فوضى تجتاح مباني القاهرة التاريخية

غاب القانون وارتفعت أسعار الأراضي

TT

تشهد العاصمة المصرية القاهرة حاليا حالة من فوضى الهدم والبناء، اجتاحت عددا من المباني ذات الطابع المعماري المميز، بعضها مسجل من قبل هيئة التنسيق الحضاري كمبان مميزة ذات طابع أثري. وامتدت الفوضى لتشوه عددا آخر من هذه المباني الميزة، حيث قام ملاك بعض العقارات بتعليتها وبناء أدوار جديدة بها، تشوه نمطها المعماري وتعرضها لمخاطر الانهيار، مستغلين غياب الجهات الرقابية المعنية، وعدم استتباب الأمن بالبلاد، كما يأتي ذلك مخالفا لقرارات وإجراءات حكومة سابقة استهدفت المحافظة على الطابع المعماري الفريد للمباني القديمة بالعاصمة المصرية.

وكانت محافظة القاهرة تقوم برصد المباني والعمارات الأثرية ثم تقوم بإرسال إنذارات للملاك وتحذر من العبث بالمباني سواء بهدمها أو تشويهها أو تغيير واجهاتها، وكانت الحكومة تعاقب المخالفين وتعطي فرصة لملاك العقارات بالتظلم حتى لا يتم إدراج عقاراتهم ضمن الأبنية الأثرية. وغالبا ما تشغل هذه الأبنية مواقع متميزة في العاصمة، يغري أصحابها بالتحايل على اللوائح والقوانين، من أجل الحصول على أثمان مرتفعة، وبشكل خرافي، قيمة الأرض المشيدة عليها، الأمر الذي يجعلها في أنظار مالكيها بمثابة كنز مالي يصعب التصرف أو التفريط فيه، وفي الوقت نفسه تعتبر هذه الأبنية كنزا للدولة، والتي ترى أن التساهل حياله يفقد العاصمة طابعها المعماري الفريد، والذي يعد أحد أهم عوامل تميزها الحضاري، حيث يجمع في جعبته أنماطا ونماذج معمارية يصعب أن تتكرر.