موسكو تبدأ مبكرا الاستعداد للانتخابات.. وبوتين يبدو الأوفر حظا

زعيم الحزب الشيوعي يعلن خوض السباق في استحقاق 2012

TT

في حين كانت الساحة السياسية الروسية تتابع مجريات الصراع غير المباشر بين الرئيس ديمتري ميدفيديف ورئيس حكومته فلاديمير بوتين واحتمالات خوض كل منهما الانتخابات الرئاسية العام المقبل، أعلن غينادي زيوغانوف زعيم الحزب الشيوعي الروسي عزمه على خوض هذه الانتخابات.

وقال زيوغانوف إنه سيخوض الانتخابات بغض النظر عن شخصية المرشح المنافس، فيما كشف عن فكرته حول تأسيس ما وصفها بـ«جبهة المقاومة الشعبية» منافسة لما سبق أن أعلنها بوتين تحت اسم «الجبهة الشعبية لعموم روسيا» التي قال إنها يمكن أن تضم كل الحركات والأحزاب السياسية والشبابية والنقابية. وأكد زيوغانوف أن تحالف قوى «جبهة المقاومة الشعبية» سيحقق تقدما هائلا استنادا إلى ما سبق أن حققه الحزب الشيوعي الروسي في انتخابات المجالس التشريعية في عدد من الأقاليم الروسية، التي تقدم فيها على حزب «الوحدة الروسية» الحاكم بزعامة بوتين.

ورغم أن الأخير لم يعلن بعد عن نواياه تجاه الترشح للرئاسة وأكد أن «الجبهة الشعبية» التي يدعو إلى تشكيلها تستهدف الاستعداد للانتخابات البرلمانية التي يقول كثير من المراقبين إن النشاط الذي يبذله بوتين فيها يستهدف ضمنا التأثير على المواطنين لحسم الموقف مبكرا في الانتخابات البرلمانية، مما قد يسمح بترشح «آمن» للانتخابات الرئاسية وبما يحسم صراعه غير المعلن مع رفيقه ميدفيديف الذي سبق أن قال باحتمالات ترشحه لفترة ولاية ثانية. وكشف مركز «ليفادا» لقياس الرأي العام عن تقدم مواقع «الحزب الحاكم» خلال الفترة القليلة الماضية في الوقت الذي يحاول فيه الحزب الشيوعي إحياء «الجبهة الشعبية» التي سبق أن وحدت بين صفوفها قوى اليسار في تسعينات القرن الماضي.

ويذكر المراقبون أن هذه الجبهة وقفت وراء النجاح الساحق للحزب الشيوعي في الانتخابات البرلمانية عام 1996 وسمحت بخوض زعيمه زيوغانوف انتخابات الإعادة منافسا للرئيس الأسبق بوريس يلتسين الذي أكدت مصادر عديدة تزوير إرادة الناخبين لصالحه خصما من رصيد المرشح الشيوعي.

وفي محاولة لاستباق محاولات منافسيه، أعلن ديمتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم رئيس الحكومة أن بوتين أسس موقعا في شبكة الإنترنت لتسجيل أسماء مناصريه الذين يمكنهم الانضمام إلى «الجبهة الشعبية لعموم روسيا» بشخصياتهم الاعتبارية وليس فقط عبر الحركات والأحزاب السياسية. وكان بوتين سبق أن أعلن أنه أطلع الرئيس ميدفيديف على فكرة تأسيس الجبهة الشعبية وأنه أعرب عن «تأييده لما يفعله». غير أن هناك من المحللين والمراقبين من اعتبر أن ميدفيديف كشف بشكل غير مباشر عن عدم تأييده لفكرة تشكيل الجبهة.