خلاف أميركي - فرنسي حول عقد مؤتمر للسلام.. وكلينتون تريد «الانتظار»

محادثات فلسطينية وإسرائيلية منفصلة مع الأميركيين في واشنطن

TT

رغم الكلمات الدافئة والمجاملات المتبادلة، كان الخلاف بين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الفرنسي آلان جوبيه واضحا أمس حول إمكانية عقد مؤتمر للسلام في باريس هذا الصيف. فبينما قدمت فرنسا عرض استضافة مؤتمر لمحادثات السلام، اعتبرت كلينتون أن في الوقت الراهن من الأفضل «الانتظار والترقب» لمعرفة الخطوة المقبلة. وجاء ذلك في وقت وصل المفاوض الفلسطيني صائب عريقات والناطق باسم الرئيس الفلسطيني نبيل أبو ردينة إلى واشنطن للتشاور مع المسؤولين الأميركيين، بينما وصل أيضا المفاوض الإسرائيلي الرئيسي إسحاق ملوخو إلى واشنطن للغرض نفسه. وبينما أكدت مصادر مطلعة أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لن يجتمعا سويا، التقى كل على حدة المبعوث الأميركي المؤقت للسلام في الشرق الأوسط ديفيد هيل أمس. وتواصل واشنطن جهودها لإقناع الطرفين لبدء مفاوضات، مباشرة أو غير مباشرة، وكسر الجمود الحالي بعد تعليق المفاوضات في سبتمبر (أيلول) الماضي. ورغم تقديم الرئيس الأميركي باراك أوباما إطار رؤية لاتفاق سلام في الشرق الأوسط، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية أمس مجددا أنه «لن يتم فرض أي حل على الطرفين». وهو الأمر الذي تصر عليه إسرائيل الرافضة لطرح أي إطار أميركي أو دولي للسلام.

وشددت كلينتون مجددا على التزام واشنطن بتحقيق السلام في المنطقة، لكنها لم تقدم أفكارا حول إمكانية تحقيق ذلك. وقالت إنها تشاورت مع جوبيه حول عملية السلام في الشرق الأوسط «ونحن ملتزمون بالعمل سويا لتحقيق نتيجة سلمية وتفيد الطرفين». ورد جوبيه بالقول: «لقد اتفقنا على العمل سويا مع الفلسطينيين والإسرائيليين» من أجل دفع عملية السلام. وشرح جوبيه وجهة النظر الفرنسية، قائلا: «قلقنا الرئيسي حول ما سيحدث في سبتمبر المقبل إذا لم نحرز تقدما قبل سبتمبر». واعتبر أن في حال لم يتم أي تقدم في محادثات السلام، وتوجه الفلسطينيون إلى مجلس الأمن للمطالبة بإعلان دولة فلسطينية «سيكون الوضع صعبا للجميع.. الطريقة الوحيدة لمعالجة ذلك هو لتشجيع استئناف المفاوضات». وأضاف أن بعد طرحه الأسبوع الماضي فكرة عقد مؤتمر للسلام في باريس خلال جولته في الشرق الأوسط وجد أن «الفلسطينيين ردوا بشكل إيجابي والإسرائيليين ما زالوا يفكرون».

وعبرت كلينتون مجددا عن رفض واشنطن لأي إعلان لدولة فلسطينية في الأمم المتحدة، قائلة: «لا يمكن إقامة دولة من خلال الخطوات الأحادية»، ولكن في الوقت نفسه قالت «لا يمكن فرض حل على الطرفين».

وأوضحت كلينتون الرفض الأميركي لمبدأ عقد مؤتمر للسلام في باريس، لافتة إلى أنه «لم يتم الاتفاق بين الطرفين على إعادة المفاوضات، وأي فكرة لعقد اجتماع (دولي) يجب ربطه بقبول الأطراف فكرة التفاوض». وأضافت: «نحن نشجع العودة إلى المفاوضات ولكن لا يوجد جدوى من عقد مؤتمر حول العودة إلى المفاوضات». وتابعت أن الموقف الأميركي الحالي هو «الانتظار والترقب»، مشيرة إلى أن واشنطن تراقب تطورات المنطقة بما في ذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية. وكررت كلينتون المطالبة الأميركية بأن تعترف حماس بإسرائيل وأن تنبذ العنف وأن تعترف بالاتفاقيات الدولية السابقة التي وقعت عليها السلطة الفلسطينية. وأضافت: «ما زال لدينا قلق جدي من الدور الذي يمكن أن تلعبه حماس في أي حكومة مقبلة.. قد تضعف أي محادثات» بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأنهت كلينتون تصريحاتها للصحافيين في مقر الخارجية الأميركية بعد لقاء استمر أكثر من ساعة ونصف الساعة مع جوبيه: «لا يوجد شك بأن الولايات المتحدة تتفق مع فرنسا في رغبتها بعودة الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي) إلى المفاوضات». ولكن حذر جوبيه من عامل الوقت في ختام تصريحاته، قائلا: «علينا إقناع الفلسطينيين والإسرائيليين بأن الوضع الحالي لا يقدم حلا». وأضاف: «سنواصل جهودنا، ولم ندع طرفا بعد إلى المؤتمر في باريس ولكن سنبذل الجهود المطلوبة لعقد مثل هذا المؤتمر».

ورغم تشاور كلينتون وجوبيه حول قضايا أخرى مثل اليمن وسوريا وأفغانستان، أخذت قضية السلام في الشرق الأوسط الحيز الأكبر من المحادثات والحيز الأكبر من تصريحات الوزيرين أمس.