السلطات السورية تقول ان 120 من قوات الأمن قتلوا في كمين.. وتؤكد: سنتعامل بحزم

المواجهات وحملة الاعتقالات مستمرة.. والمعارضة تتحرك في «ثلاثاء نهضة الشعب ضد نظام الأب والابن»

المئات شاركوا أمس في تشييع عدد من الضحايا الذين قتلوا برصاص قوات الأمن السورية في جسر الشغور (صورة من اليوتيوب)
TT

أعلن التلفزيون السوري أمس مقتل 120 من رجال الأمن والشرطة في «كمين نصبته عصابات مسلحة»، في منطقة جسر الشغور بشمال غربي سوريا، التي تشهد احتجاجات وإضرابات متواصلة منذ 3 أيام، للمطالبة بتغيير النظام السوري. وقالت السلطات السورية إن الهجوم الذي استهدف موقعا أمنيا قامت به تنظيمات مسلحة في جسر الشغور مستخدمة أسلحة وقنابل يدوية، مشيرة إلى أن الأهالي يوجهون نداءات استغاثة. ووجه وزير الداخلية السوري تحذيرا إلى تلك المجموعات مؤكدا أن «الدولة ستتعامل معها بحزم وقوة»، و«لن يتم السكوت عن أي هجوم مسلح»، في بيان تلاه عبر التلفزيون أمس.

وقال الوزير محمد إبراهيم الشعر إن «الدولة ستتعامل بحزم وقوة ووفق القانون ولن يتم السكوت عن أي هجوم مسلح يستهدف أمن الوطن والمواطنين». وأضاف أن «الهجمات المسلحة استهدفت مباني عامة وخاصة ومراكز أمنية في عدد من المناطق، آخرها جسر الشغور»، في محافظة ادلب التي تبعد 330 كلم شمال دمشق. وقال التلفزيون السوري إن ما وقع في المدينة «يعد مذبحة حقيقية.. وتم التمثيل ببعض الجثث». وأضاف أن «قوات الأمن اشتبكت مع مئات المسلحين الذين أقاموا متاريس في البلدة».

وقطع التلفزيون الرسمي برنامجه العام وبث «الأخبار العاجلة» من جسر الشغور مع أغانٍ وطنية، وكأن البلاد في حالة استنفار عام. وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «عصابات مسلحة متحصنة في بعض المناطق تستخدم أسلحة رشاشة ومتوسطة وقنابل يدوية». وأشارت الوكالة إلى أن «عناصر الأمن والشرطة كانوا في طريقهم إلى جسر الشغور تلبية لنداء استغاثة من مواطنين مدنيين كانوا قد تعرضوا للترويع وهربوا من منازلهم باتجاه مراكز الشرطة والأمن». كما قالت «سانا» إن ثمانية من حراس مبنى البريد في جسر الشغور استشهدوا جراء هجوم عشرات المسلحين عليهم وتفجير المبنى بواسطة أنابيب الغاز.

وقالت إن «تعزيزات أمنية توجهت إلى المكان»، مشيرة إلى أن «القوى الأمنية والشرطة تحاصر بعض المنازل التي يتحصن فيها المسلحون ويطلقون النار على العسكريين والمدنيين». وأشارت «سانا» إلى أنه وفقا للمعلومات فإن المسلحين «مدربون ومدججون بالأسلحة المتوسطة والقنابل اليدوية وإنهم يروعون الأهالي ويستخدمونهم دروعا بشرية، وإن الأهالي وجهوا نداءات استغاثة لتدخل سريع للجيش».

إلى ذلك دعت المعارضة السورية إلى المشاركة اليوم في مظاهرات وتحركات شعبية تحت عنوان «ثلاثاء النهضة 7 حزيران - عهد النكسة ولّى، عهد الخيانة ولّى، عهد البيع ولّى». وأفادت صفحة المعارضة السورية على شبكة «فيس بوك» أن «ثورتنا سلمية، وسلميتنا أفقدتهم صوابهم»، وحثّت السوريين على المشاركة في «ثلاثاء النهضة، نهضة الشعب ضد نظام الأب والابن». وأضافت: «شارك والتاريخ يسجل.. شارك حتى تكون نهاية النظام.. شاركنا في هذا اليوم العظيم».

