مجموعة فلسطينية موالية لسوريا تقتل 11 لاجئا فلسطينيا في مخيم قرب دمشق

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: الجبهة الشعبية أرسلت الشبان للموت على الحدود الإسرائيلية.. بطلب سوري

TT

قالت مصادر فلسطينية أمس إن مسلحين من فصيل فلسطيني موال لسوريا قتلوا 11 فلسطينيا على الأقل رميا بالرصاص في مخيم للاجئين قرب دمشق أول من أمس بسبب خلاف بشأن دعم الفصيل لدمشق.

وحاول مئات من اللاجئين الغاضبين اقتحام مقر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، التي تدعمها سوريا، في مخيم اليرموك على مشارف دمشق. واتهموا الجبهة بالتضحية بأرواح الفلسطينيين من خلال تشجيع المحتجين على التظاهر في مرتفعات الجولان حيث قتل عدد منهم برصاص القوات الإسرائيلية.

وقالت سوريا إن 23 شخصا؛ بينهم امرأة وطفل، قتلوا وأصيب 350 يوم الأحد عندما فتحت القوات الإسرائيلية النار على محتجين فلسطينيين قاموا بمسيرة في اتجاه السياج الحدودي في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

واتهمت إسرائيل سوريا بتنسيق مواجهات دامية عند خط وقف إطلاق النار بين البلدين لصرف الانتباه عن حملة دمشق العنيفة ضد احتجاجات شعبية بدأت قبل نحو 11 أسبوعا ضد الرئيس بشار الأسد. وأيدت الولايات المتحدة إسرائيل في ذلك.

ونقلت «رويترز» عن مصدر في مخيم اللاجئين قوله: «هناك حالة من الإحباط الشديد في المخيم منذ يوم الجمعة إحساسا بأن الدم الفلسطيني رخيص وأن النظام السوري يستخدم الفلسطينيين لصرف الانتباه عن أزمته الداخلية».

وكان المصدر يشير إلى التعاطف بين اللاجئين الفلسطينيين مع محنة المحتجين السوريين الذين يطالبون بالحريات السياسية في مظاهرات قتل فيها مئات المدنيين على يد قوات الأمن، وفقا لمنظمات مدافعة عن حقوق الإنسان. وأضاف أن الاضطرابات بدأت في المخيم عندما تحولت جنازة ثمانية فلسطينيين قتلوا في الجولان إلى احتجاج ضد فصائل يسارية فلسطينية موالية لسوريا، قذف خلاله المشاركون بالحجارة شخصيات فلسطينية أثنت على الأسد. وتابع قوله إن مئات اللاجئين المسلحين بالعصي والحجارة توجهوا بعد ذلك إلى مقر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، وحاولوا اقتحامه.

وكانت القيادة العامة قتلت الفلسطينيين أثناء محاولة متظاهرين غاضبين اقتحام مقرها في مخيم اليرموك، بعدما اتهموها بإرسال أبنائهم إلى الموت على الحدود الإسرائيلية بأوامر سورية، بحسب ما قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط». وقد انتشر، أمس، بشكل كبير على موقع «يوتيوب» على شبكة الإنترنت، شريط فيديو للمشاركين في تشييع القتلى الذين سقطوا في الجولان يوم الأحد، وهم يهتفون لإسقاط خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وأحمد جبريل الأمين العام للقيادة العامة. وقد اتهم المشاركون في التشييع الفصائل بالمتاجرة بدماء الفلسطينيين مستنكرين عملية دفعهم للذهاب للحدود ليتم قتلهم على يد جنود الاحتلال خدمة أجندات سورية.

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الهدوء النسبي الذي شهدته الضفة الغربية وقطاع غزة وبعض الدول العربية، على الحدود مع إسرائيل «كان لتفويت الفرصة على نظام الأسد للمتاجرة بدماء الفلسطينيين عبر إشعال المنطقة». وأضافت المصادر أن «فتح وحتى حماس لم يريدا أن يكونا دمية في يد أحد... أردنا إيصال رسالة للأسد، نؤكد فيها على ما قاله له الرئيس الفلسطيني مرارا في اجتماعات القمم العربية الأخيرة، لن نسمح لك بالمقاومة حتى آخر فلسطيني».

من جهتها، أدانت القيادة الفلسطينية، أمس، قيام مجموعات مسلحة تابعة للجبهة الشعبية (القيادة العامة)، بإطلاق الرصاص الحي على جموع المتظاهرين الفلسطينيين من شباب مخيم اليرموك يوم الاثنين، أثناء تشييع جثامين فلسطينيين سقطوا خلال إحيائهم الذكرى الرابعة والأربعين للنكسة.