بعد ترحيلها من قطر.. إيمان العبيدي استقرت في منزل شقيقتها.. وتنتظر إتمام الزواج

زعيم الثوار التقاها في بنغازي.. وزوجها لـ «الشرق الأوسط» : حالتها النفسية سيئة للغاية

إيمان العبيدي إبان إعلانها في 26 مارس (آذار) الماضي عن تعرضها للاعتداء الجنسي لدى اعتقالها من قبل قوات القذافي (إ.ب.أ)
TT

قالت إيمان العبيدي السيدة الليبية التي أبعدتها السلطات القطرية على نحو مفاجئ أول من أمس من الدوحة إلى مدينة بنغازي بشرق ليبيا حيث معقل الثوار المناوئين لنظام حكم العقيد الليبي معمر القذافي لـ«الشرق الأوسط» إن حالتها النفسية متدهورة ولا تسمح لها حاليا بالحديث إلى وسائل الإعلام حول قصتها، حسبما نقله عنها زوجها.

وفى لقاء هو الأول من نوعه منذ إعلانها تعرضها للاغتصاب على أيدي قوات القذافي في العاصمة الليبية طرابلس، التقت العبيدي أمس في بنغازي المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الذي وعدها بتبني قضيتها وتلبية طلبتها في أسرع وقت.

ووفقا للمعلومات شكت العبيدي لعبد الجليل من تعرضها لمضايقات من السلطات القطرية خلال ترحيلها قسرا وبالقوة إلى بنغازي. ونفت العبيدي أن تكون قد وجهت أي اتهام إلى المجلس الانتقالي عن المعاملة غير اللائقة التي تلقتها من السلطات القطرية كما نفت أن تكون قد وجهت أي إساءة إلى المجلس الانتقالي.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن قرار إبعاد إيمان العبيدي من قطر جاء بناء على طلب تقدم به ممثل المجلس الوطني الانتقالي في العاصمة القطرية.

ولم تعرف بعد أسباب هذا الطلب المفاجئ الذي جاء بعد مرور قرابة الشهر على تواجد إيمان على الأراضي القطرية، بينما التزمت السلطات القطرية الصمت ولم تصدر بعد أي توضيحات رسمية حول ملابسات قضية العبيدي وترحيلها إلى بنغازي.

وانقسم الليبيون على صفحات الـ«فيس بوك» و«تويتر» عبر شبكة الإنترنت بشأن الموقف القطري وقضية إيمان حيث اعتبر بعضهم أن مكانها الطبيعي هو في بنغازي حيث أسرتها وزوجها المنتظر، بينما عاب البعض على السلطات القطرية استخدام القوة لإبعاد العبيدي إلى بنغازي. وانتقدت منظمات حقوقية ودولية إبعاد العبيدي وقالت إنها بصدد طلب توضيحات رسمية من السلطات القطرية والمجلس الانتقالي الليبي الذي لم يعلق رسميا بعد على هذه التطورات.

ورفض مسؤولون قطريون وليبيون التعليق على هذه المعلومات، فيما نقل الليبي فرج المنبي الذي تقدم للزواج من العبيدي بعد ذيوع قصة اغتصابها قولها إنها تأمل في أن تتعافى من الظروف التي أحاطت بعملية ترحيلها المفاجئة من الدوحة إلى بنغازي في وقت قريب. وقال المنبي البالغ من العمر 34 عاما ويعمل في التجارة والأعمال الحرة في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من بنغازي إن العبيدي ليست في حالة تسمح لها حاليا بالكلام، مشيرا إلى أنها تمر بمرحلة نفسية سيئة للغاية. وتم عقد القران بين الاثنين، وهما الآن في انتظار إتمام إجراءات زواجهما.