في موازاة ذلك استمرت أمس المواجهات بين القوى الأمنية والمتظاهرين في عدد من المدن والبلدات السورية، حيث شهدت مدينة جبلة في محافظة اللاذقية إضرابا عاما في جميع أنحائها، وأغلقت المحال التجارية أبوابها حزنا على أبنائها الذين سقطوا أول من أمس. وتعالت التكبيرات من حي الدريبة، حيث تم تشييع اثنين من أبناء المدينة، في ظل انتشار أمني كثيف عند جامع «أبو بكر». وفي بلدة مورك، الواقعة في ريف حماة، حاول الأهالي منع الدبابات من التوجه نحو جسر الشغور، ما أدى إلى إطلاق النار من قبل القوى الأمنية وإصابة أربعة من أبناء البلدة، أحدهم في حال خطرة، ومقتل شخص من قرية الهبيط المجاورة. وحاصرت الدبابات البلدة، بينما عمد أهالي قرى المعرة - جرجناز وتلمنس والغدفة إلى قطع الطريق الدولية بإشعال الدواليب والحجارة لمنع أي تعزيزات تجاه خان شيخون أو جسر الشغور.

وفي درعا قالت مصادر محلية إن جثامين نحو 13 شهيدا وصلت إلى المستشفى الوطني في درعا قضت تحت التعذيب في أقبية الأمن، وجميعهم من قرية نصيب الحدودية مع الأردن، وقالت المصادر إن الجهات الأمنية رفضت تسليم الجثث للأهالي ليدفنوها.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد في وقت سابق بأن 35 مدنيا على الأقل وأكثر من 10 من أفراد الجيش والشرطة قتلوا منذ يوم السبت في المواجهات القائمة في جسر الشغور شمال شرقي سوريا. وأفادت صفحة الثورة السورية أن «شباب مدينة السلمية تعرضوا لحملة اعتقال واسعة طالت أكثر من 40 شخصا بسبب خروجهم في مظاهرات لنصرة المدن المحاصرة وخصوصا حماة»، وذكرت أن «وحدات الجيش باتت على أبواب المدينة من جهة حمص ومن جهة حماة». وفي مدينة تلبيسة انطلقت أمس مظاهرة شعبية حاشدة، ورددت هتافات مطالبة بإسقاط النظام.

وجددت المعارضة السورية أمس دعوتها «شعب سوريا الأبي إلى التظاهر السلمي نهارا وليلا لإنهاك الأمن والتعجيل بسقوط النظام»، موجهة سلسلة من النصائح إلى المتظاهرين، أبرز ما فيها دعوتهم إلى «التركيز على التظاهر ليلا ونهارا أثناء أوقات الدوام الرسمي»، و«سد الطرق في وجه الأمن عن طريق وضع حواجز كحجارة كبيرة وإحراق إطارات سيارات أو أي مواد مطاطية تصدر دخانا أسود من أجل حجب الرؤية عن عناصر الأمن»، منبهة إياهم إلى «ضرورة عدم الاقتراب من المنشآت العامة والخاصة، وإنما يجب علينا حمايتها».

وناشدت صفحة «الثورة السورية» على الـ«فيس بوك» المتظاهرين إلى «التظاهر في أماكن لها مخارج كثيرة لإرباك عناصر الأمن»، وحمل «لافتات من مواد بسيطة تكتب عليها طلبات الشعب مثل (إسقاط النظام) مع ذكر اسم المنطقة والتاريخ»، إضافة إلى «محاولة السيطرة على مقرات حزب البعث ومقرات الأمن التي يعتليها القناصة وإغلاقها أو إحراقها لمنع الشبيحة والأمن من قنصنا عبرها، مع التأكيد على سلمية الثورة ولكن لحماية المدنيين من القناصة...».

في موازاة ذلك أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن آلاف السوريين والفلسطينيين خرجوا أمس لتشييع القتلى الذين سقطوا على الحدود المتاخمة للجولان المحتلة. وأكد المشيعون، وفق «سانا»، تمسكهم «بحقوقهم المشروعة التي أقرتها المواثيق والقوانين والأعراف الدولية وفي مقدمتها تحرير الأرض وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق العودة، منوهين بوحدة المصير التي تجمع السوريين والفلسطينيين وتلاحمهم في مواجهة المؤامرات».

ونقلت وكالة «سانا» عن مدير «مستشفى الشهيد ممدوح أباظة» في القنيطرة الدكتور على كنعان إشارته إلى أن «ارتفاع عدد الشهداء كان نتيجة للرصاص المتفجر والنافذ الذي استخدمته القوات الإسرائيلية واستهدف المناطق الحساسة في الجسد»، موضحا أن «53 عملا جراحيا أجري للمصابين تحت التخدير العام و42 عملية في قسم الإسعاف، بينما لا تزال حالة 9 مصابين خطرة».

وأدانت الهيئة الشعبية لتحرير الجولان «المجازر الصهيونية التي ارتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي بحق مدنيين عزل سوريين وفلسطينيين احتشدوا على خط فصل القوات في الجولان السورية المحتلة»، داعية «كل القوى الخيرة في العالم للتحرك السريع لإدانة ما قام به الكيان الصهيوني من مجازر متعمدة ضد المشاركين بالمسيرات السلمية».