المغرب: حبس الصحافي رشيد نيني مدة سنة

محام: الحكم لم يتضمن منعه من الكتابة لأنه حوكم بمقتضى القانون الجنائي

TT

قضت محكمة ابتدائية في الدار البيضاء بالسجن مدة سنة نافذة على الصحافي رشيد نيني، ناشر يومية «المساء» المغربية، بعد متابعته في كل ما نسب إليه من تهم. وصدر قرار المحكمة دون حضور نيني للجلسة، كما حكمت عليه بأداء غرامة قدرها ألف درهم (نحو 120 دولارا). وكان دفاع نيني انسحب في جلسة سابقة احتجاجا على محاكمته طبقا للقانون الجنائي بدلا من قانون الصحافة.

وقال المحامي محمد أشماعو، عضو هيئة الدفاع لـ«الشرق الأوسط»، إن الحكم الصادر ضد نيني يتضمن العقوبة بالسجن مدة سنة وأداء غرامة فقط، لأنه تمت محاكمته طبقا للقانون الجنائي، ولا يتضمن الإشارة إلى منعه من الكتابة، وبالتالي فالحكم لا يترتب عنه، حسب رأيه، تجريده من صفة «مدير نشر» مجموعة «المساء ميديا». يشار إلى أن وظيفة «ناشر» في المغرب لها مسؤولية قانونية، وليس بالضرورة مسؤوليات مهنية أو تحريرية، بيد أن نيني كان يمارس كذلك دور رئيس التحرير في صحيفة «المساء»، وهي أكثر الصحف المغربية توزيعا. وتوقع أشماعو أن تتخذ إدارة المجموعة قرارا بإسناد مهمة «الناشر» إلى شخص آخر مراعاة لمصلحة المجموعة والمساهمين فيها، مرجحا أن يتم ذلك بعد مرحلة الاستئناف وتأكيد الحكم، إذا ما قرر نيني استئنافه، وقال إنهم ينتظرون صدور عفو لصالحه.

وكانت جلسة أمس قد عرفت تأخيرا، حيث كان من المقرر أن تبدأ في العاشرة صباحا، إلى ما بعد الظهر. وكان هناك حضور كبير من جميع الفعاليات الحقوقية والإعلامية ومنظمات المجتمع المدني.

وبعد ثلاث ساعات من الانتظار فتحت أبواب القاعة التي جرت فيها وقائع المحاكمة، حيث هرع الحاضرون إلى داخل القاعة للاستماع للحكم. وفي غياب هيئة الدفاع، دخل القاضي ووكيل النيابة وكاتب الضبط، وتلا القاضي قرار المحكمة في مدة لم تتجاوز 30 ثانية، حيث أشار إلى متابعة نيني فيما نسب إليه، وقال إن قرار المحكمة هو الحكم عليه بسنة واحدة حكما نافذا وأداء غرامة قدرها ألف درهم. وأثار صدور الحكم غضب بعض الحاضرين، حيث رددوا شعارات تندد بقرار المحكمة.

يشار إلى أن نيني اعتقل في 28 أبريل (نيسان) الماضي، وتمت متابعته بتهمة «تحقير حكم قضائي ومحاولة التأثير على القضاء والتبليغ بوقائع إجرامية غير صحيحة»، وهو يوجد الآن معتقلا في «سجن عكاشة» بالدار البيضاء. يشار إلى أن نيني كان شرع في الكتابة في منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي، في صحيفة «العلم» ثم أصدر بعد ذلك مجلة «أوال»، التي توقفت بعد صدور ثلاثة أعداد، ثم انتقل للعمل في مزارع التوت في جنوب إسبانيا، وعاد إلى المغرب عام 2000 حيث أصبح محررا في صحيفة «الصباح»، التي غادرها للعمل في القناة التلفزيونية الثانية في الدار البيضاء، وقبل أربع سنوات أصدر صحيفة «المساء» مع الصحافي توفيق بوعشرين، وذلك بمساهمة من المخرج السينمائي محمد العسلي، وظل يكتب عمودا يوميا، حيث دأب على كتابة مقالات انتقادية ساخرة ضد مؤسسات وشخصيات حكومية وقادة سياسيين وحتى صحافيين وإعلاميين، وأدت كتاباته التي اتسمت بالجرأة، وحظيت بشعبية لافتة إلى متابعته قضائيا.