وفاة إيغلبرغر رمز الدبلوماسية الأميركية في عهد بوش الأب

أوباما أشاد بدوره في «استقرار العالم بعد الحرب الباردة»

لورانس إيغلبرغر
TT

أعلن مسؤولون أميركيون وفاة وزير الخارجية الأسبق لورانس إيغلبرغر، أول من أمس، عن ثمانين عاما، مشيدين بعمله الدبلوماسي في عهد الرئيس جورج بوش الأب في نهاية الحرب الباردة. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما في بيان إنه «بوفاة وزير الخارجية الأسبق لورانس إيغلبرغر خسرت أمتنا دبلوماسيا متميزا ورجلا خدم المصلحة العامة». وأضاف: «عبر أكثر من أربعة عقود من الخدمة، في الجيش أولا ثم في الخارج وكرجل دولة، كرس إيغلبرغر حياته لأمن أمتنا ولتعزيز علاقاتنا مع الحلفاء والشركاء». وتابع أوباما أن إيغلبرغر في وزارة الخارجية «ساعد أمتنا في أوقات حاسمة خلال انهيار جدار برلين وانتهاء الحرب الباردة».

وقالت وسائل الإعلام إن إيغلبرغر توفي إثر إصابته بالتهاب رئوي، في المركز الطبي لجامعة فرجينيا في مدينة شارلوتسفيل، بعد أزمة قلبية مطلع هذا الأسبوع. وأشادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بإيغلبرغر معتبرة أنه «كان صوتا قويا دافع عن قيم أميركا». وقالت: «إنها خسارة لأميركا». من جهته، قال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي عمل ثلاثة عقود مع إيغلبرغر إنه «واحد من أرقى الذين عملوا في الدبلوماسية من أبناء جيله»، مشددا على «صدقه وصراحته». وأضاف أن «عالم ما بعد الحرب البادرة، خصوصا أوروبا وأوراسيا كانا أكثر استقرارا وأمانا بفضل تفانيه».

وكان إيغلبرغر المعروف بخبرته في قضايا منطقة الشرق الأوسط وعمل في إدارات بقيادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي، شغل منصب وزير الخارجية في الولايات المتحدة في أغسطس (آب) 1992 خلفا لجيمس بيكر في عهد الرئيس جورج بوش الأب. وقد عين في هذا المنصب بالنيابة أولا قبل تثبيته في هذا المنصب.

أما بوش (الأب) فقد قال إن إيغلبرغر «كان واحدا من أكثر الدبلوماسيين كفاءة واحتراما من بين الذين خدموا في وزارة الخارجية». وذكر بأن «خلال واحدة من أكثر اللحظات توترا في حرب الخليج عندما كان صدام حسين يهاجم إسرائيل بصواريخ (سكود) في محاولة وحشية لإقحامها في النزاع، أرسلنا لاري إلى إسرائيل لحماية تحالفنا».

وبعدما انتهت مهامه الحكومية في 1984، أسس إيغلبرغر شركة استشارية مع وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر، لكنه عاد إلى وزارة الخارجية ليصبح نائبا للوزير في 1989 نزولا على إلحاح بوش. يشار إلى أن إيغلبرغر ولد في 1930 في ميلووكي في ولاية ويسكونسون والتحق بالعمل الدبلوماسي في سن السابعة والعشرين بمنصب صغير شغله في السفارة الأميركية في تيغوسيغالبا عاصمة هندوراس، قبل أن ينتقل إلى أوروبا مطلع الستينات. وقد عمل مستشارا اقتصاديا في البعثة الأميركية في بلغراد في يوغوسلافيا، حيث أصبح سفيرا في ما بعد بين 1977 و1981، وهذا ما سمح له بأن يكون أحد اللاعبين الأميركيين الأساسيين في أوروبا خلال الحرب الباردة. كما عمل مستشارا سياسيا في البعثة الأميركية لدى حلف شمال الأطلسي في بروكسل.

وأشاد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بإيغلبرغر مؤكدا أنه «زميل قريب جدا وصديق عزيز جدا». وقال إنه كان «دبلوماسيا موهوبا خدم الصالح العام، ورجلا مسليا سأفتقده جدا». وقالت كلينتون إن «لاري بقي حتى بعد تقاعده محاميا شرسا للقضايا التي يؤمن بها ولم يتوقف عن الاهتمام والمساهمة والتحدث بصوت عال».