تجدد الاشتباكات في ولاية جنوب كردفان .. ونزوح كبير من للمواطنين

بعثة الأمم المتحدة تصف أعمال الجيش السوداني بـ«الإجرامية»

الطيارون المدنيون البلغار الثلاثة لدى وصولهم إلى مطار صوفيا بعد الافراج عنهم أمس وكانت السلطات السودانية اعتقلت الطيارين في دارفور في يناير الماضي (إ.ب.أ)
TT

تجددت الاشتباكات في ولاية جنوب كردفان لليوم الثاني على التوالي بين القوات المسلحة السودانية والجيش الشعبي، ونزح العديد من المواطنين من كادوقلي وتم إغلاق مطار المدينة وسط قصف مدفعي ثقيل بين الجانبين، في وقت دعا فيه الجيش السوداني بعثة الأمم المتحدة لدى السودان (يونيميس) إلى تحري الدقة في نقل المعلومات.

وانتقد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الصوارمي خالد سعد، بشدة في تصريح خاص للمركز السوداني للخدمات الصحافية الحكومي، بيان بعثة الأمم المتحدة التي وصفت فيه أعمال القوات المسلحة في أبيي وجنوب كردفان بأنها أعمال إجرامية، مؤكدا أن القوات المسلحة لم تقم بأي عمليات عسكرية داخل مدينة كادوقلي أو حتى في أبيي، مشيرا إلى أن وجود قواته في المنطقة يعود تاريخه إلى استقلال السودان في عام 1956 ولم تكن حديثة عهد بالوجود في جنوب كردفان، وأضاف: «أين هي الأعمال الإجرامية التي لم يشكُ منها المواطن بالمنطقة والتقطتها أذن بعثة الـ(يونيميس)؟»، نافيا بشدة وجود أي معتقلين من المدنيين أو غيرهم لدى القوات المسلحة في المنطقة، وقال: «إذا كانت القوات المسلحة تقوم بأعمال عدائية لتضرر منها المواطن قبل بعثة الأمم المتحدة، ولكن هذا لم يحدث مطلقا»، مطالبا بعثة الأمم المتحدة بتحري الدقة في تقييمها للأوضاع الميدانية بالمنطقة واتباع أسلوب الحياد الموضوعي.

من جهتها، قالت بعثة الأمم المتحدة لدى السودان أمس إن معارك بين قوات متحالفة مع شمال السودان وأخرى متحالفة مع الجنوب في عاصمة ولاية جنوب كردفان أسفرت عن مقتل ستة أشخاص.

وقال المتحدث باسم البعثة قويدر زروق: «بعثة الأمم المتحدة في السودان قلقة بشأن استمرار القتال بين القوات المسلحة السودانية (الشمالية) والجيش الشعبي لتحرير السودان، وتدهور الوضع الأمني في كادوقلي»، وأضاف أن مستشفى محليا استقبل ست جثث بينها أربع لأفراد من الشرطة واثنتان لمدنيين.

من جهته، قال مسؤول قطاع جنوب كردفان في «المؤتمر الوطني» جلال تاور، إن الأوضاع الأمنية في كادوقلي فيها هدوء نسبي، وقال: «نحن في حراك واتصالات دائمة لوضع ترتيب وإحداث التهدئة والمحافظة على اتفاقية السلام الشامل»، وأوضح أن «المنطقة كلها خاضعة للترتيبات الأمنية وهي جزء من اتفاقية السلام الشامل، وهذه الترتيبات الأمنية للمنطقة شاب تنفيذها بعض النقص، وعملية الدمج لم تتم في موعدها.. كان ذلك بإمكانه إزالة الجفوة الموجودة بين قوات الشعب المسلحة وجنود الجيش الشعبي في القوات المشتركة، والآن هم فريقان مختلفان، وبالتالي، أصبح تصادمهم أمرا سهلا».

من جانبه، قال القيادي في الحركة الشعبية رمضان شميلا، إن الأوضاع الإنسانية والأمنية في كادوقلي متدهورة، وأضاف أن اشتباكات جنوب كردفان مخطط لها من قبل «المؤتمر الوطني»، وتابع: «السلطات الأمنية التابعة لـ(الوطني) احتجزت ضابطا رفيع المستوي من قيادات الحركة الشعبية العسكرية في طريق عودته من وداع وفد اللجنة المكلفة من قبل مؤسسة الرئاسة أول من أمس لاحتواء التوترات»، وقال: «ما تم غدر وخيانة ورسالة غير جيدة ولا تساعد على حل الخلافات»، وشدد: «نحن دعاة سلام واستقرار، ونتمسك بـ(نيفاشا) والحوار مدخلا لحل أي أزمات».

من جهة أخرى، قال مستشار رئيس الحركة الشعبية في جنوب كردفان قمر دلمان لـ«الشرق الأوسط» إن المؤتمر الوطني يخطط لإبادة شعب النوبة (أكبر القبائل الموجودة في المنطقة) في جنوب كردفان، محذرا من مغبة تنفيذ المخطط، وقال إن الأحداث التي تجري في الولاية جزء من مخطط يسعي المؤتمر الوطني إلى تنفيذه بجنوب كردفان عن طريق استفزاز الحركة الشعبية وإرهاب المواطنين، ومن ثم زج القبائل في الصراع السياسي، وأضاف أن المخطط السابق بدأ تنفيذه في مطلع التسعينات باستهداف شعب النوبة، وتابع: «المؤتمر الوطني يحاول إعادة تنفيذ ما تبقى من السيناريو القديم»، مطالبا أبناء الولاية في «المؤتمر الوطني» والمؤسسات العسكرية والأمنية والشرطية بالانحياز إلى مناطقهم والحيلولة دون تنفيذ هذا المخطط، ودعا القبائل كافة في جنوب كردفان بضرورة التمسك بالنسيج الاجتماعي ورفض الحرب بالوكالة، مشيرا إلى أن القوات المسلحة والشرطة لم يلتزما بالاتفاق الذي تم بين الحركة الشعبية و«المؤتمر الوطني» في كادوقلي أول من أمس، متهما القوات الحكومية بأنها استهدفت منزل رئيس الحركة الشعبية ومرشحها في منصب الوالي عبد العزيز الحلو بالقصف المدفعي. وقال إن الحركة الشعبية ستظل تدافع عن الحقوق والمكتسبات التي تحصل عليها الولاية عبر الاتفاقية، ودعا أبناء الولاية في الخارج لتسيير مظاهرات واعتصامات في عواصم العالم لتنديد بمخطط «المؤتمر الوطني»، وطالب دلمان مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة لمناقشة تداعيات الأوضاع في جنوب كردفان.