قيادي منشق عن «البوليساريو» يواصل اعتصامه في نواكشوط ويطالب بعودته إلى مخيمات تندوف في الجزائر

ولد سيدي مولود: اقترحوا علي اللجوء إلى فنلندا.. وأنا أريد العودة إلى أسرتي أو محاكمتي

المنشق الصحراوي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود يواصل اعتصامه أمام مكتب المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في نواكشوط من اجل السماح له بالعودة الى أسرته في تندوف الواقعة جنوب غربي الجزائر( الشرق الاوسط)
TT

قال قيادي منشق عن جبهة البوليساريو كان يشغل منصب مفتش عام الشرطة فيها، إنه سيواصل اعتصامه أمام مكتب المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العاصمة الموريتانية نواكشوط إلى أن يسمح له بالعودة إلى أسرته في تندوف (جنوب غربي الجزائر)، حيث توجد مخيمات اللاجئين الصحراويين ومقر قيادة جبهة البوليساريو، ورفض عرضا لمنحه اللجوء السياسي في فنلندا.

وقال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إنه سيواصل اعتصامه إلى حين يسمح له بالعودة إلى أسرته وأهله في مخيمات تندوف، مشيرا إلى أنه ترك هناك زوجته و5 أبناء أكبرهم عمره 14 سنة، وأصغرهم طفلة لم يسبق له أن رآها لأنها ولدت أثناء وجوده في المغرب الصيف الماضي.

وأوضح ولد سيدي مولود أنه عندما سلمته جبهة البوليساريو في ديسمبر (كانون الأول) الماضي للمفوضية العليا للاجئين قرب الحدود الموريتانية أبلغ أن مشكلته ستنتهي في ظرف أيام لكن بعد مضي 6 أشهر لم يطرأ أي جديد.

وكانت قيادة جبهة البوليساريو قد اعتقلت ولد سيدي مولود بالقرب من مخيمات تندوف في سبتمبر (أيلول) الماضي، ووجهت له تهمة «التجسس لصالح العدو، والإخلال بالواجبات القانونية لأجهزة الأمن، وإفشاء أسرار تتعلق بمؤسسات الدولة»، وذلك بعد زيارة قام بها للمغرب أعلن خلالها تأييده لمشروع الحكم الذاتي، الذي اقترحه العاهل المغربي الملك محمد السادس، لحل نزاع الصحراء، واعتزامه العودة إلى المخيمات لحشد التأييد لهذا المشروع. ثم أطلقت «البوليساريو» سراحه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وقال ولد سيدي مولود إنه مستعد للمحاكمة (من طرف البوليساريو) إذا اقترف شيئا يستوجب ذلك.

وشرح ولد سيدي مولود ظروف اعتقاله لدى جبهة البوليساريو، وقال إنه ظل معتقلا مدة 71 يوما تنقل خلالها إلى عدة أمكنة تحت إشراف فرقة عسكرية تابعة للبوليساريو. وقال ولد سيدي مولود «خلال مدة اعتقالي لم أر بناية. كل تلك المدة قضيتها متنقلا في الصحراء. وفي النهاية أفرجوا عني تحت ضغط الرأي العام الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية».

وبعد مرور 6 أشهر على وجوده في موريتانيا، اقترحت المفوضية العليا للاجئين نقله للإقامة في فنلندا، بيد أن ولد سيدي مولود رفض هذا الحل. وقال: «فنلندا توجد في القطب الشمالي، قريبا من صحراء سيبيريا، لا يمكن أن أقبل بهذا الحل، إضافة إلى ذلك أنا لدي أرض وأسرة، ومن حقي أن أعيش بينهم، لماذا يتم إبعادي؟ على الآخرين احترام رأيي كما أحترم رأيهم، أنا أدافع عن الحكم الذاتي، وهم يدافعون عن الاستقلال، لنتناقش في جو من الاحترام والتقدير المتبادل، هذا كل ما أطلبه».

وأضاف ولد سيدي مولود: «أنا مقتنع بأن المجتمع الدولي الذي استطاع أن يجبر المغرب على التراجع عن إبعاد الناشطة الصحراوية أميناتو حيدر عن العيون (كبرى مدن الصحراء) بسبب مواقفها الانفصالية، قادر على إنصافي وإعادتي إلى أسرتي في المخيمات، وإلا فإنه سيكون مجتمعا غير عادل ويكيل بمكيالين».

يشار إلى أن ولد سيدي مولود انتقل إلى العيش في مخيمات تندوف مع والدته بعد أن ترك مدينة سمارة في الصحراء، خلال غارة للبوليساريو قبل 30 سنة، وكان عمره آنذاك 11 سنة. وتعلم في مدارس المخيمات ثم في المدارس الجزائرية، وحصل على الماجستير في العلوم الفيزيائية قبل أن يتخرج من مدرسة الشرطة الجزائرية ليدخل المؤسسة الأمنية للبوليساريو، ويتدرج فيها ليبلغ درجة المفتش العام للشرطة قبل زيارته للمغرب في الصيف الماضي، والتي تعتبر أول زيارة له منذ اختطافه في عقد السبعينات من القرن الماضي.