المبادرة.

* هل هناك حل آخر برأيكم؟

- نحن نحاول العمل على حل المشكلة، لا نستطيع أن نقول إن هناك مبادرة جديدة، لكننا نحاول إزالة العثرات التي تعترض طريق تفعيل المبادرة الأصلية.

* هل سيحصل الأكراد على وزارة أمنية؟

- إذا كان هناك أشخاص مهنيون ومحايدون مرشحون للوزارات الأمنية فلن يكون لدينا اعتراض حتى إذا لم يكن بين الوزراء الأمنيين مرشح كردي.

* هل تشعرون الآن بأنكم شركاء حقيقيون في العملية السياسية في عموم العراق؟

- ما دام هناك إقليم، وهناك دستور يحدد علاقة الإقليم بالمركز، فهذا جانب إيجابي، وفيما يخص المشاركة، وفيما يخص جميع الأحزاب وليس بالنسبة لنا فقط، أعتقد أنها (المشاركة) لم تصبح حتى الآن موضوعا حقيقيا، هناك خلافات في مفهوم وتعريف المشاركة، فهي ليست كما يجب، ليست بالنسبة لنا فحسب بل أعني حتى الأطراف الأخرى، باختصار: هناك خلل في هذا الموضوع.

* هل هناك علاقات متميزة بالنسبة لكم بين أطراف سياسية عراقية دون أخرى؟

- علاقاتنا جيدة مع إياد علاوي ونوري المالكي وعمار الحكيم، علاقاتنا جيدة مع جميع الأطراف، خاصة الآن ليس لدينا تحفظ على إقامة العلاقات مع أي طرف ومن دون استثناء، لكن من دون شك هناك علاقات تاريخية متميزة مع بعض الأطراف، وهذه لها خصوصية.

* هل ستؤثر هذه العلاقات المتميزة في استقرار الأوضاع ببغداد؟

- بالتأكيد هذه العلاقات الشخصية، العلاقات القديمة، لها تأثيرها الكبير على الأوضاع الحالية.

* كيف تقيمون علاقاتكم العربية الآن؟

- علاقاتنا جيدة مع غالبية الدول العربية، خاصة دول الخليج العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والأردن، تحدث الآن تغييرات جذرية في بعض الدول العربية ونحن في انتظار التطورات في هذه الدول.

* جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز متزامنة مع مبادرتكم لحل الأزمة السياسية في العراق.. هل تعتقدون أنكم لو استفدتم من المبادرتين لكان ذلك أفضل للوضع العراقي؟

- بلا شك أن المبادرة الكريمة من لدن الملك عبد الله كانت وما زالت موضع ترحيب، وباعتقادنا أنها كانت تصب باتجاه دعم المبادرة من الداخل، وأي مبادرة من خارج العراق يجب أن تصب باتجاه دعم المبادرات العراقية سواء أكانت مني أم من غيري. وفي تصوري أن مبادرة خادم الحرمين يمكن تحويلها إلى مبادرة مصالحة وطنية حقيقية ويمكن بحضور الجامعة العربية أن تعتمدها الأطراف العراقية في اتجاه المصالحة الوطنية الحقيقية.

* هل تعتقدون أن بالإمكان عقد القمة العربية في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان، كحل أمني وتنظيمي بدلا من بغداد؟

- نحن أبدينا، وما زلنا، استعدادنا منذ البداية لاستضافة القمة العربية إذا طلبت بغداد ذلك.

* تباينت المواقف السياسية العراقية ووزارة الخارجية في سياسة العراق الخارجية، كيف تعلقون على ذلك؟

- السياسة الداخلية في العراق تنعكس على المواقف الخارجية من دون شك.

* كيف تنظرون إلى الثورات الحاصلة في بعض البلدان العربية؟

- نحن بالتأكيد مع الشعوب ومع حريتها، لكن يجب أن يكون التغيير مدروسا ويتجه نحو ديمقراطية حقيقية.

* هناك من يشكو من أن الميزانية المخصصة من الحكومة الاتحادية لا تكفي لتنفيذ مشاريع الإقليم..

- بالتأكيد هي لا تكفي، قياسا إلى طموحاتنا في البناء والتعمير، لكنها ميزانية كبيرة في الوضع الحالي ولا بأس بها.

* ما طموحاتكم لإقليم كردستان؟

- أولا: طموحاتنا لعموم العراق أن يحظى بالأمن والاستقرار، أما على مستوى الإقليم فطموحاتنا تحسين الخدمات في الطرق والكهرباء والصحة والزراعة والتربية والتعليم والحفاظ على الأمن والاستقرار والحفاظ على الحريات الديمقراطية والحريات الشخصية، كل ما يحقق السعادة لشعبنا وللإقليم يدخل ضمن حدود طموحاتنا.

* انتخب مؤتمر الحزب الديمقراطي الكردستاني الأخير الذي عقد نهاية العام الماضي نيجيرفان بارزاني، الرئيس السابق لحكومة الإقليم، نائبا لرئيس الحزب.. فهل هذا يعني أنه يتحمل اليوم مسؤوليات الحزب؟

- من دون شك، فأنا لا أستطيع أن أتفرغ لمسؤوليات الحزب ورئاسة الإقليم معا، ونيجيرفان يتحمل مسؤولية كبيرة في قيادة الحزب، وهو كفء سواء أكان في الحكومة أم الحزب.