واشنطن ليست متأكدة من دور القوات التي دربتها في اليمن

البيت الأبيض: اتصالات مستمرة مع دول خليجية

محتجون في صنعاء يطالبون برحيل الرئيس اليمني أمس (أ.ب)
TT

مع تفاقم الوضع في اليمن، أعلن البيت الأبيض أمس أن جون برينان، مستشار الرئيس باراك أوباما لمكافحة الإرهاب، يجري اتصالات مستمرة مع دول خليجية ودول أخرى «في محاولة للتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة». وكرر البيت الأبيض دعوته للرئيس اليمني علي عبد الله صالح للرحيل.

وبينما نفى البنتاغون أن القوات اليمنية التي دربها عسكريون أميركيون لمواجهة «القاعدة» والحرب ضد الإرهاب قد انضمت إلى القتال مع قوات الرئيس علي عبد الله صالح، أكد بيان البنتاغون أن هذه القوات «لم تشترك في أعمال عنف ضد المتظاهرين العزل».

وقال مراقبون في واشنطن إن الرئيس باراك أوباما يبدو كأنه عاجز عن وقف الاشتباكات الدموية، مع قلقه على التعاون مع حكومة اليمن في المعركة ضد تنظيم القاعدة. وإن أوباما ليس متأكدا من أن القوات التي دربتها الولايات المتحدة لن تقاتل إلى جانب قوات الرئيس صالح. بالإضافة إلى أن القوات النخبوية الخاصة التي يقودها أحمد، ابن الرئيس صالح، تلقت تدريبات أميركية، وحصلت على أسلحة أميركية.

وقال غريغوري جونسين، خبير الشؤون اليمينية في جامعة برنستون: «اليمن يسير على طريق مظلم جدا، بينما يجري جذب المزيد من القبائل والجماعات إلى داخل هذا الصراع. سنرى المزيد من التصعيد».

وقال جونسين: «هناك القليل الذي يمكن القيام به من جانب الأجانب لإنهاء العنف. لقد ارتكبت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أخطاء سياسية صارت لها عواقب». وأضاف: «ما نراه الآن هو أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي صارا أقل قوة وأقل تأثيرا لما كانا يريدان».

وأضاف جونسين أن القتال «يمكن أن يتصاعد بشكل كبير إذا قررت فرقة المدرعات الأولى المشاركة في القتال، وهي التي كانت حتى الآن تتجنب ذلك». هذه هي الفرقة التي كان يقودها اللواء علي محسن الأحمر الذي انضم إلى المعارضة. وكانت قوات نخبوية خاصة موالية للرئيس صالح بقيادة ابنه أحمد شنت هجوما على منازل عائلة الأحمر، وأيضا على منزل اللواء محسن الأحمر.

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن الفرقة النخبوية تلقت تدريبات أميركية، وأيضا معدات أميركية. وأن أحمد زار الولايات المتحدة مرات كثيرة، واجتمع مع عسكريين في البنتاغون حول الفرقة الخاصة.

وقال الكولونيل ديفيد لابان، المتحدث باسم البنتاغون إنه لا توجد خطط لإجلاء العسكريين الأميركيين الذين يدربون قوات مكافحة الإرهاب اليمنية. ورفض لابان أن يقول كم عدد المدربين الأميركيين في الوقت الحاضر في اليمن. لكنه قال إنهم يتخذون «التدابير الاحتياطية الضرورية».

وأضاف لابان أن البنتاغون يبحث في تقارير إخبارية قالت إن فرقة مكافحة الإرهاب اليمنية التي دربتها الولايات المتحدة تحولت إلى جانب قوات الرئيس صالح في الحرب. لكن، قال لابان: «لا توجد أدلة على أن أيا من قوات مكافحة الإرهاب التي قمنا بتدريبها اشتركت في أعمال عنف ضد المتظاهرين العزل».

وكان البيت الأبيض أصدر أول من أمس بيانا أدان فيه «بأشد العبارات أعمال العنف التي لا معنى لها» في اليمن. ودعا البيان الرئيس صالح وخصومه لوقف القتال. وأيضا لإعادة النظر في شروط الاتفاقية التي كانت توسطت فيها دول مجلس التعاون الخليجي.

وقال مراقبون في واشنطن إن البيت الأبيض ربما يريد تقديم تنازلات لإعفاء الرئيس صالح من أي ملاحقات قانونية بعد أن يتخلى عن الحكم. وكانت هذه النقطة هي مثار نقاش طويل خلال المفاوضات الخليجية مع صالح، والتي كانت تتم بتأييد من الولايات المتحدة. وإن صالح كان رفض التوقيع على اتفاقية 21 مايو (أيار) في آخر لحظة لأسباب منها عدم إعفائه من المحاكمة.