جسر الشغور محاصرة وتستعد لسيناريو درعا وبانياس وتلكلخ

اكتشاف مقبرة جماعية في حماه.. وسكانها يعلنون إضرابا عاما.. ومتظاهرون يحاولون إسقاط تمثال لحافظ الأسد في دير الزور

جانب من المظاهرة التي رافقت تشييع قتلى برصاص الامن السوري في مدينة حماه أول من أمس (صورة من الأنترنت)
TT

شهدت مدن سورية كثيرة أمس تحركات احتجاجية أدت إلى مقتل نحو 19 مدنيا، بينما سجل أول استعمال لسلاح الطيران في قمع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام، في وقت أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن 6 من عناصر الأمن قتلوا خلال مواجهات مع «عصابات إجرامية مسلحة».

وتركزت معظم الخسائر في منطقة جسر الشغور التي يقول الناشطون السوريون إنها تتعرض منذ ليل أول من أمس لحصار من قبل الجيش السوري ولقصف بالقذائف الصاروخية، متخوفين من تعرض المدينة للاقتحام على غرار ما حصل في مدن أخرى، بينما أعلن ناشطون عن اكتشاف مقبرة جماعية في مدينة حماة تضم جثث 15 شخصا.

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن 25 شخصا قتلوا في إطلاق نار في منطقة جسر الشغور خلال 24 ساعة، 10 أول من أمس و15 أمس. وأوضح رئيس المرصد أن 19 مدنيا و6 من عناصر الأمن هم من بين القتلى في هذه المنطقة التي تشهد عمليات عسكرية وأمنية منذ السبت، مرجحا ارتفاع الحصيلة.

وقال ناشطون إن ثلاثة مدنيين قتلوا برصاص قوات الأمن التي أرادت تفريق مظاهرة في منطقة جسر الشغور. وقال هؤلاء إن «قوات الأمن أطلقت النار لتفريق أكثر من ألف متظاهر خرجوا للمشاركة في الاحتجاجات بعد تشييع مدني قتل الجمعة». وتحدث ناشط سوري عن قصف عنيف على جسر الشغور باستخدام قذائف «آر بي جي» الصاروخية وقنابل يدوية والأسلحة الرشاشة، وقال أحد سكان المنطقة إن مدينة الجسر تشتعل بأكملها، مشيرا إلى أنه «تم إخلاء عدد كبير من الأطفال والجرحى إلى القرى المجاورة، ويحاول البقية المغادرة»، معلنا أن «الطائرات العمودية قامت ليلة (أول من) أمس بتمشيط قرى جبل الزاوية وتم قطع الكهرباء عن كامل قرى جبل الزاوية».

وقالت صفحة «الثورة السورية» على الـ«فيس بوك» إن إطلاق الرصاص الكثيف كان مستمرا في جسر الشغور، معلنة «استشهاد البطل عبد الحكيم مرعي حجازي من أهالي جسر الشغور برصاص الأمن الغادر»، كما أفاد الناشطون بأن الجيش السوري قام بعملية إنزال بالقرب من المستشفى الوطني وتوجهت دبابات إلى المدينة.

وفي المقابل أعلنت السلطات السورية مقتل أربعة أشخاص وإصابة أكثر من 20 من أفراد قوات الأمن السورية خلال مواجهات مع مجموعات مسلحة في محافظة أدلب شمال سوريا. وقالت «سانا» إن «مجموعات إرهابية مسلحة تقوم منذ (أول من) أمس بمهاجمة عدد من الدوائر الحكومية ومراكز الشرطة ومجمع المخافر في مدينة جسر الشغور التابعة لمحافظة ادلب شمال سوريا». وأشارت إلى أن المجموعات المسلحة استخدمت في هجومها الإرهابي مختلف أنواع الأسلحة وفجرت مبنى البريد التابع للمدينة باستخدام أنابيب غاز، وقامت بحرق وتخريب عدد من المباني العامة والخاصة، بالإضافة إلى قطعها الطرقات، مثيرة بذلك الخوف والرعب في قلوب المواطنين الذين ناشدوا السلطات المختصة التدخل بقوة لحمايتهم من هذه المجموعات وإعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة. وفي حماة، في شمال سوريا، أفاد ناشطون سوريون باكتشاف مقبرة جماعية بها 15 جثة في حديقة الحسن بمدينة حماة، وأنه تم فرض حظر التجول في المدينة وانتشرت الدبابات في مختلف حاراتها. وخرج نحو 100 ألف شخص في مدينة حماة وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان أول من أمس لتشييع 65 شخصا قتلوا في جمعة «حرية الأطفال»، وسط غياب لافت لقوات الأمن.

وشهدت مدينة حماة إضرابا عاما حدادا على قتلى سقطوا الجمعة برصاص قوات الأمن السورية، كما أفاد بعض السكان. وقال أحد سكان حماة التي تبعد 210 كلم شمال دمشق في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية: «بدأنا السبت إضرابا يدوم ثلاثة أيام حدادا على شهداء» المدينة. وأكد الرجل طالبا عدم كشف هويته أن «كل شيء مغلق حتى المتاجر، وقد انسحبت قوات الأمن إلى ضواحي المدينة».

وفي دير الزور أعلن النشطون السوريون عن إصابة العشرات برصاص القوات السورية التي تصدت لـ7 آلاف محتج قاموا بمسيرة خلال الليل في مدينة دير الزور من أجل إسقاط تمثال للرئيس الراحل حافظ الأسد. وقال شاهد عيان إن قوات الأمن ومدرعات الشرطة «أطلقت النار على حشد لمنعه من إسقاط التمثال الذي يبلغ ارتفاعه 6 أمتار».

وقال الناشطون إن نحو 15 ألف شخص تجمعوا أمام منزل الفتى معاذ الرقاد البالغ من العمر 14 عاما، الذي سقط خلال مظاهرة مناهضة للنظام السوري، ثم توجهوا نحو التمثال محاولين إسقاطه، لكن الشرطة وقوات الأمن تصدوا لهم.

وذكرت «سانا» أن عناصر الجيش والقوى الأمنية ضبطت في مدينة الرستن بمحافظة حمص وسط البلاد أسلحة وذخائر ومواد متفجرة وحارقة استخدمتها المجموعات الإرهابية المسلحة خلال اعتدائها على المواطنين وعناصر الجيش وقوات الأمن والشرطة والممتلكات العامة والخاصة. وعرض التلفزيون السوري صورا متنوعة لأسلحة وذخائر من بينها قنابل يدوية الصنع وألغام وسيارات مزودة بمدافع رشاشة معدة خصيصا للإرهاب والتخريب، إضافة إلى مواد متفجرة وأسطوانات غاز معدة للانفجار ومواد مشتعلة وقنابل مولوتوف، كما قام من تصفهم الحكومة بالمخربين أيضا بوضع المتاريس باستخدام أكياس رمل تستهدف عناصر الجيش والأمن.