مواجهات مسلحة بين الجيش السوداني والجيش الشعبي في كردفان

الأمم المتحدة تؤكد والحركة تبلغ المجتمع الدولي.. والخرطوم: الأحداث «فردية»

TT

أكدت الأمم المتحدة وقوع اشتباكات مسلحة بين الجيش السوداني والجيش الشعبي في جنوب كردفان في أحدث المواجهات بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، وفيما اتهمت الحركة الحكومة بابتداء القتال منذ السبت الماضي في منطقة أم دورين ووجود تمرد داخل الجيش الحكومي، وأبلغت قيادة الحركة المجتمع الدولي بالتطورات، نفى الناطق الرسمي باسم الجيش وقوع تمرد واعتبر الأحداث «تصرفات فردية بإطلاق نار في منطقة أم دورين». وأكد استقرار الأوضاع في مدينة كادوقلي عاصمة الولاية.

وأكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» من داخل مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان تمرد قوات حكومية رفضت تعليمات بمهاجمة قوات للجيش الشعبي بعد أن حذرت الخرطوم المتمردين السابقين وطالبتهم بتسليم أسلحتهم أو التوجه نحو جنوب السودان. ويضم الجيش الشعبي بين مقاتليه نحو 32 ألفا من الجنود الشماليين، ويتحدر معظمهم من جبال النوبة في جنوب كردفان والنيل الأزرق. واعتبرت الخرطوم وجود هؤلاء المسلحين خطرا على السلام وتوعدت بملاحقتهم. وقال الشهود «لقد طوق الجيش السوداني قوة تابعة له كانت ترابط في رئاسة الجيش بكادوقلي قبل أن يتم نشر قوات جديدة بمدرعات وأسلحة ثقيلة»، كما تم إغلاق المحال التجارية في المدينة، وصارت الشوارع شبه خالية. وفي السياق ذاته أكدت الأمم المتحدة وقوع اشتباكات في أجزاء من ولاية جنوب كردفان السودانية في أحدث اندلاع للعنف بينما يستعد الجنوب للانفصال. وتعد المنطقة من المناطق المرشحة بالانفجار في شمال السودان بعد أن رفضت الحركة الشعبية نتيجة انتخابات والي الولاية الشهر الماضي، وأوقفت عملية تنصيب الوالي وتشكيل حكومته رغم أدائه اليمين الدستورية أمام الرئيس عمر البشير في الخرطوم. وقالت هوا جيانج، المتحدثة باسم الأمم المتحدة لـ«رويترز» إن الأمم المتحدة تلقت تقارير عن وقوع إطلاق نار في قرية أم دورين يوم الأحد وإن مركزا للشرطة هوجم في بلدة كادوقلي يوم السبت. وتابعت «كانت هناك تقارير عن إطلاق نيران في وقت متأخر من صباح أمس في أم دورين». وأكد مسؤولان في الحركة الشعبية لتحرير السودان وهي الحزب الحاكم في الجنوب وقوع الاشتباكات في أم دورين، واتهما الخرطوم بمهاجمة القرية. لكن الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد نفى صحة التقارير وقال في بيان صحافي إن حادث منطقة أم دورين لا يعدو أن يكون حادثا فرديا، حيث أطلق أحد الجنود النار عشوائيا لأسباب شخصية وتم احتواء الموقف. وأكد الصوارمي أن كافة العلاقات العسكرية مع الطرف الآخر في جبال النوبة مستقرة وتسير نحو الوفاق بخطي حثيثة وأن الأوضاع الآن في مدينة كادوقلي مستقرة تماما. وفي سياق سياسي علمت «الشرق الأوسط» أن رئيس الحركة الشعبية في شمال السودان مالك عقار وأمينها العام ياسر عرمان أبلغا الأمم المتحدة بالتطورات ونقلا قلقهما من التطورات، وأكدا رغبتهما في تحقيق سلام ومشاركة الجميع في ترتيبات دستورية جديدة للشمال بعد انفصال جنوب السودان في يوليو (تموز) المقبل.

إلى ذلك قال وزير الخارجية، علي كرتي، إن الجيش لن ينسحب من أبيي المتنازع عليها مع الجنوب ما لم تتم تسوية شاملة. ودعا كرتي مجلس الأمن الدولي لدعم جهود الاتحاد الأفريقي في هذا الصدد. وأوضح كرتي في مؤتمر صحافي مشترك بالخرطوم مع نظيره المصري نبيل العربي أن حكومته ليست بحاجة إلى الطلب منها الانسحاب من أبيي، لأن الجيش عندما دخل المنطقة أعلن أن ذلك أمر طارئ لمعالجة الأوضاع الأمنية وريثما يتم اتفاق نهائي بشأن المنطقة.

وكان مجلس الأمن الدولي قد طالب الحكومة السودانية بسحب القوات المسلحة من أبيي فورا بعدما اعتبر سيطرة الجيش على المنطقة بمثابة انتهاك لاتفاقية السلام.

على صعيد آخر يبدأ وزير الخارجية علي كرتي اليوم (الاثنين) زيارة تستمر ليومين للعاصمة البريطانية لندن التي وصل إليها أمس (الأحد)، حيث سيجري مباحثات مع نظيره البريطاني وليم هيغ تتناول مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، ومن المقرر أن تركز مباحثات الوزير علي الجوانب السياسية والثقافية فضلا عن جوانب الاقتصاد والاستثمار.

ومن المقرر أن يلتقي الوزير كذلك مع مجموعة برلمانية بريطانية مهتمة بالشأن السوداني كما سيلقي محاضرة في المركز الملكي للدراسات والبحوث «شتم هاوس» تتناول تطورات الوضع السياسي في السودان. يشار إلى أن بريطانيا تتولى مع النرويج تنسيق الجهد الدولي الهادف إلى إعفاء ديون السودان كجزء من مساعدة المجتمع الدولي لشمال وجنوب السودان بعد وفائهما باتفاق السلام الشامل.