إسرائيل تبدأ حملة دولية لإسقاط الشرعية عن الأسد

للمرة الأولى منذ بدء التظاهرات في سوريا وبسبب أحداث الجولان

TT

قررت الحكومة الإسرائيلية إحداث تغيير جذري في سياستها تجاه النظام السوري، وبدأت حملة دولية لنزع الشرعية عن النظام ومحاربته في الساحة كنوع من «الانتقام» من الرئيس السوري بشار الأسد، بسبب الاتهامات التي توجهها له الحكومة الإسرائيلية بفتح جبهة مسيرات لاجئين من سوريا إلى الحدود الإسرائيلية في يومي «النكبة» و«النكسة» في الأسابيع الثلاثة الماضية.

وكانت إسرائيل قد امتنعت عن اتخاذ موقف رسمي من الأحداث في سوريا طيلة الشهور الماضية، باستثناء بعض التصريحات الساخرة من قمع المظاهرات. وقد نشط نائب وزير التعاون الإقليمي في الحكومة الإسرائيلية أيوب قرا، في الشهرين الأخيرين، في مساع لمصالحة بين المعارضة السورية ونظام الأسد. والتقى عددا من المسؤولين من الطرفين في تركيا، الشهر الماضي. وقال قرا يومها، في تصريح لـ «الشرق الأوسط» إن هذه اللقاءات تتم بمعرفة وتأييد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، «وكل من يجب أن يعرف عنها في إسرائيل».

ولكن منذ «يوم النكبة» في 15 من الشهر الماضي، بدأت تسمع في تل أبيب تصريحات معادية لسورية، مثل: «فتحوا جبهة ضد إسرائيل لحرف الأنظار عن الجرائم التي يرتكبها النظام في دمشق ضد الشعب السوري». كما راح بعض المسؤولين يهددون سوريا بالحرب، إذا هي واصلت إشعال النار في هذه الجبهة.

وبعد أحداث يوم النكسة الأحد الماضي، شدد الإسرائيليون من لهجتهم ضد سوريا بشكل حاد، وبدأوا حملة دولية للتحريض على نظام الأسد. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، إن النظام السوري «سوف يسقط في النهاية، فهو قد فقد الشرعية، وبات مصيره مماثلا لمصير نظام صالح في اليمن والقذافي في ليبيا». وادعى باراك أن «الرئيس السوري قد أنهى مهام منصبه، وبالتالي فهو لم يعد شريكا للسلام مع إسرائيل ولم يعد ممكنا احتسابه ذا صلة بالمفاوضات، لأنه لا يستطيع اتخاذ القرارات بعد أن فقد شرعيته بنظر شعبه»، على حد تعبيره.

وقال نتنياهو من جانبه، خلال حديثه أمام كتلة حزبه البرلمانية (الليكود)، إن «الأسد فقد شرعيته كونه يرتكب مذابح ضد شعبه، وأن إسرائيل لن تسمح له بتصدير أزمته إلى حدودها». وتوجه وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، إلى سفرائه في الخارج ومندوبيه في الأمم المتحدة، يطلب منهم وضع القضية السورية في رأس سلم الاهتمام «والتوضيح للعالم أن نظام الأسد يحاول إثارة القلاقل مع إسرائيل لكي يغطي على المذابح التي يرتكبها ضد شعبه، بما يخالف قوانين حقوق الإنسان».

وكشف المحرر السياسي لصحيفة «معاريف»، عوفر شلح، أن هذه الحملة الإسرائيلية «لا تتم بدوافع الغضب والانتقام وحسب، بل إنها تنطلق من الشعور بأن الصدام مع الأسد سيرفع من أسهم إسرائيل». وكتب شلح مقالا تحت عنوان: «كنز واسمه الأسد»، نشرته الصحيفة على صدر صفحتها الأولى، قال فيه إن القيادة الإسرائيلية تحتاج إلى الموقف الصارم ضد مسيرات اللاجئين حتى تظهر قوة الردع وتعطي رسالة حازمة ضد مسيرات كهذه في المستقبل، وأنه كان من حظ إسرائيل أن المواجهات الدامية جرت على الحدود مع سوريا بالذات.

وقال شلح إن وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين برصاص الجيش الإسرائيلي، «كان يمكن أن يضع إسرائيل في عزلة دولية شديدة ويخنقها بالاستنكار الدولي». ولكن، ولأن هؤلاء الضحايا سقطوا على الحدود السورية ولأن النظام السوري يقف وراء تنظيم المسيرات، تحظى إسرائيل بالتعاطف الدولي: «فالعالم مجند بشكل واسع ضد الأسد جراء ما يفعله لشعبه. وكل مواجهة معه تستقطب التأييد لإسرائيل».