خبير أميركي لـ «الشرق الأوسط»: رحيل صالح نهائي

مستشار أوباما للأمن القومي تحدث مع نائب الرئيس اليمني

TT

قال خبير أميركي متخصص في الشؤون اليمنية إن نقل الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، إلى السعودية، للعلاج بعد إصابته في القصف المسلح على القصر الجمهوري في صنعاء، أول من أمس، «يفتح الباب أمام رحيل نهائي»، وأضاف: «تبدو هذه هي نهاية صالح».

وقال كريستوفر بوشيك، المتخصص في الشؤون اليمنية في معهد كارنيغي في واشنطن، لـ«الشرق الأوسط»: «رحيل صالح يفتح الباب لطريقة ممكنة للخروج من هذه الأزمة. الآن يمكن لنائب الرئيس اليمني (عبد ربه منصور الهادي) أن يتولى القيادة المؤقتة للحكم هناك، ثم تجري استعدادات لإجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة»، وأضاف: «لكن لا بد من تشكيل حكومة مؤقتة بموافقة الأطراف المعنية للإشراف على عملية الانتقال»، وقال: «لكن أولا وقبل كل شيء يجب أن يتوقف القتال».

وقال بوشيك: «من ناحية أخرى، مع رحيل صالح إلى السعودية، هناك احتمال لتدهور الوضع أكثر، ولتصعيد القتال. يبدو واضحا أن حكومة اليمن لن تتوقف عن الهجمات على آل الأحمر، وسيكون هذا سيئا للغاية», وقال: «نحن لا نعرف حتى الآن أين أحمد (ابن الرئيس صالح). ولا نعرف أين أبناء عمه، وسيكون من المهم أيضا أن نراقب اللواء علي محسن الأحمر» (قائد الفرقة المدرعة الأولى الذي كان انضم إلى المعارضة).

وأضاف بوشيك: «الشيء الأكثر أهمية الآن هو أن تبدأ عملية الانتقال السياسي، والبدء في العمل من أجل تحسين الأوضاع العامة في البلاد لجميع اليمنيين. ليس سرا أن الاقتصاد في حالة خراب، وهناك حاجة إلى التركيز على التصدي لهذا التحدي الأساسي. اقتصاد اليمن الهابط هو في صميم مشكلات البلاد كافة».

وقال: «ظللت أتابع صالح كل هذه السنوات. أعرف أنه سياسي ذكي، ويمكن أن يحدث أي شيء. لكن لا أعرف كيف سيقدر على أن يعود إلى الحكم بعد الذي حدث؟».

وقال مراقبون في واشنطن إن الرئيس باراك أوباما يرى أن نقل صالح إلى السعودية قد أخرج أوباما من ورطة لم يكن يعرف كيف يخرج منها، وذلك بسبب إعلاناته المتكررة بأن صالح يجب أن يرحل، في نفس الوقت الذي لا يريد فيه أن يفقد حليفا مهما في الحرب ضد الإرهاب. في الجانب الآخر، لا بد أن الرحيل المفاجئ لحليف رئيسي لأوباما في الحرب ضد الإرهاب سيقود إلى تعميق الأزمة في بلد يعرف أوباما أنه في وضع اقتصادي سيئ، والآن صار يزداد سوءا.

وقال المراقبون إن أوباما يشعر بأنه مدين لدول التعاون الخليجي بسبب دورها المهم، ليس فقط في الوساطة بين صالح والمعارضين في الماضي، ولكن، أيضا، بسبب الدور السعودي الأخير، الذي أدى إلى نقل صالح إلى السعودية للعلاج.

وقال مسؤول في البيت الأبيض إن جون برينان، مستشار الرئيس باراك أوباما للأمن القومي، تحدث مع نائب الرئيس اليمني، عبد ربه الهادي، هاتفيا، بعد نقل صالح إلى السعودية. لكن لم يقدم المسؤول أي تفاصيل. وأضاف المسؤول إن برينان ناقش الأزمة في اليمن مع المسؤولين في المملكة العربية السعودية، ومع المسؤولين في دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال زيارة استغرقت ثلاثة أيام، قبل أن يعود إلى واشنطن يوم السبت.