نتنياهو يأمل في رفض أميركي ينقذه من المبادرة الفرنسية

بعد أن أحرجته الموافقة الفلسطينية

رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يتحدث في اجتماع الحكومة الأسبوعي في القدس المحتلة (رويترز)
TT

أكدت مصادر مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه يرفض المبادة الفرنسية الجديدة، كونها مبنية على أساس حدود 1967، ولكنه لا يستطيع النطق بهذا الرفض وينتظر أن ينقذه رفض أميركي للمبادرة.

وقالت هذه المصادر إن نتنياهو اعتمد على احتمال أن يرفضها الفلسطينيون أولا، لكن رد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بأنه يقبل المبادرة من الناحية المبدئية، أحرجه وحشره في الزاوية. فإذا رفضها هو سيتسبب الأمر في زيادة عزلة إسرائيل في العالم، وسيشجع الفرنسيين على الاعتراف بفلسطين دولة في حدود 1967 وقبولها عضوا في الأمم المتحدة، وربما يؤثر ذلك على مواقف دول أخرى في أوروبا. وقد زادت هذه القناعة مع تصريحات آلان جوبيه، وزير الخارجية الفرنسي، أمس، التي قال فيها، إن استمرار عملية السلام في الجمود، سيقود إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر (أيلول) المقبل، خلال انعقاد الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وكان نتنياهو قد استهل جلسة حكومته، أمس، بالحديث عن الموضوع، وقال إن «إسرائيل سترد على المبادرة الفرنسية لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية بعد أن تدرسها وتنظر فيها بعمق، ولكنه أوضح أن إسرائيل ستناقش هذا الموضوع مع الإدارة الأميركية، أولا».

وتابع بهذا الخصوص، أن واشنطن معنية هي الأخرى بالنهوض بمبادرات سياسية جديدة، وادعى أنه توجد لإسرائيل تصورات خاصة بها في الأمر. ولكن نتنياهو طرح على الفور مطلبه التقليدي بإلغاء المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس. وقال إن من المستحيل أن تجري إسرائيل مفاوضات مع حكومة فلسطينية ينتمي نصف أعضائها إلى منظمة إرهابية تسعى إلى القضاء على دولة إسرائيل.

وأضاف يقول، إنه أوضح لوزير الخارجية الفرنسية أنه يجب على حماس تبني المبادئ التي حددتها الرباعية الدولية، مشيرا إلى أنه إذا كانت هناك رياح جديدة من جانب حماس فيمكن أن تجد تعبيرا لها بالإفراج عن الجندي المخطوف جلعاد شاليط.

من جهة ثانية، صرح رئيس الدولة العبرية، شيمعون بيريس، بأن «إسرائيل تدعم بشكل كامل قيام دولة فلسطينية مستقلة تعيش إلى جانبها، ولكن الاعتراف بمثل هذه الدولة في سبتمبر المقبل، سيزيد من حدة التوتر وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط». وأدلى بيريس بهذا التصريح في روما، حيث اجتمع بنظيرته من الأرجنتين، كريستينا كيرشنير. وطلب بيريس من كيرشنير إعادة النظر في تأييد الأرجنتين لإعلان الفلسطينيين الأحادي الجانب عن قيام دولتهم. وادعى بيريس أن «إسرائيل تواجه عمليات إرهابية دامية»، وأن اتفاق المصالحة بين فتح وحماس، من دون قبول شروط الرباعية الدولية، يخلق وضعا خطرا وتعجيزيا. ولفت الرئيس الإسرائيلي إلى أنه طلب من السكرتير العام للأمم المتحدة منع الخطوة الفلسطينية، لأن المنظمة الدولية عاجزة عن منع تهريب السلاح وإطلاق الصواريخ وارتكاب العمليات الإرهابية. وبدورها قالت رئيسة الأرجنتين، إن قيام دولة فلسطينية ورفع مستوى المعيشة وبناء المؤسسات الديمقراطية ستؤدي إلى إضعاف التنظيمات الإرهابية الفلسطينية.