إسرائيل اعتقلت منذ النكسة 750 ألف فلسطيني

يقبع في سجونها الآن 6 آلاف بينهم 37 أسيرة و245 طفلا

TT

قال تقرير أصدرته وزارة الأسرى في السلطة الفلسطينية، إن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل منذ نكسة يونيو (حزيران) عام 1967 وحتى اليوم، قرابة 750 ألف فلسطيني، بالإضافة لآلاف من العرب.

وقال التقرير «اعتقل الاحتلال منذ عام 1967 وحتى الآن قرابة 750 ألف مواطن ومواطنة، واستشهد 202 أسير بعد اعتقالهم جراء التعذيب أو الإهمال الطبي أو القتل العمد بعد الاعتقال، بينما مئات آخرون استشهدوا بعد خروجهم من السجن متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون، أو كان للسجن والتعذيب وما بينهما أسباب مباشرة لاستشهادهم».

وفي قراءة سريعة، تقول الوثائق إن كل عائلة فلسطينية قد تعرض أحد أفرادها أو جميعهم للاعتقال لمرة واحدة أو لمرات عدة.

وتعتقل إسرائيل الآن نحو 6000 فلسطيني في سجونها، بينهم 820 أسيرا صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عدة، منهم 5 أسيرات هن: أحلام التميمي، قاهرة السعدي، دعاء الجيوسي، آمنة منى، سناء شحادة. أما العدد الإجمالي للأسيرات فوصل إلى 37 أسيرة، بينما تعتقل إسرائيل 245 طفلا، يشكلون ما نسبته 4.1 في المائة من إجمالي العدد، بالإضافة إلى 15 نائبا، وعدد من القيادات السياسية. وجميع هؤلاء موزعون على قرابة 17 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف، أبرزها نفحة، ريمون، عسقلان، بئر السبع، هداريم، جلبوع، شطة، الرملة، الدامون، هشارون، هداريم، ومعتقلات النقب وعوفر ومجدو. ويوجد من بين هؤلاء الأسرى 302 أسير معتقل منذ ما قبل اتفاق أوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من مايو (أيار) عام 1994، أقلهم سجنا مضى على اعتقاله 17 عاما، ومن بينهم 136 أسيرا مضى على اعتقالهم عشرون عاما وما يزيد، و41 أسيرا، أمضوا أكثر من ربع قرن، بينهم أسير عربي واحد من هضبة الجولان السورية المحتلة، و4 أسرى أمضوا أكثر من ثلاثين عاما. وقال الباحث المختص في قضايا الأسرى، مدير دائرة الإحصاء في وزارة الأسرى والمحررين، عبد الناصر فروانة، إنه «بعد مرور أربعة وأربعين عاما لم تتوقف الاعتقالات، ولكن خطها البياني سار بشكل متعرج، إلا أنها لم تقتصر على فئة أو شريحة محددة، فاستهدفت كل ما هو فلسطيني بدءا من الطفل ذي الثانية عشرة من عمره والشاب والفتاة مرورا بالمرأة الحامل والطبيب، والمحامي والعامل، والطالب والنائب والوزير، وصولا للشيخ العجوز ذي الخامسة والسبعين عاما، وليس انتهاء بالمعاق جسديا ونفسيا ومرضى القلب والسرطان». وأضاف «لم يطرأ أي تحسن جوهري على طبيعة السجون على اختلاف أسمائها ومواقعها الجغرافية، أو على ظروفها وطبيعة معاملة السجانين للسجناء والمعتقلين، وفق ما تنص عليه كافة المواثيق الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة، الخاصة بمعاملة الأسرى، أو تلك الخاصة بمعاملة الأشخاص المدنيين وقت الحرب، بل بالعكس كلما بني سجن جديد تجده أكثر قسوة من سابقيه، ومع مرور السنين تتصاعد الهجمة الشرسة ضد الأسرى لتطال حياتهم الخاصة وتمس بكرامة وشرف الأسير وأهله».

ويعيش الأسرى في ظروف صعبة، وقال التقرير إن إسرائيل «تحدد لهم النوم وساعاته، وكمية الهواء وساعات التعرض للشمس، وكمية الغذاء وقيمته، وتحدد لكل منهم ماذا ومتى يقرأ، ومتى وكيف يمكن أن يرى أهله، كما تحدد لهم طبيعة العلاج وتوقيته، ولون الملابس ونوعيتها».

ولا تزال قضية الأسرى تمثل قضية مركزية للشعب الفلسطيني، وتعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرارا بعدم توقيع أي اتفاق سلام مع الإسرائيليين من دون تبييض السجون.