لبت الأحزاب الكردية الفاعلة في الساحة السورية الدعوة التي وجهها الرئيس السوري بشار الأسد للحوار معها، ولكن قياديا معارضا أكد «أن الدعوة قبلت على مضض، وأن الأحزاب الكردية ستشارك في الحوار على أساس المبادرة الكردية التي طرحتها قبل فترة».
وقال شلال كدو العضو القيادي في الحزب اليساري الكردي المعارض في تصريح أدلى به لـ«الشرق الأوسط» إن قادة الكرد السوريين وافقوا على لقاء الأسد بعد أن تلقى 12 حزبا كرديا سوريا نهاية الأسبوع الفائت دعوة عاجلة بهذا الشأن من الرئيس في العاصمة دمشق، وذلك عن طريق القنوات الحكومية وليست الأمنية، حيث تم تبليغ قادة وسكرتيري الأحزاب الكردية عن طريق محافظ الحسكة برغبة الرئيس بلقائهم.
إلا أن الأحزاب الكردية طلبت التمهل لإجراء مشاورات واجتماعات فيما بينها للخروج بموقف موحد. وبعد اجتماعات وحوارات مارثونية في مدينة القامشلي بين قادة هذه الأحزاب يومي الخميس والجمعة الفائتين على وقع المظاهرات التي كانت تجوب شوارع المدن الكردية، قبلت الأحزاب الكردية على مضض الدعوة للقاء الرئيس بشار الأسد نهاية الأسبوع الجاري.
وقال كدو «إن اللقاء سيكون على أسس المبادرة الكردية التي أطلقتها الأحزاب ذاتها والتي لها جوانب قومية وأخرى وطنية، وسيصر الجانب الكردي على عرض مبادرته تلك أمام رئيس الجمهورية، وكذلك عرض معظم مطالب الشعب الكردي العادلة في هذا اللقاء الذي يعد الأول من نوعه بين رئيس سوري وبين الحركة السياسية الكردية منذ تأسيس سوريا المعاصرة».
وأطلقت المبادرة الكردية في القامشلي في منتصف شهر مايو (أيار) الماضي، وهي تدعو إلى الحوار وإلى الاعتراف الدستوري بالكرد في سوريا وإلى عقد مؤتمر وطني يشمل الجميع وبمشاركة المعارضة والسلطة لحل الأزمة السورية.
وكشف كدو أسماء الأحزاب الكردية التي ستذهب إلى دمشق للقاء الرئيس وسيمثل كل حزب المسؤول الأول «السكرتير» وهي: 1- الحزب اليساري الكردي في سوريا 2– الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا «جناح الدكتور عبد الحكيم بشار» 3- حزب يكيتي الكردي في سوريا 4- حزب الاتحاد الديمقراطي 5- حزب آزادي الكردي في سوريا 6- الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا «جناح الأستاذ نصر الدين إبراهيم» 7- الحزب الوطني الديمقراطي الكردي في سوريا 8- حزب المساواة الديمقراطي الكردي في سوريا 9- حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا 10- الحزب الديمقراطي الكردي السوري 11- الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا. أما تيار المستقبل الكردي في سوريا فقد جمد عضويته في الآونة الأخيرة في المجلس السياسي الكردي في سوريا وكذلك في إطار أحزاب الحركة الوطنية الكردية.
يذكر أن الأحزاب الكردية التي من المتوقع أن تلتقي الرئيس غير مرخصة وغير معترف بها وهي أحزاب محظورة، ولا يعترف الدستور السوري بوجود شعب كردي يناهز عدده 3 ملايين نسمة في سوريا أي بنسبة 13% من مجموع سكان سوريا البالغ 23 مليونا.
إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) إن «هيئة الحوار الوطني، برئاسة فاروق الشرع، نائب رئيس الجمهورية، تابعت دراسة الآراء والأفكار الكفيلة بتفعيل آلية الحوار، وتحقيق الغاية التي أحدثت من أجلها الهيئة، بغية المساهمة في إيجاد الحلول السياسية للتحديات الراهنة»، وأضافت أنه «تم التأكيد خلال الاجتماع الذي عقدته الهيئة (أمس) على أن أبواب الحوار الوطني مفتوحة أمام جميع الشخصيات والقوى السياسية الوطنية في داخل الوطن وخارجه، بما يحقق المصلحة العليا للبلاد، ويصون وحدتها وأمنها».
وأشارت إلى أنه «تم التداول بمجموعة من الآليات والمقترحات التي من شأنها توسيع قاعدة الاتصال التي يجري العمل عليها حاليا، وصولا لتحقيق أهداف الحوار الوطني الشامل الذي يقوده السيد الرئيس بشار الأسد». ورحبت الهيئة «بجميع الأفكار والمقترحات التي من شأنها تعزيز المسار الحالي للإصلاح السياسي، بغية اعتماد الصيغة المثلى لمؤتمر الحوار الوطني».
وكان الأسد أصدر، قبل بضعة أيام، قرارا يقضي بتشكيل هيئة تكون مهمتها وضع الأسس لحوار وطني وتحديد آلية عمله وبرنامجه الوطني.