آلاف المصريين يحيون ذكرى خالد سعيد ويحذرون من استمرار نهج نظام مبارك

المئات منهم رسموا صورته على جدران مبنى وزارة الداخلية بالقاهرة

مصري يرسم صورة خالد سعيد على حائط وزارة الداخلية في القاهرة أمس (أ.ب)
TT

شارك آلاف المصريين في مظاهرات ووقفات احتجاجية بالعاصمة المصرية القاهرة وعدة محافظات لإحياء الذكرى السنوية الأولى لوفاة الشاب خالد سعيد، الذي يعد من أسباب تفجر الثورة المصرية التي أطاحت منذ نحو أربعة أشهر بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، حيث أحدثت وفاة سعيد في 6 يونيو (حزيران) العام الماضي، استياء واسعا في الشارع المصري، بعد اتهام شرطيين بـ«استعمال القسوة معه وتعذيبه حتى الموت».

وفي حين تظاهر مئات الشباب من ممثلي الائتلافات الشبابية والحركات والقوى السياسية، أمام مبنى وزارة الداخلية بالقاهرة، ورفعوا شعارات تندد بتعامل الوزارة مع المواطنين، شارك الآلاف في وقفة رمزية على كوبري قصر النيل بوسط العاصمة وعلى طول كورنيش النيل.

ورفع المتظاهرون عددا من المطالب، منها إقالة وزير الداخلية اللواء منصور العيسوي، وأجمعوا على ضرورة محاسبة ضباط متهمين في وقائع قتل وتعذيب وقعت بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، ووقف كل مديري الأمن والضباط المتهمين بقتل الثوار عن العمل لحين انتهاء محاكماتهم، وعزل جميع الضباط والأفراد الصادرة ضدهم أحكام سابقة، والعمل على إعادة هيكلة وزارة الداخلية بما يتوافق مع القوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان.

وفي مشهد لافت للانتباه، قام المتظاهرون برسم صور كبيرة لخالد سعيد على مدخل مبنى وزارة الداخلية وعلى شعار الوزارة المعلق على البوابة الرئيسية، وردد الشباب: «الله أكبر، حرية.. حرية»، وسط صمت من ضباط ومسؤولي وزارة الداخلية الذين اكتفوا بمراقبة الموقف من بعيد.

واعتبر المتظاهرون أن هذه الرسوم وتعليق صور الشهداء وكتابة العبارات الاحتجاجية على مبنى وزارة الداخلية، هدفها تذكير القائمين على الوزارة بأفعالها السابقة، وتحذيرهم من الاستمرار على النهج نفسه في «تعذيب وقتل المواطنين».

ووفقا لشهود عيان شاركوا في المظاهرة، قام جنديان بطلاء حوائط مبنى الوزارة بعد انتهاء الوقفة الاحتجاجية، لإزالة الصورة والشعارات المناهضة للوزارة. وقالت مي جمال، التي شاركت في الوقفة الاحتجاجية أمام وزارة الداخلية، لـ«الشرق الأوسط»: «كان لا بد أن أذهب وأقف لأقرأ الفاتحة وأعتذر لروح خالد سعيد».

ووجه الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المصرية، تحية إلى روح خالد، وتعزية إلى أسرته، وقال البرادعي عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «رحم الله خالد سعيد. والصبر والسلوان لأسرته ولكل مصري.. مصر الثورة مدينة لك يا خالد». وأحيا الآلاف في مختلف محافظات الجمهورية الذكرى الأولى لرحيل خالد سعيد، بمجموعة من الوقفات، وقامت والدته، ليلى مرزوق، وعدد من أقاربه ونشطاء سياسيون بزيارة قبره بمحافظة الإسكندرية. وقالت مرزوق إنها فخورة بابنها، وبالشباب المصريين الذين تبنوا قضيته.

وفي محافظة الإسماعيلية، شارك العشرات من النشطاء وممثلي القوى السياسية في وقفة صامتة على طول الكورنيش في مواجهة مبنى مديرية أمن الإسماعيلية، وطالبوا بسرعة محاكمة قتلة المتظاهرين. كما شهدت محافظات الصعيد عدة وقفات احتجاجية ومسيرات إلى مقار مديريات الأمن، وكان المطلب الرئيسي فيها القصاص العادل من قتلة خالد سعيد، وردد المشاركون فيها شعار: «خالد يا سعيد.. دمك مش هيروح يا شهيد». وعرض بميدان الساعة في قنا فيديو به عدد من مشاهد التعذيب التي قالوا إن خالد سعيد تعرض لها.

وطالب الناشط السياسي وعضو ائتلاف شباب الثورة في قنا عبد الرحمن القرشي بضرورة تفعيل شعار «الشرطة في خدمة الشعب»، معتبرا أن هذه الوقفات تعتبر رد جميل لخالد سعيد الذي كان مقتله من الأسباب الرئيسية في إشعال الثورة المصرية وتخليص الدولة من النظام السابق.