الهند تتجه للتعاون مع أفغانستان عبر التدريب وصفقات الأسلحة

استباقا لتحرك خصمها الإقليمي باكستان

TT

في الوقت الذي تشهد فيه أفغانستان تكثيف الجهود لتحقيق مصالحة وطنية، وقرب موعد انسحاب القوات الأميركية من البلاد الشهر المقبل، أعلنت الهند عزمها الاضطلاع بتدريب قوات الجيش والشرطة الأفغانية. وكان وزير الدفاع الأفغاني عبد الرحيم ورداك قد قام بزيارة استمرت ثلاثة أيام إلى الهند التقى خلالها نظيره الهندي وكبار قادة الجيش الهندي، وسعى خلال الزيارة إلى طلب الدعم الهندي لتعزيز الأمن في أفغانستان. وقال ورداك لوسائل الإعلام في نيودلهي: «نحن نرحب بأي تعاون من الهند في مجالات التدريب ومساعدة القوات الأمنية الأفغانية في القدرة على حماية البلاد».

وكانت أفغانستان قد سعت إلى طلب المساعدة من الهند في بناء قدراتها العسكرية في مجالات تدريب الطيارين والتقنيين. وكشفت مصادر في وزارة الدفاع الهندية أن الهند ستقدم صفقة لأفغانستان تضم أسلحة صغيرة وبنادق وقنابل يدوية ومدافع رشاشة خفيفة وقذائف هاون. كما عرضت الهند تزويد أفغانستان بالمروحيات الخفيفة وتدريب طياري القوات الجوية الأفغانية. كما ستزود الجيش الأفغاني بالسيارات والشاحنات.

وفي تحرك بارز، قررت الهند تعزيز ارتباطها الاستراتيجي بأفغانستان عبر استئناف إمدادات السلاح للدولة التي مزقتها الحروب لتعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع كابل والحيلولة دون وجدان باكستان، خصمها الإقليمي، موطئ قدم في أفغانستان. وتأتي الخطوة الأخيرة على خلفية بدء قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة بالانسحاب من أفغانستان العام الحالي، وهو ما قد يمنح إسلام آباد الفرصة لاستعادة السيطرة على الأوضاع هناك.

وكان رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ قد قام بزيارة إلى كابل الشهر الماضي لتعميق الشراكة الاستراتيجية عبر الجبهات السياسية والاقتصادية والأمنية. كما أعلن سينغ خلال الزيارة عن مساعدات تنموية بقيمة 500 مليون دولار للحكومة الأفغانية، بزيادة عن المساعدات السابقة التي تعهدت بها الهند لأفغانستان والتي بلغت 1.5 مليار دولار.

وكانت الهند قد شاركت في تدريب الضباط الأفغان في مؤسساتها العسكرية والتي تنوعت ما بين أكاديمية الدفاع الوطنية وكلية المدفعية في ديولالي، والأكاديمية العسكرية في ديهرادون منذ تولي الرئيس حميد كرزاي سدة الحكم. وكانت الهند قد نشرت بعض ضباط الجيش في عدد من دول آسيا لتعليم القواعد العسكرية الأساسية ومهارات اللغة الإنجليزية للجيش الأفغاني ناهيك عن إرسال العديد من أطباء الجيش الهنود للمساعدة في المستشفيات في قندهار والمناطق الأخرى. وقد بدأت الهند في الآونة الأخيرة بتدريب الشرطة الوطنية الأفغانية خاصة فصيلتين للسيدات. وأضاف الجنرال وارداك، عندما سئل عن إمكانية شراء معدات عسكرية هندية: «سنناقش شراء أي معدات عسكرية. وفي المستقبل ستكون رؤية أفضل لكن هناك حاجة ماسة لتأمين دفاعاتنا الوطنية».

ويقول خبراء إن أفغانستان كانت شغوفة بإقامة علاقة أمنية مع الهند لكن نيودلهي كانت متحفظة على إقامة مثل هذه العلاقة في ظل وجود القوات الدولية في أفغانستان. ويقول العميد المتقاعد آرون شاغال، الخبير العسكري المطلع على الشأن الأفغاني: «ينبغي على الهند انتهاز الفرصة وتزويد الهند بما يلزم من معدات الاتصال العسكرية والعربات والمعدات غير القتالية للقوات المسلحة الأفغانية». وأشار شاغال إلى أن المعدات التي ستقدم إلى أفغانستان ستكون أرخص ثمنا مقارنة بتلك التي تشتريها كابل حاليا من القوات الدولية.

وفي الوقت ذاته صرح المسؤولون الهنود في أعقاب المحادثات مع وارداك أن بلادهم ملتزمة ببناء قدرات القوات الأمنية الأفغانية. ونقل وزير الدفاع الهندي إيه كيه أنتوني رغبة بلاده في العمل مع الحكومة الأفغانية لبناء قدرات القوات الأمنية الأفغانية بما يتوافق وأولويات الحكومة الأفغانية. وشدد أنتوني: «مهما كان حجم المساعدات التي يتوقع أن تقدمها الهند لأفغانستان فلن تكون موجهة ضد أي دولة. وعلاقاتنا مع أفغانستان ليست ضد أي دولة».

وقد أثارت العلاقات الأفغانية - الهندية انتقادات في إسلام آباد حيث تعتبر الحكومة والجيش الباكستاني أفغانستان بعدا استراتيجيا لدرء التهديد المتوقع من الهند في الشرق. ويتوقع أن يواجه أي تدخل كبير من قبل القوات الهندية في أفغانستان باعتراضات من باكستان.