الأدميرال فالون يتهم إسرائيل بالمبالغة في تقدير النيات النووية الإيرانية

انتقد استخدام السياسيين الإنترنت كمصدر للمعلومات

TT

أكد الأدميرال وليام فالون قائد القيادة الأميركية الوسطى السابق، أن هناك مبالغة في ردود الفعل الإسرائيلية تجاه الملف النووي الإيراني مشيرا إلى وجود فارق كبير بين مقدرة إيران على تطوير قدرات نووية تمكنها من تصنيع قنبلة نووية، وبين نية إيران علي القيام بضربة نووية على إسرائيل.

واتهم الضابط البحري السابق كلا من إيران وإسرائيل بالإكثار من التصريحات الصحافية و«الكلام الكثير» سواء بالتهديدات الإيرانية بعدم أحقية إسرائيل في الوجود، أو التصريحات الإسرائيلية بالمبالغة في الخطر النووي الإيراني.

وانتقد الأدميرال فالون استخدام السياسيين للإنترنت كمصدر للمعلومات، وقال إن «قادة إسرائيل قلقون بشدة من الملف النووي الإيراني لأنهم يرون قدرات عالية وخبراء نوويين يعملون في إيران، والاحتمال بقدرات إيران علي تطوير قدرات نووية موجودة وعالية، وما يفعله الإيرانيون هو صب البنزين على النار بتصريحاتهم وعدم تعاونهم».

وأضاف فالون «المشكلة في تل أبيب هي التصريحات الكثيرة التي تضع القادة في معضلة، وهنا استعين بخبرتي العسكرية في التفريق بين القدرة والنية ولا بد من الموازنة والحذر في التحليل، فصدام حسين تكلم كثيرا وأشار إلى إمكاناته النووية وتبين في النهاية أنه لا يملك شيئا».

وأشار فالون إلى تصريحات الرئيس السابق للموساد الذي حذر من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدية النية لتدمير أي قدرات نووية لإيران وأن هذا يعنى اندلاع حرب إقليمية.

وأشار الأدميرال فالون في خطابه أمام مجلس العلاقات الأميركية الإيرانية أمس إلى الاضطرابات التي تسود المنطقة العربية والتي ستؤثر نتائجها على جميع الدول في الشرق الأوسط ومنها إيران، وقال أن إيران لديها طموح كبير لتكون دولة لها تأثير في المنطقة. وقال «لا أحد يمكنه التنبؤ بما سيحدث، لكن من المؤكد أن الأوضاع لن تكون كسابق عهدها في المنطقة».

وأشار إلى قلق قادة وزعماء دول الخليج من إيران وعلاقات الأقلية الشيعية في الخليج مع طهران.

وتحدث الأدميرال السابق الذي استقال من منصبه منذ ثلاثة أعوام عن العلاقات الأميركية الإيرانية في فترة السبعينات والتعاون العسكري بين الجانبين مؤكدا أن العلاقات الحالية بين الجانبين يسودها قدر كبير من عدم الفهم والتجاهل للأرضية المشتركة في القضايا التي تهم الجانبين، وأشار إلى تدهور العلاقات بعد الثورة الإيرانية وأزمة الرهائن الأميركيين ثم الحرب الإيرانية العراقية حيث ساندت الولايات المتحدة الجانب العراقي، إضافة إلى انتهاكات حقوق الإنسان التي يقوم بها النظام الإيراني، وتشجيع الإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة والتسبب في الاضطرابات الطائفية، وتحدي طهران للولايات المتحدة لعدة سنوات في تطوير برنامج نووي سري وانتهاك القوانين الدولية.

وأوضح أن ذلك لم يمنع احترام الأعراف الدولية في البحرية وسماح السلطات الإيرانية بمرور السفن البحرية الأميركية في منطقة الخليج. وطالب الأدميرال بتحقيق تقارب وحوار بين طهران وواشنطن.

وأكد الأدميرال السابق أن العقوبات الأميركية والدولية قد أبطأت من البرنامج النووي الإيراني كما جاءت الثورات والاضطرابات فيما سمي «الربيع العربي» لتشتت الانتباه عن البرنامج النووي الإيراني.

وأكد فالون وجود عدة حقائق تحول دون توجيه ضربة عسكرية لإيران العنصر الأول هو عنصر داخلي بإيران يتعلق بتعدد العناصر السياسية المؤثرة في القرار الإيراني وتعقد المجتمع السياسي الإيراني ووجود لاعبين أقوياء مثل الرئيس والبرلمان والجيش والحكومة والحرس الثوري وتحكم هذه العناصر علاقات متشابكة وهناك تباين في الرؤى مما يفرض السؤال حول من يصنع القرار في طهران.

وأكد فالون «أن هناك عناصر جديدة في المشهد السياسي يجب أخذها في الاعتبار منها الاضطرابات في سوريا والبحرين ومحاولات التقارب المصري الإيراني وتأثير اتجاه مصر نحو فتح معبر رفح، والمساندة الأميركية للأغلبية السنية في الدول العربية» واستبعد الأدميرال وجود أي تفكير أميركي في تأييد أي ضربة عسكرية لإيران، وقال «كلما تحدثنا عن حرب محتملة على إيران نتجاهل حقائق أساسية، فالسؤال الرئيسي لكل صانعي القرار في تل أبيب وواشنطن سيكون ما هو الهدف من هذه الحرب، وبعض الناس يعتقد أن ضربة عسكرية تعني إطلاق صاروخين لضرب منطقة محددة وينتهي الأمر، لكن الأمر أكثر تعقيدا من ذلك فلا يوجد مقارنة بين قدرات الجيش الأميركي ونظيره الإيراني وسيكون من الغباء التفكير في ضربة عسكرية في وقت توجد فيه مشكلات داخلية اقتصادية كبيرة داخل الولايات المتحدة» وأضاف فالون أن «الولايات المتحدة تركز الآن على التحديات الداخلية وكل مشكلات العالم لا يمكن مقارنتها بأهمية معالجة المشكلات الداخلية الأميركية لكننا سنقوم بتحقيق خطوة متقدمة عندما يحتاج الأمر لهذه الخطوة».

وأشار الأدميرال إلى العلاقات القوية بين الولايات المتحدة ودول الخليج وقال «من مصلحتنا البقاء في المنطقة لأننا نريد أن يكون إقليم الشرق الأوسط مستقرا، وأن نضمن استمرار إمدادات النفط، إننا هنا في المنطقة وسنستمر في البقاء».