صحافي إسرائيلي: العرب نحو الديمقراطية وإسرائيل إلى نظام قمعي عنصري

اعتقال يهودي بسبب مقال اعتبر كفاح الفلسطينيين ضد الاحتلال شرعيا

TT

«في الدول العربية نلاحظ نهضة باتجاه الديمقراطية، بينما في إسرائيل نتقهقر إلى الوراء نحو نظام كبت وقمع للحريات وتعزيز للعنصرية ومحاربة من يناصر السلام». هذا ما قاله الصحافي اليهودي، جدعون سبيرو، عند إطلاق سراحه من المعتقل الإسرائيلي في شرطة تل أبيب.

وسبيرو صحافي قديم يبلغ من العمر 76 عاما، ويعتبر من أقطاب حركة السلام الراديكالي في إسرائيل. ويكتب سبيرو في السنوات الأخيرة في مواقع إلكترونية عدة. تلقى دعوة للتحقيق في الشرطة، فامتثل للأمر، من دون أن يعرف ما موضوع التحقيق وما الشبهات. وقد فوجئ في التحقيق معه أول من أمس، بأنه متهم بالتحريض على العنف ضد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية وضد جنود الجيش.

وتبين خلال التحقيق أن تنظيما يمينيا يعمل في خدمة المستوطنين اليهود، يدعى «الطاقم القانوني لأرض إسرائيل»، توجه بشكوى إلى الشرطة يقول فيها، إن سبيرو كتب مقالا يحتوي على جمل تجيز للفلسطينيين أن يمارسوا العنف مع المستوطنين ومع الجنود لدرجة القتل. وقد كتب المقال قبل عشرة شهور، وينتقد فيه سبيرو النيابة العامة في إسرائيل على تشددها مع الفلسطينيين وتوجهاتها في اعتبار كل نضال ضد الاحتلال ممارسة إرهاب وعنفا.

ويرى سبيرو في مقاله أن هناك وسائل نضال شرعية ضد الاحتلال، وليس صحيحا أن كل نضال كهذا هو إرهاب. وقال سبيرو إنه يعارض المساس بالنساء والأطفال المستوطنين في الضفة الغربية، «فهؤلاء، حتى لو كانوا مستوطنين غير شرعيين، فإنهم لا يعتبرون جزءا من جهاز الاحتلال». ويضيف سبيرو أن من حق الفلسطينيين أن يضعوا جنود الجيش الإسرائيلي هدفا لنضال فلسطيني عنيف، فهم يمثلون الاحتلال ووجودهم في الضفة الغربية ناجم عن احتلال غير شرعي، لذلك فهو وجود حربي. وأضاف أن إرسال المخابرات الإسرائيلية «مستعربين» و«جنودا باللباس المدني»، وتجول المستوطنين الرجال وكل منهم تقريبا يحمل مسدسا أو نوعا آخر من أسلحة القتل، يجعل استهداف الرجال المدنيين في النضال الفلسطيني شرعيا.

حول هذه الفقرات حققوا مع سبيرو. وقد دافع عن مقاله واعتبره «مقالا إنسانيا يدعو الفلسطينيين للامتناع عن المساس بالنساء والأطفال اليهود من المستوطنين». وقال إن مقاله نشر تحت عنوان «مشاهد تمزق القلب»، وإن العنصر الأساسي فيه هو دعوة الفلسطينيين إلى سلوك النضال الشعبي البعيد عن العنف على شاكلة المظاهرات الأسبوعية التي تجري في بلعين ونعلين ضد الجدار.

ولكن أقوال سبيرو لم تقنع المحققين. وعند انتهاء التحقيق أبلغوه أنه معتقل. وقد وضعوه في غرفة اعتقال مع مجموعة شبان فلسطينيين من الضفة ضبطوا وهم يتجولون في تل أبيب من دون تصاريح. وأمضى سبيرو ساعات عدة في المعتقل، إلى حين وصول محاميه الشخصي ومندوبي جمعية حقوق الإنسان والمواطن في إسرائيل. ثم أطلق سراحه بكفالة. وقال محامي سبيرو، ميخائيل سفراد، إن هذا اعتقال يدل على «غطرسة يمينية وسيطرة قوى التطرف وأجواء التطرف على الحياة السياسية في إسرائيل».