أبو ظبي: مطالب الإصلاح في سوريا والحاجة إلى الاستقرار هدفان متلازمان

بعد العراق.. المعلم في أبوظبي في ثاني زيارة عربية بعد تصاعد الحركة الاحتجاجية في بلاده

وليد المعلم (أ.ف.ب)
TT

دعا ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أمس، السلطات السورية إلى تطبيق الإصلاحات لضمان استقرار البلاد التي تشهد حركة احتجاج تقمعها قوات الأمن بشدة. وقال الشيخ محمد لدى استقباله وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي يقوم بزيارة لأبوظبي، إن «مطالب الإصلاح والحاجة إلى الاستقرار هدفان متلازمان ويمكن التوفيق بينهما». ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن ولي عهد أبوظبي تأكيده «دعم الإمارات لاستقرار الأوضاع في سوريا وضرورة تجاوز الأزمة بكافة أبعادها السياسية والاقتصادية والمعيشية».

وفي أول موقف رسمي حيال تصاعد الحراك الشعبي في سوريا، اعتبرت الإمارات العربية المتحدة، أمس، أنها تدعم استقرار الأوضاع في سوريا وضرورة تجاوز الأزمة بكافة أبعادها السياسية والاقتصادية والمعيشية. وبحث المعلم مع ولي عهد أبوظبي «تطورات الأحداث في سوريا». وقال بيان رسمي سوري إن الشيخ محمد بن زايد عبر «عن وقوف الإمارات العربية المتحدة إلى جانب سوريا للخروج من الأزمة الحالية أقوى»، وذلك من خلال «تنفيذ برامج الإصلاحات» التي أعلنها الرئيس بشار الأسد بما «يضمن الأمن والاستقرار في سوريا»، معربا عن عزم دولة الإمارات على «مساندة سوريا في المجال الاقتصادي وتشجيع المستثمرين على مواصلة أعمالهم فيها».

وبدوره، أكد المعلم «ضرورة التضامن العربي في هذه الظروف لصد المحاولات الرامية لبث الفوضى وزرع الفتنة في البلاد». وشكر دولة الإمارات العربية المتحدة على وقوفها إلى جانب سوريا قيادة وشعبا. وحضر اللقاء أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات والدكتور عبد اللطيف دباغ، سفير سوريا في الإمارات. بينما نقلت وكالة أنباء الإمارات عن الشيخ محمد بن زايد قوله، إن «الإمارات تتابع وباهتمام بالغ تطورات الأوضاع في سوريا الشقيقة انطلاقا من حرصها على كل ما فيه مصلحة سوريا وشعبها». كما شدد «على أن مطالب الإصلاح والحاجة إلى الاستقرار هدفان متلازمان ويمكن التوفيق بينهما»، مؤكدا ضرورة «تفعيل الدور العربي في التعامل مع الأزمات التي يواجهها عالمنا العربي». وكان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، قد أجرى نهاية مارس (آذار) الماضي اتصالا هاتفيا مع الرئيس السوري بشار الأسد للاطمئنان على الأوضاع في سوريا في ضوء التطورات والأحداث الأخيرة، أعرب خلاله عن «تمنياته لسوريا الشقيقة بمزيد من التقدم والاستقرار».

وكانت تقارير إعلامية سورية ذكرت أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيصل يوم السبت إلى الإمارات لإجراء محادثات مع الجانب الإماراتي، لكن المسؤول السوري وصل أمس إلى أبوظبي، والتقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وقالت وكالة الأنباء الإماراتية إن المعلم قام بزيارة قصيرة للإمارات العربية المتحدة، نقل خلالها إلى الشيخ محمد بن زايد تحيات الرئيس السوري بشار الأسد إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات العربية المتحدة، واستعرض تطورات الأحداث في سوريا.

وهذه الزيارة لوزير الخارجية السوري وليد المعلم هي الثانية لدولة عربية منذ بدء الأحداث في سوريا قبل ثلاثة أشهر بعد زيارة قام بها الأسبوع الماضي إلى العراق التقى خلالها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وقيادات عراقية كردية. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، إن «الأسباب الحقيقية وراء زيارة المعلم إلى بغداد، هي ذات شقين، أولا تقديم رسالة اطمئنان إلى الأميركيين عن طريق العراق بأن القيادة السورية عازمة على تحقيق الإصلاحات المطلوبة في البلاد وفي أسرع وقت ممكن». وأضاف المصادر أن «الشق الثاني يكمن في إبلاغ المعلم استعداد دمشق لبحث قضية المطلوبين العراقيين ممن تطالب بهم السلطات العراقية».