رفض الناطق باسم المتضامنين الأجانب مع النضال الفلسطيني، صفقة عرضتها السلطات الإسرائيلية عليهم لكي يرحلوا. وقال إنه ورفاقه يعرفون مدى أهمية وجودهم في المنطقة، حيث إنهم يساعدون على تخفيف قمع الاحتلال للفلسطينيين. ولهذا، فإنهم سيبقون مع الفلسطينيين إلى حين تتحقق حريتهم. وأكدوا أنهم ماضون في التحضير لـ«أسطول الحرية» الجوي، الذي يخططون لتنفيذه في شهر يوليو (تموز) المقبل بهدف كسر الحصار على غزة.
وقالت نيطع جولان، إحدى مسؤولات التنظيم، إن مجرد حضور أعضاء مجموعتها للنشاطات التضامنية مع الفلسطينيين يردع جنود الاحتلال الإسرائيلي عن التعامل بالفظاظة التقليدية. ويبدأون في أخذ الحذر في تصرفاتهم، وهذا الأمر الذي يعتبر بسيطا، يعطي أثرا هائلا في بعض الأحيان، لأن ترجمته العملية، تعني منع الجنود من قتل متظاهرين فلسطينيين، أو مواطنين أبرياء يمرون في المكان بشكل عابر.
المعروف أن هؤلاء المتضامنين ينتمون إلى الحركة التي تعرف بالاسم الإنجليزي (I.S.M (international solidarity movement H، أي «حركة التضامن العالمية». وقد أسستها جولان، وهي مواطنة يهودية إسرائيلية هجرت البلاد قبل عشرين عاما، وعادت قبل عشر سنوات لتعمل على مقاومة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. وقد انضم إليها مئات المواطنين الأجانب من مختلف دول العالم، الذي يصلون إلى إسرائيل كسياح لبضعة أسابيع ويتبدلون باستمرار. وتقدر السلطات الإسرائيلية عددهم بنحو 1500 وحتى 3000 ناشط. وهم يتوزعون على مواقع احتكاك عدة بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال، مثل: بلعين ونعلين والنبي صالح والشيخ جراح، وهي البلدات التي تجري فيها مظاهرات كل يوم جمعة للفلسطينيين، ضد الجدار العازل أو ضد احتلال المستوطنين للمباني العربية أو ضد ممارسات احتلالية استيطانية أخرى.
ويشارك المتضامنون الأجانب الفلسطينيين في هذه المظاهرات، معا مع بعض ناشطي اليسار الإسرائيلي من اليهود. وفي كل مرة تتدهور المظاهرة إلى صدام (عادة بسبب استفزازات الجنود)، يتخذ الأجانب واليهود موقعهم في مقدمة المظاهرة ويتصدون بأجسادهم للجيش. وبشكل عام، يرتدع الجندي عندما يرى الأجانب، ولا يعود يتصرف بالهمجية التي اعتاد عليها مع الفلسطينيين. وقد زاد هذا الحذر في السنوات الأخيرة، بعدما قتل عدد من المواطنين الأجانب برصاص جنود الاحتلال وغيره من أسلحة القمع، عندما كانوا يتضامنون مع الفلسطينيين. ويلتزم هؤلاء المتظاهرون بالمقاومة السلمية التامة، وحتى لو اعتدى عليهم الجنود فإنهم لا يردون، ويواصلون عملهم بصمت حتى لو تعرضوا للضرب.
وقد جربت السلطات الإسرائيلية وسائل عدة لإبعاد هؤلاء الناشطين عن المظاهرات، وفي السنوات الأخيرة أقاموا جهاز مطاردة ومراقبة بهدف التعرف على كل واحد منهم ومنعه من دخول إسرائيل. ولكن هذه الطريقة أحدثت أزمات سياسية ودبلوماسية عدة مع الدول التي قدموا منها إلى إسرائيل، ولذلك فإنها لا تكثر من استخدامها. من هنا جاء الاقتراح لهم بأن يوقفوا نشاطهم الميداني مقابل التعهد الإسرائيلي بأن يتصرف الجنود مع الفلسطينيين في غياب الأجانب مثلما يتصرفون في حضورهم. وقد عرضوا عليهم أيضا أن يدينوا أعمال الفلسطينيين وليس فقط الإسرائيليين، ورفضوا هذا أيضا قائلين: «نحن لا نستطيع مقارنة الفلسطينيين بالإسرائيليين. فهناك طرف يحتل طرفا آخر، وهو أقوى منه وأقدر منه».
وأكدوا أنهم سيحضرون إلى إسرائيل في رحلات جوية من الولايات المتحدة وأوروبا، خلال الشهر المقبل. وهم يؤكدون أنهم قادمون إلى قطاع غزة «نحن نريد الوصول إلى غزة بالطائرة. ولكن الطائرات الإسرائيلية المقاتلة دمرت مطار غزة، الذي كان قد أقيم وفقا لاتفاقية دولية، ولم يعد أمامنا سوى استخدام مطار اللد».