وشرح المنبي أن العبيدي التي استقر بها المقام أخيرا في منزل شقيقتها بمسقط رأسها في مدينة بنغازي تشكو من تعرضها للإجحاف والمعاملة السيئة من قبل بعض العناصر القيادية في المجلس الوطني الانتقالي المناوئ للقذافي. وأضاف أن العبيدي التي تمكنت الشهر الماضي من الهرب متنكرة من مقر إقامتها السابق بالعاصمة الليبية طرابلس إلى تونس برفقة ضابط ليبي انشق على نظام القذافي قد وصلت إلى بنغازي يوم الخميس الماضي على متن طائرة عسكرية قطرية. وقال إنه عندما وصلت إيمان إلى قطر عن طريق تونس استقبلها مجموعة من المجلس الانتقالي على رأسهم محمود شمام مسؤول الشؤون الإعلامية بالمجلس، ونسقوا لها للخروج إعلاميا من خلال قناة «الجزيرة» ولاحقا عبر قناة «ليبيا الأحرار» التي تمثل وجهة نظر الثوار وتبث إرسالها أيضا من العاصمة القطرية الدوحة. وأضاف: هي تساءلت فور وصولها عن المطلوب منها وهل هناك برامج مخصصة إعلاميا لها لشرح قضيتها أم لا وتقريبا حصل خلاف مع شمام ووقعت مشادة كلامية بين الطرفين. ونفى المنبي أن تكون إيمان قد تلقت معاملة آدمية أو ذهبت إلى طبيب أو مستشفى رغم إصابتها الواضحة بكدمات في وجهها وجروح في جسمها عن طريق الشرطة، مشيرا إلى أن الرحلة كانت شاقة.

وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قد أوضحت أن السلطات القطرية اعتقلت إيمان العبيدي مساء الأربعاء الماضي وأجبرتها هي ووالديها الزائرين على ركوب طائرة متجهة إلى بنغازي يوم الخميس، بعد أن كانت العبيدي وصلت إلى قطر يوم 11 من شهر مايو (أيار) الماضي، حيث أقامت في فندق بالدوحة قبل أن تختلف على ما يبدو مع أعضاء من المعارضة الليبية موجودين في قطر.

وقال مصدر دبلوماسي إن معارضين ليبيين مقيمين في قطر طلبوا من الحكومة القطرية إعادتها إلى شرق ليبيا حيث يحتدم صراعهم المسلح ضد قوات القذافي. وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه «ما كان للقطريين أن يفعلوا ذلك من دون أن يطلب منهم».

ووصف أدريان إدواردز المتحدث باسم المفوضية هذا العمل بأنه «ينتهك القانون الدولي». وأضاف بيل فرليك مدير برنامج اللاجئين بمنظمة هيومان رايتس ووتش الأميركية المعنية بحقوق الإنسان في بيان «الإعادة القسرية للاجئة نجت من اغتصاب جماعي لا ينتهك القانون الدولي فحسب ولكنه عمل قاس قد يجلب صدمة أخرى».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر «إن الولايات المتحدة تحدثت مع قطر مرارا بشأن قضية العبيدي وإنها تشعر بخيبة أمل جراء طردها». وأضاف في مؤتمر صحافي «نشعر بخيبة أمل تجاه إجبارها على العودة ونعتقد أن ذلك يخرق الأعراف الإنسانية».

وقال: «حياتها كانت في خطر واضح في ليبيا ولهذا السبب غادرت إلى قطر»، مشيرا إلى أن بلاده حثت المعارضة المسلحة على ضمان سلامتها. وأضاف تونر: «لم نتحدث مع الآنسة العبيدي منذ أن غادرت قطر، ولكننا على اتصال مع كبار المسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي، وأوضحنا اهتمام الولايات المتحدة بقضية العبيدي».

وجاء الانتقاد الأميركي على خلفية الأنباء التي أشارت إلى أن العبيدي تعرضت للضرب حيث كشفت الناشطة في حقوق الإنسان، ناشا دواجي، وهي أميركية من أصل ليبي، التقت العبيدي، وجود كدمة سوداء حول عينها، تشير إلى أنها ربما تكون قد تعرضت للكمة، إضافة إلى سحجات على رجليها وخدوش على يديها.

وأبدى عضو بالمجلس الانتقالي انزعاجه لرؤية حالة العبيدي وتعهد بفتح تحقيق حول ذلك.

يشار إلى أن إيمان العبيدي قالت في وقت سابق إنها تعرضت للضرب في قطر وتم تقييدها بالأصفاد، ثم أجبرت على الصعود إلى الطائرة، مشيرة إلى أنه تمت مصادرة كل شيء منها ومن والديها، بما في ذلك الهواتف الجوالة والكومبيوتر المحمول وبعض الأموال.

واتهمت العبيدي في تصريحات لشبكة الـ«سي إن إن» الأميركية المجلس الوطني الانتقالي باستغلالها، غير أن الأخير نفى ذلك.