الخارجية الأميركية: الباب ينغلق أمام تطبيق الأسد إصلاحات ذات معنى

انتقادات أميركية لصمت أوباما عن مطالبة الأسد بالتنحي

TT

أعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة مارتا سانتوس بايس، أمس، عن قلقها العميق إزاء استمرار العنف الذي يرتكب ضد الأطفال في خضم الاضطرابات في سوريا، وحثت الحكومة السورية على ضمان حماية جميع الأطفال، وقالت: «يجب ألا يتم تعريض حياة الأطفال للخطر تحت أي ظرف، وتجب حماية الأطفال من الاعتقال غير القانوني والتعذيب وسوء المعاملة». ودعت سانتوس بايس الحكومة السورية إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية حقوق الطفل.

في الوقت نفسه، انتقد عدد من المحللين والمراقبين السياسيين صمت الإدارة الأميركية عن الدعوة صراحة إلى رحيل الرئيس الأسد مع استمرار المظاهرات السورية المطالبة برحيله وإسقاط نظامه وتلميح وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى وجوب رحيل الأسد. وأشارت صحيفة «وول ستريت» إلى أنه على الرغم من إدانة إدارة الرئيس أوباما لحملة القمع السورية ومقتل نحو 110 أشخاص، فإن الرئيس أوباما يواجه مأزق التعامل مع رجل كان يعتقد أنه يمكن تحويله إلي حليف، وما زال غير مستعد للتخلي عن الرئيس الأسد. وأشارت الصحيفة إلي قيام السيناتور جون كيري بزيارات سرية إلي سوريا للتفاوض سرا مع القادة السوريين، وأبدى خلالها الرئيس الأسد استعداده لكسر تحالفه العسكري مع إيران وإقامة سلام مع إسرائيل وتقليل الدعم السوري للجماعات المسلحة لحزب الله وحماس. ويتخوف عدد من المحللين وأعضاء الكونغرس الأميركي من أن يطلق الرئيس الأسد عنان العنف الطائفي بشكل واسع في سوريا، بينما رأى فريق آخر أنه يجب على نظام الأسد الصمود في وجه العاصفة حتى ينفذ وعوده. وقال السيناتور الجمهوري جون ماكين: «إنه أمر محير لي، كيف أنه ليس في مصلحة الولايات المتحدة السعي لإزاحة بشار الأسد من السلطة». وقال مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية: «إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون كانت واضحة في كلماتها بشأن اقتراب النهاية لشرعية نظام بشار الأسد في سوريا، فإذا كان الرئيس الأسد لا يريد أن يكون جزءا من التحولات الجارية فإن عليه الرحيل، وما نراه كل يوم على أرض الواقع في سوريا يؤكد أن الأسد لا يريد أن يكون جزءا من الإصلاح».

ورفض المتحدث باسم الخارجية التنبؤ بإصدار بيان أميركي رسمي يطالب الأسد بالتنحي، وقال: «كل ما يمكننا قوله الآن هو: إننا نريد من الرئيس الأسد انتهاز الفرصة والقيام بإصلاحات ذات معنى، والتعامل مع المعارضة وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ووقف جميع أعمال العنف ضد المدنيين، لكننا نرى أن باب هذه الفرصة بات ينغلق». وأشار تونر إلى مؤتمر المعارضة السورية في تركيا وتشكيل مجلس استشاري من 31 عضوا، وزيادة عزلة الرئيس الأسد، مؤكدا وجود اتصالات أميركية مع المعارضة السورية من دون أن يذكر أسماء لحساسية الموقف. وقال تونر: «لا أريد أن أتحدث عن اتصالاتنا مع المعارضة السورية، من الواضح أنهم في المراحل التكوينية، وأنهم يتحركون، سواء بقي الأسد أو رحل، وسوف نقوم بتقييمهم وإجراء مناقشات معهم».

وأكد تونر أن استراتيجية الولايات المتحدة هي بناء الضغوط على نظام الأسد وانتقاد الانتهاكات التي تحدث في سوريا وسن عقوبات صارمة، والعمل مع الاتحاد الأوروبي بشكل فعال، وتقديم سوريا إلى مجلس الأمن، وإلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وقال: «إن الولايات المتحدة تعمل بجد مع شركائها الدوليين لوضع ضغوط على الأسد وحكومته لتحقيق الإصلاحات ووقف العنف، وإلى الآن لم نرَ أي تقدم، وسنستمر في مواصلة النظر في الخيارات لزيادة الضغط عليه». وأيد تونر تقديم النظام السوري إلي المحكمة الجنائية الدولية وقال: «إننا نناشد أولئك الذين لم ينضموا بعدُ إلى الإدانة الدولية لنظام الأسد أن يعيدوا النظر فيما يفعل النظام السوري في شعبه، والعواقب طويلة المدى المترتبة على ذلك»، موضحا أن كلا من الصين وروسيا تقف في الجانب الخاطئ من التاريخ. وحول المحادثات التي تجريها الولايات المتحدة مع الجامعة العربية، وعدم قيام الجامعة باتخاذ موقف مما يحدث في سوريا، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية: «إن الجامعة العربية كان لها توجه واضح في إدانة ما يجري في ليبيا وكنا نأمل أن تطبق المعايير نفسها في أماكن أخرى، ومن المؤكد أن الجامعة العربية تدرك جيدا ما يجري في سوريا».