الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحيل الملف النووي السوري إلى مجلس الأمن

روسيا والصين عارضتا.. وسوريا أسفت للقرار ووعدت باستمرار التعاون معها

مقعد السفير السوري لدى وكالة الطاقة الذرية بمقر الوكالة في فيينا ويبدو خاليا خلال الاجتماعات أمس (أ.ب)
TT

أحيلت سوريا أمس إلى مجلس الأمن الدولي بسبب اتهامات توجه لها حول تنفيذها برنامجا نوويا سريا، بقرار من الدول الأعضاء بالوكالة الدولية للطاقة الذرية. وعلق السفير السوري بالوكالة بسام الصباغ، على ذلك بالتأكيد أن دمشق ستواصل العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الرغم من قرار الوكالة. وقال الصباغ للصحافيين بعد قرار مجلس محافظي الوكالة في فيينا، إن القرار «يدعو للأسف». وسئل إن كان ذلك سيؤثر على تعاون سوريا مع الوكالة، فقال «أعتقد أن سوريا كانت دائما ملتزمة بتعهداتها وواجباتها، وأعتقد أننا سنستمر في ذلك».

وقال مشارك في الاجتماع إن أغلبية ضئيلة من 17 دولة في مجلس محافظي الوكالة المكون من 35 دولة صوتت لصالح تعنيف دمشق لبنائها سرا مفاعلا نوويا. وأحال المجلس القضية إلى مجلس الأمن بعد قرابة أربعة أعوام من قصف إسرائيل للموقع النووي المزعوم عام 2007.

وأعلنت روسيا والصين قبل التصويت أنهما تعارضان القرار الذي ترعاه الولايات المتحدة الأميركية. وتتمتع الدولتان بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، وبالتالي ليس من المحتمل أن يتخذ المجلس إجراء آخر في أي وقت قريب.

وينتقد مشروع القرار سوريا لرفضها المستمر منذ ثلاث سنوات التعاون مع تحقيق حول موقع قصفته إسرائيل عام 2007. وتقول سوريا إن موقع دير الزور الكائن في الصحراء كان منشأة عسكرية تقليدية. وتزامن هذا المسعى مع الإدانة الغربية لقمع سوريا لاحتجاجات المعارضة.

وقالت تقارير للمخابرات الأميركية إن موقع دير الزور كان مفاعلا في مرحلة التشييد من تصميم كوريا الشمالية ويهدف إلى إنتاج البلوتونيوم للقنابل الذرية قبل أن تقصفه إسرائيل وتحوله إلى ركام. وتنفي سوريا الاتهام. وقدمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، ومقرها فيينا، دعما للزعم الأميركي في تقرير الشهر الماضي قالت فيه إن الموقع «يرجح كثيرا» أنه كان مفاعلا. وقالت روسيا إن مشروع القرار المقدم من الولايات المتحدة و12 دولة جاء «في وقت غير مناسب، وهو غير موضوعي»، وذكرت أن التعديلات التي طلبتها على صياغة المشروع لم توضع في الاعتبار.

وقال جريجوري بردينيكوف السفير الروسي لدى الوكالة في اجتماع مغلق طبقا لنسخة من بيانه: «لهذا إذا طرح للتصويت فسنصوت ضده». واستطرد قائلا إنه رغم احتمال وجود بعض الأخطاء السورية، فإن الموقع لا يشكل تهديدا للأمن الدولي الآن لأنه دمر. بينما قال ممثل الصين في الوكالة طبقا لما أوردته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، إنه من غير الضروري إحالة القضية النووية السورية إلى مجلس الأمن.

وقال وانغ مين تشينغ رئيس إدارة جهاز الوكالة الصينية للطاقة الذرية، إن الصين تعتقد أن هذه المسألة يجب أن تحل في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأضاف: «في ظل الظروف الراهنة لا حاجة إلى اتخاذ قرار بشأن المسألة النووية السورية، بل لا داعي لإحالة المسألة إلى مجلس الأمن».

كما أعربت الصين أيضا عن معارضتها لفرض رقابة على سوريا، وفقا لقول مشاركين في المجلس.