تضارب حول حقيقة إصابة الرئيس اليمني

الصوفي لـ «الشرق الأوسط» : احتمال تورط أميركي في محاولة اغتياله

متظاهرون يمنيون يسدون الطريق في وجه قوات الأمن اليمنية خلال مصادمات جرت أمس في مدينة تعز (أ.ب)
TT

تضاربت تصريحات المسؤولين الرسميين، حول حقيقة إصابة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، يوم الجمعة الماضي، وقد يبدو هذا التضارب مفهوما، فالحدث ليس بالهين وبالتالي، فإن صعوبة الحصول على المعلومة ربما كان السبب وراء تضارب التصريحات. وقد ذهب البعض إلى القول بأن الرئيس تعرض لإصابة طفيفة في رأسه أو في رجله، وبين من أكد أنه بصحة جيدة، وأن حالته الصحية مستقرة، ولكن لم ينف أحد من المسؤولين اليمنيين بشكل مباشر خبر تعرض الرئيس للإصابة، حتى من أكد منهم أن صحته جيدة، على الرغم من أن إصابته كانت في الرأس حسب بعض الروايات الرسمية. غير أنه لا يوجد هناك أي نفي رسمي لإصابته، ولكن هناك تقليل من حجم وخطورة هذه الإصابة. وفي موضوع ذي علاقة قالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) السبت إن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أصيب بشظية استقرت قرب قلبه وبحروق من الدرجة الثانية في الصدر والوجه أثناء الهجوم على قصره. ونفى مسؤولون يمنيون تقارير في وقت سابق أذاعتها محطة تلفزيون «العربية» بأن صالح توجه إلى السعودية مع ستة مسؤولين جرحى آخرين لتلقي علاجا طبيا. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إنها علمت من مصادر قريبة من الرئيس أن شظية يبلغ طولها نحو 7.6 سنتيمتر استقرت تحت قلبه. وأضافت المصادر أنه لم يتضح هل سيحتاج الرئيس اليمني إلى جراحة. وفي كلمة صوتية أذاعها التلفزيون اليمني مساء الجمعة قال صالح إنه أصيب بجروح طفيفة فقط وألقى بالمسؤولية في الهجوم على عصابة خارجة عن القانون. وفي اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن ذكر أحمد عبد الله الصوفي مستشار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أن حالة الرئيس اليمني مستقرة ولا تستدعي سفره للخارج لتلقي العلاج. ووصف الصوفي ما جرى من هجوم على مسجد القصر الرئاسي في صنعاء بأنه محاولة اغتيال سياسي بتقنية عالية جدا، وقال الصوفي إن التعاطي مع المبادرات السياسية اليوم وتجاهل ما يجري على أرض الواقع من محاولات لتصفية القيادات السياسية في البلاد يعد أمرا غير وارد. وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن الجهة المنفذة أو المدبرة للهجوم، قال الصوفي: «إن هجوما بهذا الحجم والتكتيك لا يمكن أن يكون من مجموعة متواضعة الإمكانات أو مجموعة قبلية أو غيرها»، وأضاف الصوفي: «إن القذيفة (التي استهدفت مسجد القصر الرئاسي) لا بد أنها زودت بإحداثيات من أطراف محلية ولكن القدرة على التنفيذ لا تتأتى إلا لجهة لديها إمكانات هائلة في الرصد والتتبع»، مشيرا إلى «احتمال تورط الولايات المتحدة الأميركية في محاولة اغتيال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مع عدد من كبار المسؤولين اليمنيين، لأن الكفاءة التي تمت بها العملية لا يمكن أن تملكها إلا دولة بحجم الولايات المتحدة الأميركية، خاصة أن جميع المؤشرات تشير إلى أن الولايات المتحدة كانت تحرض على الرئيس اليمني خلال الفترة الماضية، وكانت ترى أن الرئيس صالح هو الذي يعوق ما تسميه انتقالا سلميا للسلطة في اليمن»، وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن أسباب التحول من اتهام أولاد الشيخ الأحمر إلى اتهام الولايات المتحدة، قال الصوفي: «إنه حتى ولو كانت جهة محلية قد قامت بهذه العملية كـ(القاعدة) أو أولاد الشيخ عبد الله الأحمر، فإنهم لا يستطيعون القيام بذلك ما لم يكن هناك دعم من جهة تملك كفاءة عالية في التصويب والتوقيت». وعندما سألت «الشرق الأوسط»: هل يعني هذا أن أولاد الشيخ الأحمر لم يعودوا متهمين في هذه القضية؟ قال الصوفي: «قد يكونون متورطين بشكل أو بآخر، ولكنهم ليس لديهم القدرة الكافية والمهارة العالية في التخطيط والتنفيذ». وعن الأوضاع الصحية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، قال الصوفي: «إن أوضاعه الصحية مستقرة وإن حالته لا تستدعي سفره إلى الخارج مع من سافر من كبار المسؤولين الذين سافروا لتلقي العلاج في المملكة العربية السعودية».