وزير خارجية بريطانيا في معقل المعارضة الليبية.. وروسيا تحذر من تدخل بري

أوكامبو: لدينا أدلة قوية على علاقة سيف الإسلام بجلب المرتزقة

TT

أجرى وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، محادثات، أمس، مع ثوار ليبيا في معقلهم ببنغازي، في أول زيارة لمسؤول بريطاني بارز إلى البلاد التي تبدو الآن في حالة انقسام، وفي حين يعتزم مبعوث روسي بارز زيارة بنغازي أيضا، بالإضافة إلى طرابلس، للتوسط للحل الأزمة، حذرت روسيا حلف شمال الأطلسي، الذي يقود عمليات عسكرية في ليبيا، من تدخل بري للحلف بعد بدء مشاركة طائرات هليكوبتر مقاتلة فرنسية وبريطانية.

وقالت الحكومة البريطانية، أمس، إن هدف زيارة وزير الخارجية ويليام هيغ إلى مدينة بنغازي، أمس، هو إظهار الدعم للمعارضة المسلحة التي تقاتل من أجل الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي. والتقى هيغ، الذي يزور بنغازي بصحبة أندرو ميتشل، وزير الدولة للتنمية الدولية، مع قادة المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض.

وقال هيغ في بيان: «نحن هنا اليوم لسبب رئيسي واحد، وهو إظهار تأييدنا للشعب الليبي وللمجلس الوطني الانتقالي الممثل الشرعي للشعب الليبي.. سنناقش الموقف على الأرض، ونتطلع إلى اجتماع الأسبوع المقبل لمجموعة الاتصال بخصوص ليبيا في أبوظبي». ووصف رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، المجلس الوطني الانتقالي، الشهر الماضي، بأنه «المحاور السياسي الشرعي في ليبيا، والشريك الأساسي لبريطانيا هناك». ويتوجه أيضا إلى بنغازي، مساء غد الاثنين، ميخائيل مارغيلوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي، للقاء ممثلين عن المعارضة الليبية. وقال مارغيلوف في اتصال هاتفي مع وكالة «ريا نوفوستي»، أمس، إنه ينوي الالتقاء بقيادة المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي شرق ليبيا.

وأوضح أنه يود عقد لقاءات مع كل من مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي المعارض الليبي، وعمر الحريري، مسؤول الشؤون العسكرية بالمجلس، ومحمود جبريل، العضو بالمجلس. واستطرد أن موعد زيارته إلى ليبيا تم تحديده، مع مراعاة عدد من المسائل الفنية المتعلقة بإمكانية التوجه إلى هذا البلد برا أو جوا في ظروف العمليات القتالية المتواصلة.

واعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن حلف شمال الأطلسي «ينحرف نحو عملية برية» في ليبيا، ستكون «مؤسفة»، وذلك إثر تدخل مروحيات قتالية بريطانية وفرنسية لأول مرة، ليل الجمعة – السبت، على ما نقلت وكالات الأنباء الروسية. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن الوزير قوله: «لقد أعطينا وجهة نظرنا حول عمليات الحلف الأطلسي. إننا نعتبر أن ما يجري انحراف عن قصد أو عن غير قصد نحو عملية برية».

وأضاف في مؤتمر صحافي في أوديسا بأوكرانيا، بعد أول تدخل لمروحيات الحلف الأطلسي، أن «ذلك سيكون مؤسفا تماما»، وتابع: «إننا نرى أن شركاءنا الغربيين يدركون أن الأحداث في ليبيا تأخذ منحى غير مرغوب فيه، لكن القرارات المتخذة متواصلة تلقائيا».

وقد دعت روسيا، حليفة ليبيا، التي تعارض أي تدخل يدعو صراحة إلى تنحي العقيد معمر القذافي، عقب قمة مجموعة الثماني، الأسبوع الماضي. وبعد الامتناع عن التصويت في مجلس الأمن الدولي حول القرار 1973 الذي أجاز شن غارات دولية على ليبيا، اقترحت روسيا وساطتها في هذه الحرب التي تهدد بالاستمرار لمدة طويلة. وكان الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، قد أكد خلال مباحثات مع رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلسكوني، في روما يوم الخميس معارضة بلاده للتدخل العسكري من جانب حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا. وأضاف ميدفيديف: «مصير الدولة الليبية يجب أن يحدده الشعب الليبي». إلى ذلك، قال لويس مورينو أوكامبو، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، إن هناك أدلة قوية على قيام سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد الليبي معمر القذافي، بجلب المرتزقة إلى بلاده لمحاربة المعارضة. وقال لويس مورينو أوكامبو، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، إن المحكمة في انتظار قرار القضاة «في غضون أسابيع قليلة»، وبعدها ستبدأ في إعلان إجراءاتها تجاه المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في ليبيا.

وأكد أوكامبو، في حديث خاص أدلى به لوكالة الأنباء الألمانية في الدوحة، أمس أنه «لدينا أدلة قوية على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في ليبيا».

واستطرد قائلا: «سنعمل على تحضير الوثائق الخاصة بالقضية، واستصدار قرارات الملاحقة والقبض على كل المطلوبين للعدالة.. أعتقد أن المحكمة الجنائية ستسهم في إنهاء الصراع في ليبيا». وحول مشاركة مرتزقة أجانب ومن دول أفريقية في الحرب الدائرة في ليبيا إلي جانب القذافي، وما إذا كانت ستشملهم قائمة المطلوبين للعدالة، قال أوكامبو: «لدينا أدلة على أن سيف الإسلام القذافي هو من عمل على التعاقد واستيعاب المرتزقة، وأن معمر القذافي استعان بالمرتزقة لقتل الليبيين، لعلمه بأن الجنود الليبيين لن يقوموا بقتل الليبيين، مما جعله يستعين بالمرتزقة».

وأكد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية حرصه على التحقيق، وبدقة، لمعرفة الملابسات المحيطة بقضية المرتزقة.

وقال: «لدينا معلومات بأن الثوار يقومون بمهاجمة الأفارقة، ونحن نحقق في الأمر»، مضيفا: «نحقق في جرائم الحرب والهجوم على المدنيين، وهذا ما تقوم به قوات القذافي.. ونحقق كذلك في قضايا الاغتصاب، وحول مزاعم بأن القذافي شخصيا قد أذن بارتكاب أعمال الاغتصاب، وحالما نتمكن من توثيق ذلك فسنقوم بإضافة جريمة الاغتصاب له». وأشار أوكامبو لوكالة الأنباء الألمانية إلى أن قضية الليبية، إيمان العبيدي، التي أعلنت على وسائل إعلام غربية تعرضها للاغتصاب على يد قوات القذافي، تعد واحدة من بين كثير من قضايا الاغتصاب التي وقعت في ليبيا. وأوضح قائلا: «هناك الكثير من قضايا الاغتصاب التي نستوثق منها.. والاغتصاب قضية جديدة على المجتمع الليبي الذي لم يعرف ذلك من قبل.. ونعمل على تحديد الجهات المتورطة في الاغتصاب».