مواطنون يحكون لـ «الشرق الأوسط»: 4 ساعات من الفزع والرعب

صنعاء تمطر رصاصا

TT

بين الفرح والحزن عاشت العاصمة اليمنية صنعاء وبعض المحافظات، مساء أول من أمس، ليلة صعبة اختلط فيها صوت الرصاص مع ألوان الألعاب النارية مع أصوات العشرات من الجرحى بسبب ذلك.

وفيما يبدو أنها عملية منظمة للحزب الحاكم أطلق مؤيدو الرئيس صالح وبعض وحدات الجيش والأمن الرصاص من مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة ومضادات الطائرات، التي استمرت أكثر من 4 ساعات، حولت ظلام صنعاء إلى كتل نارية ابتهاجا بشفاء صالح عقب العملية الجراحية التي أجريت له في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، وتسبب ذلك في نشر الرعب بين السكان وإصابة كثير من المواطنين بالرصاص العائد من الهواء، فيما ذكر شهود عيان في أطراف صنعاء مشاهدتهم أطقما عسكرية وأمنية ومصفحات ومدرعات إضافة إلى طائرات كانت تطلق الرصاص من فوق علو مرتفع.

ولم يكتف مؤيدو الرئيس صالح بذلك، حيث نظموا في منتصف الليل مسيرات طافت بعض شوارع العاصمة، مرددين شعارات «الشعب يريد علي عبد الله صالح»، و«يا الله يا الله اشفي علي عبد الله»، و«زنقة زنقة دار دار غيرك يا علي ما نختار». وكانت تسمع في بعض المنازل زغاريد النساء التي كانت ترتفع من بعض المنازل، فيما كانت بعض المنازل يسمع فيها بكاء للأطفال والنساء والدعاء على المتسببين في ذلك. وفيما اختلف بعض المواطنين حول مظاهر الابتهاج بهذه الطريقة لكنهم اتفقوا على اعتبارها ظاهرة مسيئة ولا تتناسب مع العصر الذي نعيشه. فبحسب أكرم الخولاني، فـ«إنهم عاشوا رعبا وفزعا حقيقيا لم يشهدوه من قبل، وظنوا أن الحرب الأهلية قد بدأت في صنعاء».

ويواصل الخولاني حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «في حارتنا أصيبت امرأة بحالة هستيرية نتج عنها أنها أسقطت جنينها الذي كانت حاملا فيه في الشهر الثامن، فيما اخترقت رصاصة رأس أحد الأطفال».

وصحا المواطنون في اليوم التالي على الرصاص الذي انتشر على أسطح منازلهم وفي الشوارع، وتقول أم عبد الله سالم إنها جمعت «أكثر من خمسين رصاصة في سطح وحوش منزلها، وإنها لولا عناية الله ورفضها مطالب أولادها للصعود إلى سقف منزلها لحدث ما لا يحمد عقباه».

وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «لقد كانت الأطقم العسكرية تمر في شارعنا وتطلق النار في الهواء، وعشنا أسوأ لحظات حياتنا، حيث جمعت أولادي في غرفة واحدة في الطابق الأرضي، معتقدين أن الحرب اشتعلت في صنعاء».

أما سليم منصور وهو من مؤيدي الرئيس صالح، فيقول: «لم نكن نعلم ماذا حدث في صنعاء، حيث كانت الكهرباء مقطوعة طوال اليوم، ولم نتمكن من التواصل عبر الهاتف الجوال بسبب توقف خدماته في تلك اللحظات».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «لقد كنا نظن أن الرئيس وصل إلى صنعاء، لكن بعد استخدامنا الراديو عرفنا أنه احتفال بنجاح العملية للرئيس». وعلى الرغم من حالة الرعب التي عاشها سكان صنعاء، فإن سليم يعتبر ما حدث «يوما تاريخيا لصنعاء ولليمن»، ومع اعترافه بأن ذلك أسلوب خاطئ، «لكننا لا يجب أن ننسى أننا مجتمع مسلح وقد خرج الناس ليفرحوا برئيسهم، وهذه هي الطريقة التي يحتفل بها اليمنيون».

الكثير من مستشفيات صنعاء استقبلت المصابين جراء ذلك، فضلا عن المدن الأخرى كالحديدة التي أصيب فيها العشرات، وتحدث شهود عيان عن وفاة مواطنين بعد تعرضهم للرصاص العائد من الهواء.