مغربي عالق في الكويت بعد أن سحب جوازه الأميركي

محاميه يعتزم مقاضاة الخارجية الأميركية.. ويعتقد أن ديانته هي السبب

TT

يعتزم محام أميركي مقاضاة وزارة الخارجية الأميركية إذا لم يتم حل مشكلة مغربي يحمل الجنسية الأميركية، ظل عالقا في الكويت منذ أشهر، بعد أن صادرت السفارة الأميركية هناك جوازه وأبلغ بأنه لم يعد له الحق في حمل الجواز الأميركي.

ولم يستطع عزيز النحيلي، 47 سنة، مغادرة الكويت بعد أن صودر جواز سفره الأميركي منذ فبراير (شباط) الماضي، وأبلغته القنصلية الأميركية في الكويت بأن عليه ألا يعتبر نفسه مواطنا أميركيا وأن جنسيته يمكن أن تلغى. وتقول السلطات الكويتية إنها ستسمح له بمغادرة البلاد إذا كان بحوزته جواز سفر ساري المفعول. وقالت مصادر في الرباط إن النحيلي لم يتصل بالسفارة المغربية في الكويت، وبالتالي ليست لديها معلومات حول هذه القضية.

وتعود أسباب هذه المشكلة إلى عقدين مضيا، عندما قدم النحيلي بيانات خاطئة حتى يحصل على جواز سفر أميركي. ويقول محامي عزيز النحيلي إن من حقه العودة إلى الولايات المتحدة، ثم يستأنف قرار مصادرة الجواز عبر القضاء، مشيرا إلى أنه سيتابع وزارة الخارجية قضائيا إذا لم تغير مسار هذه القضية، وقال المحامي خضير عباس، وهو من أصول عربية كذلك «إذا كانت هناك أي أمور لها علاقة بالمواطنة بالنسبة إلى موكلي، فإن لديه الحق في معالجة الأمر عبر القضاء بعد عودته إلى الولايات المتحدة».

وكان مجلس العلاقات الأميركية - الإسلامية (كير) كلف عباس بتولي الدفاع عن النحيلي. ويقول عباس إن النحيلي لو لم يكن مسلما لما واجه كل هذه التعقيدات. لكن السفارة الأميركية في الكويت تقول إن احتمال نزع الجنسية عن عزيز النحيلي، يحتم بقاءه في الكويت إلى أن يحسم الأمر. ونسب إلى النحيلي قوله «أن تكون مواطنا أميركيا هذا شيء جميل، وهو أمر لا يمكن التخلي عنه بسهولة». ويقر النحيلي بأنه قدم معلومات خاطئة للحصول على جواز سفر أميركي، لكنه بقي متعاونا مع جميع التحقيقات التي أجريت حول الموضوع ولم توجه له قط أي تهمة. وتقول مصادر الخارجية الأميركية إنها لن تخوض في تفاصيل الأمر نظرا للطابع الشخصي للموضوع، في حين قال مصدر في وزارة الأمن الداخلي في واشنطن إنها تجري تحريات حول جنسية النحيلي، وإن بقاءه معلقا في الكويت من اختصاص وزارة الخارجية الأميركية.

وكان النحيلي قد أصبح مواطنا أميركيا عام 1999 بعد أن تزوج من أميركية من أصول تونسية في نيويورك، ثم انتقل بعد ذلك إلى ولاية أوريغون غرب الولايات المتحدة، وفي عام 2004 حصل على وظيفة بعقد مع البنتاغون بحيث يكون مقره في الكويت، وكان يعتزم العودة في مطلع هذه السنة إلى أميركا ويعمل في لاس فيغاس (ولاية نيفادا)، وسمح لزوجته وابنته بمغادرة الكويت والعودة إلى الولايات المتحدة.

يشار إلى أن مجلس العلاقات الأميركية - الإسلامية (كير) يتدخل عادة لمساعدة أميركيين مسلمين عندما يواجهون مشكلات في العودة إلى الولايات المتحدة، وكان من بين أشهر القضايا التي تدخل فيها «كير» وأثارت ضجة كبيرة وقتها في الصحافة الأميركية، عندما رفضت القنصلية الأميركية في الدار البيضاء عام 2007 منح طفل من أبوين مغربيين يحملان الجنسية الأميركية، تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، بسبب اسمه، إذ كان الطفل يحمل اسم «أحمد ياسين»، ومنع من الدخول على أساس أن اسمه مطابق لاسم أحمد ياسين مؤسس حركة حماس الفلسطينية، الذي كانت اغتالته إسرائيل، لكن اسمه بقي في لائحة الممنوعين من دخول الولايات المتحدة.