مصر: كنيسة العذراء تشهد أول قداس بعد ترميمها.. وشنودة يؤجل عودته من أميركا

بعد حرقها خلال أحداث إمبابة الطائفية الشهر الماضي

مصرية ترفع المصحف والصليب في الاحتفال بافتتاح كنيسة العذراء غرب القاهرة (تصوير: عبد الله السويسي)
TT

بعد فترة ترميم استغرقت نحو الشهر، شارك نحو ألف مسيحي أمس في أول قداس تشهده كنيسة العذراء بحي إمبابة (غرب القاهرة) التي تعرضت للحرق خلال اشتباكات طائفية شهدها الحي الشعبي في 7 مايو (أيار) الماضي، وطالت كنيستي «مار مينا» و«العذراء»، بسبب قيام شخص مسلم بالإدعاء بأن زوجته التي أشهرت إسلامها محتجزة داخل كنيسة «مار مينا»، وتجمهر عدد من المسلمين، منهم عدد من السلفيين، لتندلع اشتباكات مسلحة بين الطرفين، راح ضحيتها 12 قتيلا و200 مصاب، بالإضافة إلى احتراق كنيسة العذراء تماما.

وأشاد القمص صرابامون عبده رزق، كاهن كنيسة العذراء، بجهود الشركة التي انتهت من أعمال ترميم الكنيسة في وقت قياسي، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «ترميم الكنيسة في هذا الوقت القياسي، تأكيد على العلاقة الطيبة بين المسلمين والمسيحيين والوحدة الوطنية». وأضاف: «توافد الشعب المسيحي على الكنيسة منذ الصباح الباكر، وحضروا القداس وانصرفوا بسلام دون حدوث ما يعكر الصفو»، مشيدا بجهود رجال الأمن والقوات المسلحة في إنهاء الاحتقان الطائفي بالمنطقة.

وكان النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود قد أحال 48 شخصا (22 محبوسا و26 هاربا) للمحاكمة بعد اتهامهم بالتسبب في الاشتباكات الطائفية ومشاركتهم في المصادمات العنيفة بين المسلمين والمسيحيين الشهر الماضي.

من جهة أخرى، ألقت قوة أمنية ليلة أول من أمس القبض على الشيخ مفتاح فاضل، وكنيته «أبو يحيى»، الشاهد الرئيسي في قضية السيدة كاميليا شحاتة، زوجة كاهن دير مواس بالمنيا (بصعيد مصر) التي تسببت في أزمة طائفية العام الماضي، بعد أن تركت منزل زوجها واختفت.

وقال أبو يحيي الذي سيعرض على النيابة للتحقيق معه غدا، إنه ساعد السيدة شحاتة في إشهار إسلامها وإن الشرطة اعتقلته وهي معه قبل ذهابهما إلى الأزهر، كما اتهم الجانب المسيحي أبو يحيى بالتحريض على أحداث إمبابة الأخيرة، وهو ما ينفيه أبو يحيى قائلا إنه في وقت وقوع تلك الأحداث كان في مدينة المنصورة (120 كيلومترا شمال القاهرة).

من جهة أخرى، نفى القمص سرجيوس سرجيوس وكيل عام البطريركية الأرثوذكسية أن تكون الحالة الصحية للبابا شنودة الثالث بابا المسيحيين الأرثوذكس بمصر حرجة، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «البابا في صحة طيبة، وسبب تأجيل موعد عودته من رحلته العلاجية بمستشفى (كليفلاند كلينك) بولاية أوهايو الأميركية، التي كانت مقررة اليوم (الاثنين)، هو إجراء المزيد من الفحوصات الطبية»، مشيرا إلى أن موعد عودة البابا شنودة لم يتحدد بعد. على صعيد متصل، زار اللواء محمد الكشكي المستشار العسكري بالسفارة المصرية في واشنطن البابا شنودة في المستشفى حيث نقل له أطيب تمنيات المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة (الحاكم) بمصر بالشفاء العاجل، واطمأن على صحته وسير العلاج الطبي الذي يتلقاه.