صحافيو المعارضة في كردستان يتجهون لتأسيس نقابة مستقلة

وسط اتهامات للنقابة الحالية بالفشل في وقف «تجاوزات» السلطة

TT

مع اشتداد التضييق ضد الصحافيين بإقليم كردستان في الفترة الأخيرة، كما وثقته الكثير من التقارير الدولية من منظمات حقوق الإنسان والصحافة، واتهام نقابة الصحافيين الحالية في الإقليم من قبل الكثير من الأوساط الصحافية بالعجز والفشل في وضع حد لـ«تجاوزات أجهزة السلطة» في حقوق الصحافيين، تتجه الصحف المستقلة إلى تشكيل نقابة خاصة تستقطب الصحافيين العاملين في المؤسسات الإعلامية المستقلة والأهلية.

وفي تصريح أدلى به لـ«الشرق الأوسط» رحمن غريب، منسق مركز مترو للدفاع عن الصحافيين، وهو فرع لمرصد الحريات الصحافية في العراق، أكد أن «اجتماعات عقدت خلال اليومين الماضيين بهدف جمع عدد من الصحافيين العاملين في الصحف الأهلية والمستقلة لتأسيس نقابة خاصة بهم تضطلع بمهمة الدفاع عن حقوقهم بعد أن عجزت النقابة الحالية التي تمثل أحزاب السلطة من القيام بدورها في هذا المجال».

وكشف غريب عن «أن الصحافيين العاملين في مجلة (لفين) وصحيفتي (هاولاتي) و(آوينة) و(مركز مترو) قد وافقوا على الانضمام إلى النقابة المقترحة، ويجري التفاوض حاليا مع كل من (راديو نوا) وقناة (ناليا) الفضائية للانضمام إلى اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي». وقال: «إن هناك ضرورة موضوعية لتشكيل تلك النقابة، خصوصا بعد أن أثبتت النقابة الحالية فشلها وعدم حياديتها في ما يجري من أحداث ضد الصحافيين، فأداء هذه النقابة لم يكن بالمستوى المطلوب، في حين أن المهمة الأساسية لهذه النقابة، كما ورد في نظامها الداخلي وبرنامجها، هي الدفاع عن حقوق الصحافيين، ولكنا لاحظنا في الفترة الأخيرة تجاوزات خطيرة على حقوق الصحافيين وصلت إلى حد القتل والاغتيال والتهديدات المستمرة وانتهاكات خطيرة للحقوق الصحافية والإعلامية من قبل السلطات الأمنية، والنقابة تأخذ منها موقف المتفرج، وعاجزة تماما عن الدفاع عن حقوق الصحافيين وهو أساس تشكيل تلك النقابة والمهمة الأساسية لها». وأضاف: «إن التقارير التي تنشرها منظمات دولية معتبرة مثل (هيومان رايتس ووتش) و(أمنيستي).. وغيرهما من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان، هي خير دليل على تعاظم التهديدات والانتهاكات ضد حقوق الصحافيين، وفي المقابل لم نلمس من النقابة الحالية أي موقف أو دور مؤثر لتحديد تلك الانتهاكات ورفع أصوات الإدانة ضدها، فالتقارير التي تنشرها النقابة بشكل فصلي لا تعدو سوى إدانات وإشارات خجولة لتلك الانتهاكات الفظيعة، وفي كثير من الأحيان نجد أن النقابة لا تحافظ على استقلاليتها وحياديتها في التعامل مع تلك الأحداث. وعليه؛ فإننا وجدنا أن هناك ضرورة موضوعية لتأسيس نقابة خاصة بنا تتولى الدفاع عن حقوقنا، خصوصا أن أعداد الصحف والقنوات المستقلة والأهلية آخذة في الازدياد، كما أن هناك زيادة ملحوظة في الدعاوى القضائية التي يقيمها مسؤولون في الحكومة والأحزاب ضد الصحافيين، وليس هناك من يدافع عنهم».

يذكر أنه حسب التقديرات الرسمية هناك أكثر من 500 صحيفة ومطبوعة تصدر في كردستان بينها عدد كبير من الصحف والمجلات المستقلة التي أثارت تقاريرها في السنوات الأخيرة الكثير من الضجة في عموم كردستان بعد اقترابها من كشف الكثير من الأسرار، مما جعلها الصحف الأكثر انتشارا في إقليم كردستان.