مصر: رياح «25 يناير» تهب على «نكسة 5 يونيو»

مخاوف من تجدد قوافل الزحف إلى غزة

TT

وسط رياح عاتية للثورة المصرية في 25 يناير (كانون الثاني) الماضي، يستعيد المصريون اليوم (الأحد) ذكرى 5 يونيو (حزيران)، وهي الذكرى التي خلفتها هزيمة الجيش المصري في حربه مع إسرائيل عام 1967، أو ما عرف بـ«النكسة» تعبيرا عما لحق بالمصريين والعرب من خسائر كبيرة وجراح عميقة، لكن المثير أن الشهر الذي حدثت فيه الهزيمة يأتي هذا العام في ظل متغيرات كثيرة أطاحت موجاتها المتلاحقة بالنظام المصري السابق، وألقت بظلال كثيفة على العلاقات المصرية - الإسرائيلية.

وبعد أقل من شهر على المواجهات العنيفة التي اندلعت مساء الأحد 15 مايو (أيار) الماضي عشية ذكري النكبة يأتي يونيو 2011، محملا بزخم دعوات جديدة للزحف نحو الحدود الفلسطينية، ومحاصرة السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، على غرار ما حدث بالأمس القريب بين شباب المتظاهرين المصريين الذين حاولوا بعد عدة ساعات من اعتصامهم، اقتحام مقر السفارة المطل على نهر النيل. ويقول السفير محمد بسيوني، سفير مصر السابق في إسرائيل لـ«الشرق الأوسط»: «ستختلف ذكرى النكسة هذه المرة بالتأكيد لأن الثورة المصرية غيرت شكل العلاقات بين البلدين».

وأضاف بسيوني الذي عمل سفيرا لمصر في تل أبيب لعشرين عاما أن شباب الثورة أدركوا أن إسرائيل لا تستجيب لنداءات السلام العالمية ولا للمطالب المشروعة للشعب الفلسطيني وهو الأمر الذي لا يمكن تجاهله من وجهة نظرهم خاصة في ظل عدم قبول تل أبيب مبادرات السلام المختلفة ومنها المبادرة العربية. وأضاف بسيوني: «شباب الثوار لم يجدوا مفرا من الاعتراض علي تعنت صقور إسرائيل».

في هذه الأثناء لم تجد نداءات الزحف صداها فقط في مصر، بل تقاطعت مع أصداء لدعوات أخرى في عدد من البلاد العربية في لبنان وسوريا. لكن في مصر لم تغفل عين السلطات عن رصد هذه الدعوات، ومحاولة السيطرة على الأمور «بحكمة»، حيث يمكن القول إن نداءات الزحف في ذكرى النكبة كانت تحت السيطرة. اللافت أن الشباب أنفسهم لم يفقدوا حماسهم بعد لنداء الزحف، ففي الإسماعيلية (شرق مصر) يقول حسين محمود (23 عاما) أحد منظمي قوافل الزحف لرفح، لـ«الشرق الأوسط» : «نستعد لتجميع أنفسنا مرة أخرى للوصول إلى معبر رفح ومنها إلي فلسطين»، موضحا أن «هناك أكثر من قافلة، أولها ستنطلق الثلاثاء 7 يونيو الحالي، وستتبع بقوافل أخرى. فهناك نداءات جديدة للزحف». وعلى النقيض يعتبر أحمد علي (28 عاما) الذي قطع 400 كيلومتر للوصول لرفح خلال دعوة الزحف الأخير إلى فلسطين، أن الزحف في الوقت الراهن لن يلقى التجاوب المطلوب. وقال إن «الإعلام صوّر الزحف بطريقة سيئة ووصف الشباب بالمخربين»، ولكن أحمد لم يخف رغبته المشاركة في الاحتجاجات أمام السفارة الإسرائيلية في القاهرة حتى لو منعت السلطات هذا النوع من المظاهرات، كما فعلت في ذكرى النكبة الشهر الماضي.