وزير الخارجية المصري: استقرار سوريا سينعكس على الأمن القومي المصري والعربي

دبلوماسي مصري سابق لـ «الشرق الأوسط»: إراقة الدماء وسقوط ضحايا عقدا الأمور

TT

أكد الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية المصري، على قوة الروابط التاريخية والاستراتيجية بين مصر وسوريا، مشيرا إلى أن الاستقرار في سوريا مرتبط بشكل مباشر بالأمن القومي المصري والعربي. جاءت تصريحات العربي خلال استقباله أمس للسفير شوقي إسماعيل سفير مصر لدى سوريا، حيث استعرضا تطورات الأوضاع هناك، وآفاق الأزمة السياسية بها.

وصرحت السفيرة منحة باخوم المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية المصرية، بأن الدكتور العربي أشار خلال اللقاء مع السفير المصري إلى أهمية البدء في برنامج الإصلاح السياسي في سوريا وعلى رأسه الحوار الوطني الشامل الذي يضم جميع مكونات المجتمع السوري باعتباره المدخل الوحيد السليم لتجاوز الأزمة في سوريا بما يحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري في الديمقراطية والحرية، ويحقن دماء الشعب السوري الشقيق.

من جانبه، علق السفير محمد إسماعيل، سفير مصر الأسبق لدى سوريا، قائلا إنه «لا يمكن أن نفصل تأثير ما يحدث في سوريا عن المحيط الإقليمي، وخاصة مصر»، وأشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الرئيس بشار الأسد استمد شرعيته في الحكم من دعائم ثلاث، هي سمعة أبيه حافظ الأسد، وحزب البعث الموالي له، وسيطرته على الجيش وجهاز المخابرات، وهو ما ساعده كثيرا خلال أحد عشر عاما ولكنه الآن يستمد شرعيته من دعم الجيش»، مشيرا إلى أن إراقة الدماء وسقوط الضحايا عقد الأمور كثيرا في اتجاه الوصول إلى حل سلمي.

وأشار إسماعيل إلى أن النظام السوري درج على تحسس خطى النظام المصري في سوابق ماضية مثل استحداث وزارة للمعلوماتية بعد استحداث مصر وزارة الاتصالات، كذلك نقل السياسي السوري سليمان حداد من وزارة الخارجية إلى لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشعب بعدما نقل النظام المصري الدكتور مصطفى الفقي من الخارجية إلى مجلس الشعب المصري، ولكنه أشار إلى أن النظام السوري خالف عادته ولم يجنح للسلم كنظيره المصري الذي فتح حوارا شاملا مع معارضيه والثائرين عليه قبيل سقوطه، وأن النظام السوري فضل اللجوء إلى القوة العسكرية واستخدام العنف.

من جانبه، أكد السفير إيهاب وهبة، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، لـ«الشرق الأوسط»، على أن ما يحدث في سوريا «يدمي القلب العربي، فالشعب العربي تروعه مشاهد القتل في سوريا»، مضيفا أن ما يحدث في سوريا ستتأثر به بقية البلاد العربية لا محالة، محددا ذلك التأثر بسيناريوهات مختلفة كاستخدام بقية الأنظمة للعنف المفرط أو خروج أكبر للشعوب العربية أو حتى تفتيت الدول إلى كنتونات صغيرة.

وفيما يخص سوريا، قال وهبة: «لا أعتقد أن أي شيء سيقف أمام الثورات العربية»، ولكنه استطرد قائلا: «الطلبات المشروعة للشعب السوري قوبلت بحشد عسكري لا يجب أن يوجه للشعوب أبدا».

ولكنه أشار إلى أن الثورة المصرية والتونسية أصرتا على البقاء سلمية، أما ما حدث في بقية الثورات فكان مغايرا لهما، حيث قال إن «الشباب الثائر، ونتيجة العنف المستخدم ضده، قرر حمل السلاح والدفاع عن قضيته»، إلا أن وهبة، الذي يشغل عضوية المجلس المصري للشؤون الخارجية، أشار إلى أن «ما حدث في العالم العربي يبرهن على أن الوطن العربي فكرة حقيقية، وهو جسد واحد ولا يمكن تفتيته أبدا»، موضحا أن الثورات العربية انتقلت بسلاسة بين البلدان العربية لتشابه الثقافة واللغة والدين والعادات والتقاليد.