عشية ذكرى النكسة.. إسرائيل تحذر الفلسطينيين والعرب من مغبة اختراق الحدود

حولت القدس إلى ثكنة عسكرية وحفرت خنادق على الحدود مع لبنان وأغلقت مجدل شمس في الجولان

جندي إسرائيلي يحرس مصلين منعوا من الوصول إلى المسجد الأقصى في القدس، أمس (أ.ب)
TT

عشية الذكرى الـ44 لنكسة عام 1967، حولت إسرائيل مدينة القدس الشرقية المحتلة، أمس، إلى ثكنة عسكرية مغلقة، وفرضت مزيدا من القيود على حركة الدخول إلى المدينة والخروج منها، كما منعت فلسطينيي الضفة الغربية من الوصول إلى المدينة، وحرمت المصلين دون سن 45 من دخول ساحة الحرم القدسي الشريف لأداء الصلاة في المسجد الأقصى المبارك. ومن المتوقع أن تستمر هذه الإجراءات لعدة أيام.

واتخذت إسرائيل هذه الإجراءات قبل أكثر من 36 ساعة على احتلال مدينة القدس الشرقية. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها تتخوف من اندلاع مظاهرات في القدس في هذه الذكرى، وستنصب مزيدا من حواجزها في المدينة اليوم وغدا.

وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية إن الشرطة ستنتشر في شرق القدس والبلدة القديمة، وفي محيط المسجد الأقصى، خشية تجدد المواجهات مع المقدسيين.

ولم تقتصر الإجراءات الإسرائيلية على القدس، بل أعلنت إسرائيل حالة التأهب على جميع الحدود الفاصلة بينها وبين الدول العربية والضفة الغربية، تحسبا لتكرار محاولات اجتياز الحدود كما حصل في الذكرى الثالثة والستين لنكبة 1948 في 15 مايو (أيار) الماضي، عندما هب الفلسطينيون في مظاهرات على الحدود مع إسرائيل في لبنان وسوريا، وحاولوا اجتيازها، فقتلت إسرائيل 13 متظاهرا فلسطينيا آنذاك، وأصابت آخرين.

وتعهدت الفصائل الفلسطينية في الخارج، ومؤسسات، وناشطون على الموقع الإلكتروني الاجتماعي «فيس بوك» بتكرار المحاولة وتوسيعها في «ذكرى النكسة». وشكل الفلسطينيون في البلاد العربية لجانا خاصة للإشراف على ما أطلقوا عليه اسم «مسيرة العودة». وقال ناشطون على «فيس بوك»: «لنحول يوم النكسة إلى يوم لاستمرار الانتفاضة الثالثة». وأصبحت الفكرة غير المسبوقة منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 مصدر قلق حقيقيا في إسرائيل.

ورد رئيس الأركان الإسرائيلي، بيني غانتس، بالإعلان عن استعداد جيشه لأي طوارئ ومفاجآت، وأنه أعطى تعليمات إلى جنوده بإيقاف أي محاولة للاقتراب من الحدود بالرصاص الحي. وقال إن جيشه سينشر القوات اللازمة لمواجهة التطورات المحتملة.

ونصبت إسرائيل مزيدا من الأسيجة الجديدة على امتداد الحدود الشمالية وحفرت خنادق إضافية بمحاذاة السياج الحدودي، كما نصبت مزيدا من الحواجز في شمال هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس، كبرى البلدات السورية في الجولان، وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة، بحيث يسمح لسكان القرية فقط بدخولها. ومنعت الشرطة الإسرائيلية، أمس، عدة حافلات كانت تقل العشرات من الناشطين الفلسطينيين من الوصول إلى بلدة مجدل شمس في الجولان، بهدف إحياء «ذكرى النكسة».

أما في الضفة الغربية فحذر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين من محاولة الوصول إلى مستوطنات قريبة، وقال إنه اتخذ كافة الاستعدادات للتصدي لأي محاولة من هذا النوع، غير أنه لم يعلن الضفة منطقة مغلقة، وقرر عدم فرض طوق أمني عليها.

ويعتقد أن هذا القرار اتخذ على خلفية الهدوء الذي عاشته الضفة نسبيا في 15 مايو (أيار) الماضي، عندما كانت الحدود مع إسرائيل مشتعلة، بالإضافة إلى أن موقف السلطة الفلسطينية رافض للاشتباك مع الإسرائيليين في الضفة.

ومن غير المعروف كيف ستتصرف الدول العربية غدا. ففي 15 مايو منعت الأردن أي من المتظاهرين من الوصول إلى الحدود مع إسرائيل وفعلت الأمر نفسه مصر التي قالت إن الوقت غير مناسب، غير أن المتظاهرين في لبنان وسوريا وصلوا إلى الحدود واشتبكوا مع الجيش الإسرائيلي، وقد نجح بعضهم في الدخول إلى مناطق 48. وصبت إسرائيل آنذاك غضبها على الرئيس السوري متهمة إياها بتصدير الأزمة إلى إسرائيل.

وقالت مصادر إسرائيلية إن إسرائيل وجهت خلال الساعات الأخيرة رسائل إلى بعض الدول العربية المجاورة وإلى القيادة الفلسطينية أكدت فيها أنها لن تسمح باختراق حدودها على أي جبهة مع حلول ذكرى النكسة.

وأوضحت إسرائيل في هذه الرسائل أن القادة العرب والفلسطينيين سيتحملون المسؤولية عن نتائج أي محاولات لانتهاك «السيادة الإسرائيلية».

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، حذر لبنان وسوريا من السماح باختراق الحدود الإسرائيلية في الذكرى الـ44 للنكسة. وقال نتنياهو في خطاب ألقاه في القدس مساء إنه أصدر أوامره للجيش الإسرائيلي باتخاذ إجراءات صارمة للحفاظ على الحدود وأمن المواطنين. وأضاف: «إذا كانوا سيحاولون تحدي إسرائيل، فلنا الحق في الدفاع عن حدودنا».