أشكنازي وديسكين ينضمان إلى دغان في التحذير من مغامرات نتنياهو

TT

في الوقت الذي يحاول فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ومساعدوه التحريض على رئيس «الموساد» السابق، مائير دغان، بالادعاء أنه يهاجم أداءه لأسباب شخصية ولغرض خوض غمار الحياة السياسية، أكدت مصادر سياسية أن أقوال دغان تعبر عن موقف غالبية القادة السياسيين والعسكريين في إسرائيل حاليا.

ونسبت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، في عددها أمس، إلى دغان قوله إن رئيس أركان الجيش السابق، غابي أشكنازي، ورئيس جهاز المخابرات السابق، يوفال ديسكين، يحملان الرأي نفسه.

وذكرت الصحيفة أن دغان يتحدث في جلسات مغلقة عن مخاوفه من «مغامرات نتنياهو وباراك (وزير الدفاع، إيهود باراك) الخطيرة»، مشيرا إلى أنه إلى جانب أشكنازي وديسكين كان بإمكانهم صد أي مغامرة محتملة من قبل الثنائي باراك ونتنياهو، وأنه الآن قلق من عدم وجود من يفعل ذلك في قيادة الجيش والأجهزة الأمنية.

وقالت الصحيفة إن العاصفة التي أثارتها تصريحات دغان حول إيران ومبادرة السلام العربية، لم تهدأ بعد، وبالتالي فقد لجأ في محادثات مغلقة إلى تفسير لماذا أعلن أنه ضد الهجوم على إيران ومع التفتيش عن وسائل أخرى لثنيها عن مشروعها النووي.. فقال إنه قرر التحدث عن ذلك صراحة في الإعلام لأنه عندما كان في منصبه إلى جانب أشكنازي وديسكين كان بالإمكان منع حصول أي مغامرة خطيرة، ولكنه يخشى الآن من عدم وجود من يمنع ذلك.

وكان دغان قد صرح يوم الأربعاء الماضي، في جامعة تل أبيب بأنه لا يعرف عن خطة إسرائيلية للهجوم على إيران خلال السنتين 2011 و2012، ولكنه قلق من وجود نتنياهو وباراك في الحكم، فهما مغامران وقد يقدمان على شن هجوم كهذا، «يمكنك أن تعرف أوله، ولكنك لا تعرف كيف ينتهي».

وكتبت الصحيفة أن وزراء ومسؤولين في الأجهزة الأمنية قد انتقدوا تصريحات دغان بشدة. ونقل عن وزراء في المجلس الوزاري السياسي الأمني قولهم إن تصريحاته تمس بالردع الإسرائيلي، وذلك لأن الخيار العسكري يجب أن يكون على الطاولة كخيار مؤكد بعد العقوبات، كما أن التصريحات من الممكن أن تؤدي إلى تخفيف التشديد على العقوبات. وقال وزراء آخرون إن دغان تصرف بشكل غير ديمقراطي ويمس بشكل خطير بالردع الإسرائيلي. وتابعت الصحيفة أنه على الرغم من انشغال القيادة السياسية والأمنية طوال نهار أمس بهذه التصريحات، فإنها فضلت عدم إصدار بيانات، وذلك بهدف إنزاله من العناوين، حيث رفض رئيس الحكومة ووزير الأمن التعقيب على التصريحات.

ولكن الصحيفة أشارت إلى أن دغان ليس وحده، وأنه يشاركه في الانتقادات لنتنياهو وباراك عدد من قادة الأجهزة الأمنية، بينهم رئيس هيئة أركان الجيش السابق غابي أشكنازي، ورئيس «الشاباك» السابق يوفال ديسكين، ورئيس الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يدلين، وعمليا «كل الشخصيات التي كانت بحكم مناصبها منكشفة على أسرار الدولة، وشاركت في نقاشات سرية مع رئيس الحكومة ومع وزير الأمن».

وكتب ناحوم برنياع، المحرر السياسي للصحيفة، أنه ليس واثقا من صحة حديث دغان عن كون نتنياهو وباراك «مغامرين عديمي المسؤولية». وبحسبه فمن الخطأ الحكم على مواقف نتنياهو وباراك ودغان بموجب محور يسار – يمين، مشيرا إلى أن دغان مثل معلمه أرئيل شارون الذي كان يؤمن بأنه على إسرائيل أن تحافظ على زمام المبادرة بيدها، وبالتالي فإن موقف دغان هو موقف «صهيوني فعال»، فهو يسعى إلى المبادرة في مجالات سرية وحتى في المفاوضات مع الفلسطينيين، في حين أن نتنياهو يفضل ألا يغامر ويبقى زمام المبادرة بيد الآخرين، مستعينا بدعم من باراك، كما يشير إلى عشرات اللقاءات التي جمعت رئيس الحكومة مع قادة الأجهزة الأمنية، وأن بعضهم خرج من الاجتماع بشعور أن نتنياهو غير معني بالعمليات التي خططوا لتنفيذها. ويشير أيضا إلى أن اللقاءات كانت تعقد متأخرة عن موعدها ويهدر الوقت على قضايا ليست ذات أهمية.