مصادر إسرائيلية: كلينتون أجهضت مؤتمر السلام الدولي في باريس قبل انعقاده

مسؤولون أميركيون التقوا عريقات ومولخو في محادثات انفرادية لتحريك المفاوضات

TT

كشفت مصادر سياسية في إسرائيل، أمس، عن أن التحرك الأميركي المتجدد لاستئناف المفاوضات في الشرق الأوسط، تم بعد أن استنجد بنيامين نتنياهو بوزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، كي تنقذه من «المبادرة الفرنسية» لاستئناف المفاوضات. وقد تداول الطرفان إمكانية التقدم نحو المفاوضات على قاعدة شروط جديدة. ولذلك تم استدعاء مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين إلى واشنطن لفحص إمكانيات ومدى استعداد الطرفين لذلك.

وقالت هذه المصادر للقناة الثانية (تجارية مستقلة) في التلفزيون الإسرائيلي، إن مسؤولين في الخارجية الأميركية اجتمعوا مع كل من الدكتور صائب عريقات، رئيس الوفد الفلسطيني إلى المفاوضات، ويتسحاق مولخو، رئيس الوفد الإسرائيلي، وأجروا معهما محادثات انفرادية تهدف إلى استئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين.

ويتضح أن حكومة نتنياهو، التي فزعت من المبادرة الفرنسية للتداول حول أزمة الشرق الأوسط في مؤتمر دولي كبير يعقد في باريس الشهر المقبل، توجهت إلى كلينتون بطلب التدخل لوقفها. ومع أن الإدارة الأميركية كانت على علم مسبق ومنذ أسابيع عدة بالمبادرة الفرنسية، إلا أنها لم تعترض عليها. وهناك من رأى في إسرائيل أن الصمت الأميركي يدل على أن واشنطن معنية بممارسة ضغوط على نتنياهو، «حتى يعرف أنه لا يمكن الاستمرار في الجمود في العملية السلمية، ومن يدِر ظهره للاقتراحات الصديقة القادمة من واشنطن، سيلاقِ اقتراحات أخرى من أوروبا وغيرها».

وأضافت المصادر الإسرائيلية أن نائب وزير الخارجية، داني أيلون، اجتمع مع نائب كلينتون، بيل برانس، أول من أمس، على هامش مؤتمر دول أميركا اللاتينية الملتئم في سلفادور، وأوضح له أن إسرائيل ترى أنه لا يوجد أي بديل عن الولايات المتحدة، كقائد طليعي للمفاوضات بين إسرائيل وفلسطين. وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، فإن المسؤول الأميركي أوضح أن استئناف المفاوضات ينبغي أن يكون على قاعدة إعلان إسرائيلي مسبق بالقبول بحدود 1967 أساسا للدولة الفلسطينية العتيدة.وأضاف نائب كلينتون أن على إسرائيل أن تسارع لاستئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن، «فهذا هو السبيل الوحيد أمامنا لصد القرار الفلسطيني بالتقدم للجمعية العامة للأمم المتحدة باقتراح الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود 1967 وعاصمتها القدس وقبولها عضوا في الأمم المتحدة». وقال برانس إن الكثير من دول أوروبا أكدت للولايات المتحدة أنها ستتراجع عن الاعتراف بفلسطين إذا استؤنفت المفاوضات بشكل فعلي ومجد وعلى أسس واضحة.

من جانبه، أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، في حديث لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية، أن اجتماع الوفد الفلسطيني مع وزيرة الخارجية الأميركية أول من أمس، بحث طلب تقديم عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة. وكشف عريقات عن أن الوفد الذي ضمه ونبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، سلم المسؤولين الأميركيين رسالة من الرئيس عباس.

وأوضح عريقات أن اللقاء مع كلينتون، ركز على مجموعة من القضايا، شملت تقديم طلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، والمصالحة الفلسطينية، والحكومة الفلسطينية المقبلة. وقال إن «المصالحة تشكل مصلحة فلسطينية عليا، ويتوجب على من يتحدث عن حل الدولتين أن يدرك أنها تشكل مفتاحا لهذا».

من جهة أخرى، أبدت كلينتون تحفظها على المبادرة الفرنسية، خلال لقائها في واشنطن مع آلان جوبيه، وزير الخارجية الفرنسي، الذي حمل إليها تفاصيل المبادرة. وقالت في تصريحات لها خلال مؤتمر صحافي مع جوبيه، الليلة قبل الماضية، بأن «اللقاءات الآن، في مؤتمر دولي أو في لقاءات ثنائية لن تكون مجدية، ما دام أن الطرفين لم يتخذا القرار باستئناف المفاوضات». وقد اعتبرت الحكومة الإسرائيلية هذا الموقف بمثابة «مقبرة للمبادرة الفرنسية». وصرح مسؤول سياسي كبير لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن واشنطن تدرك أهمية الاستمرار في الدور الأميركي الطليعي للمفاوضات. و«مع أنها تركت الطرفين يتخبطان في دمائهما لفترة معينة، إلا أنها أبلغتهما استعدادها الفوري لأخذ دورها في اللحظة التي يطلبان فيها ذلك».