الوكالة الدولية للطاقة الذرية: أهداف عسكرية للبرنامج النووي الإيراني

أمانو يرجح وجود أنشطة نووية غير مقبولة لإيران منذ 2003

TT

خطا النقاش حول الملف النووي الإيراني أمس خطوة مهمة بعد تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن هناك أهدافا عسكرية للبرنامج النووي الإيراني، وكرر يوكيا أمانو القول إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية حصلت على معلومات تشير إلى أن إيران، فيما يبدو، تنحو نحو أبعاد عسكرية ضمن برنامجها النووي، مبينا أن بعض هذه الأنشطة ربما تواصلت حتى وقت قريب لم يحدده كما لم يحدد نوعية تلك المعلومات أو مصادره، مكتفيا بالقول إن تلك المعلومات ترجح أن لإيران أنشطة غير مقبولة منذ 2003 وما بعد ذلك وحتى وقت قريب، وإنهم يعملون على تحليلها.

في السياق ذاته، حث يوكيا أمانو، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إيران في معرض إجاباته عن أسئلة الصحافيين أثناء مؤتمر صحافي عقده أمس عقب الجلسة الافتتاحية لاجتماع دوري يعقده مجلس أمناء الوكالة بمقرها بالعاصمة النمساوية فيينا، على المسارعة بتطبيق كامل الالتزامات بموجب اتفاقات الضمان، مطالبا بمزيد من التعاون الشفاف من إيران لكي تنجح في اكتساب ثقة المجتمع الدولي الذي يعتقد اعتقادا جازما أن للأنشطة النووية الإيرانية شقا عسكريا تحاول إيران تطويره مستفيدة من مواد ذات استخدامات مزدوجة وذلك رغم التضييق المفروض على إيران بسبب 4 حزم من عقوبات دولية فرضت على إيران بعد أن أرسل مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية شكواها بتهمة عدم الالتزام، وأرسل ملفها النووي إلى مجلس الأمن 2006.

ووفقا لتلك الدول، ومعظمها دول غربية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، فإن إيران تسعى لتطوير رؤوس نووية لما أنتجته من صواريخ، بينما تصر إيران وتؤكد أن أنشطتها النووية لأغراض سلمية بحتة؛ وفي مقدمتها إنتاج كهرباء لتشغيل مزيد من المصانع.

من جانبها، لم تغفل مصادر غربية الترحيب بما قاله أمانو، موضحة أن تصريحه سيقوي من مواقف الدول الداعية لتضييق الخناق على إيران بمزيد من المقاطعة والعقوبات والإدانة.

هذا، وكان أمانو قد أشار إلى سيل رسائل تبادلها وفريدون عباس رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية بصدد المخاوف التي تعتري الوكالة خشية وجود أبعاد عسكرية الطابع للنشاط النووي الإيراني، لا سيما أن إيران تمضي غير مبالية بالقرارات الدولية التي تمنعها من أية ممارسات نووية بما في ذلك تخصيب اليورانيوم، كما تطالبها بمد الوكالة بكل الإجابات اللازمة والتوضيحات للعديد من القضايا التي لا تزال عالقة، بالإضافة لضرورة المسارعة بالكشف عن كل الأنشطة غير المعلنة.

ومن المرجح أن ترحب القوى الغربية بالبيان الذي ألقاه أمانو أمام مجلس محافظي الوكالة كمؤشر على أنه يزيد الضغط تدريجيا على إيران.

وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها إيران بالسعي لامتلاك قدرة تسلحية نووية. وترفض إيران الاتهام وتقول إن برنامجها النووي يهدف إلى توليد الكهرباء حتى تستطيع تصدير المزيد من النفط والغاز. وتحقق الوكالة منذ سنوات في تقارير مخابرات غربية تشير إلى أن إيران قامت بجهود لمعالجة اليورانيوم واختبار متفجرات على ارتفاع كبير وتعديل رأس صاروخ ذاتي الدفع حتى يتسنى تزويده برأس حربي نووي.

ويعتقد دبلوماسيون غربيون أن أمانو يحذر طهران ويخيرها بين التعاون أو مواجهة تقييم من وكالة الطاقة الذرية بشأن احتمال ممارستها أنشطة نووية ذات طابع عسكري. وقد يعطي تقييم من هذا النوع ثقلا لأي مسعى غربي جديد لتشديد العقوبات على إيران. وقال أمانو إن الوكالة تلقت مزيدا من المعلومات المرتبطة بأنشطة نووية سابقة أو حالية لم يتم الكشف عنها، وتشير، فيما يبدو، إلى وجود أبعاد عسكرية لبرنامج إيران النووي. وفي وقت لاحق، قال أمانو في مؤتمر صحافي دون أن يكشف عن مصدر المعلومات، إن الأنشطة في إيران التي تتعلق ببعد عسكري محتمل ربما استمرت حتى وقت قريب.

وأدى رفض إيران لوقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم، وهو ما يمكن أن تكون له استخدامات مدنية وعسكرية، إلى فرض الأمم المتحدة أربع جولات من العقوبات على طهران منذ عام 2006.

ويتبع أمانو، وهو ياباني، نهجا أكثر شدة من سلفه محمد البرادعي المصري الجنسية، نحو إيران. وقال أمانو إنه أرسل بخطاب الشهر الماضي لرئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي دواني يؤكد فيه مجددا مخاوف الوكالة من وجود أبعاد عسكرية محتملة. كما طلب من إيران إتاحة الوصول السريع للمواقع والمعدات والوثائق للمساعدة في توضيح تساؤلات الوكالة. وأوضح أمانو أن رد إيران لم يكن مرضيا، وقال إنه بعث برسالة إلى عباسي دواني في 3 يونيو (حزيران) الحالي، جدد فيها تأكيد مطالب الوكالة لإيران. وفي رسالته التي تحمل تاريخ 26 مايو (أيار) الماضي، إلى أمانو، كرر عباسي دواني موقف إيران الذي يتمثل في أن هذه المزاعم مختلقة، وقال إن عقوبات الأمم المتحدة غير شرعية وغير مقبولة. وقالت الوكالة المعنية بضمان عدم تحويل التكنولوجيا النووية لأغراض عسكرية إن طهران لم تتواصل مع الوكالة بشكل جوهري بشأن قضية احتمال وجود جوانب عسكرية للبرنامج النووي الإيراني منذ منتصف 2008.