رئيس السنغال يعرض مساعدة القذافي على التنحي.. والناتو يواصل قصف طرابلس

أوكامبو يعلن وجود أدلة تربط بين القذافي وسياسة اغتصاب المعارضين

الرئيس السنغالي عبد الله واد (أ.ف.ب)
TT

ناشد الرئيس السنغالي عبد الله واد، الزعيم الليبي معمر القذافي، أمس، أن يتنحى، وعرض المساعدة في تيسير خروج حليفه السابق من السلطة، حسب وكالة «رويترز». وقال واد خلال زيارة لمدينة بنغازي الليبية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة «من مصلحتكم ومصلحة الشعب الليبي بأسره أن تتركوا السلطة في ليبيا وألا تحلموا بالعودة إليها أبدا».

وأضاف «بإمكاني أن أكون أحد من يساعدونكم على الانسحاب من الحياة السياسية وكلما أسرعتم بالرحيل كان ذلك أفضل لإنقاذ أرواح الليبيين».

وهذه أول زيارة يقوم بها واد إلى بنغازي منذ اعترافه في مايو (أيار) الماضي بأن المجلس الوطني الانتقالي هو «المعارضة المشروعة» في ليبيا، وقال إن المجلس يجب أن يعمل على إقرار الحرية والديمقراطية في ليبيا.

وكان واد يتحدث في مؤتمر صحافي وبجواره مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الانتقالي.

وطلب صحافيون من وزير الخارجية السنغالي ماديكي نيانج، في وقت لاحق توضيح ما إذا كانت السنغال ستمنح القذافي حق اللجوء، فقال: «نحن نطالب برحيل القذافي عن السلطة بأسرع ما يسمح الوقت. عندما نتأكد من أن هذه هي نيته فحينها يمكننا التفاوض بشأن المكان الذي يمكن للقذافي أن يعيش فيه بعد تركه للسلطة».

ويعتبر واد نفسه من كبار رجال الدولة في أفريقيا وكثيرا ما سعى للتوسط في الأزمات التي تشهدها القارة ومن بينها الأزمات في زيمبابوي ومدغشقر وموريتانيا والسودان.

من جهة أخرى، اتهمت ليبيا كلا من المعارضة المسلحة وقوات حلف شمال الأطلسي أمس بارتكاب جرائم حرب بينما نفت بشدة تقريرا للأمم المتحدة قال إن قواتها نفذت عمليات قتل وتعذيب وانتهاكات، وقدم مصطفى شعبان المستشار في وزارة الخارجية الليبية دفوع حكومة القذافي أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف.

وأجرى المجلس المكون من 47 عضوا مناقشات بشأن تحقيق الأمم المتحدة الذي خلص في الأسبوع الماضي إلى أن قوات القذافي ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. كما وجد الفريق بعض الأدلة على جرائم ارتكبتها قوات المعارضة التي تسعى للإطاحة بالقذافي.

وأبلغ شعبان المجلس في جنيف بأن «المدن التي في أيدي العصابات المسلحة تعاني من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وجرائم مشينة».

وأضاف «في مصراتة اعترفت العصابات الليبية والأجنبية التي ألقي القبض عليها بذبح أشخاص وبتر نهود نساء بل أقرت بأكل لحوم بشر». وأردف في كلمته «الحلف ينتهك حقوق الإنسان في ليبيا بصورة تصل إلى ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. جرائم حرب وعدوان». وطلبت ماريا أنجيلا زابيا، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة في جنيف الكلمة ورفضت مزاعم طرابلس ووصفتها بأنها «غير مقبولة»، مضيفة «نحن ندحضها بقوة».

وقالت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة التي يرأسها الخبير المصري المولد شريف بسيوني إن الحرب الأهلية تسببت في سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، وإن اللجنة ما زالت تتلقى شهادات أشخاص عن انتهاكات.

وقال بسيوني أمس «وقعت أعمال تنطوي على القتل والاحتجاز غير المشروع وأشكال أخرى من الانتهاكات الجسيمة للقواعد الأساسية للقانون الدولي مثل التعذيب والاضطهاد وحالات الاختفاء القسري التي ارتكبتها قوات الحكومة ومؤيدوها في إطار هجوم واسع النطاق وممنهج ضد السكان المدنيين». وأضاف أن فريق الأمم المتحدة وجد أدلة على جرائم حرب من جانب قوات القذافي شملت هجمات على المدنيين وموظفي الإغاثة ووحدات طبية. وأشار إلى أنه تم استخدام طائرات ودبابات ومدفعية وصواريخ جراد وقناصة.

ودعا إلى مواصلة التحقيقات للسماح للفريق بالتحقق من مزاعم بشأن استخدام مرتزقة وجنود من الأطفال وعنف جنسي شمل حالات اغتصاب.

وقال لويس مورينو أوكامبو، كبير مدعي المحكمة الجنائية الدولية في تصريحات في نيويورك أول من أمس إن محققي المحكمة لديهم أدلة تربط بين القذافي وسياسة اغتصاب المعارضين وربما يوجه الادعاء اتهامات منفصلة بشأن هذه المسألة.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة ايلين دوناهو «تقرير الأمم المتحدة يرسم صورة كاملة لحكومة شرسة مستعدة لاستخدام أكثر الأساليب تطرفا للبقاء في السلطة».

وأضافت أنه «يصف بدقة نظام الحكومة الذي نصبه القذافي بأنه حكم فرد واحد بني على الخوف والترهيب ومنح حوافز حسب الولاء».

وتحدث الأردن نيابة عن المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي يمثل المعارضة، واتهم نظام القذافي بقتل آلاف الأشخاص أثناء ما وصفه بأنه أكثر من أربعة عقود من القمع.

وميدانيا، قال نشطاء ليبيون أمس إن حلف شمال الأطلسي واصل الليلة قبل الماضية قصف مواقع في منطقة باب العزيزية، مقر الزعيم الليبي معمر القذافي في العاصمة طرابلس، حسب وكالة الأنباء الألمانية.

وتوقع النشطاء أن تكون طائرات الحلف تقصف أنفاقا تحت الأرض في باب العزيزية. وفيما أكدت مصادر أن الآلاف من القوات الموالية للقذافي تواصل هجومها على مدينة مصراتة المحاصرة منذ أشهر، غرب ليبيا، نقل نشطاء على الإنترنت عن المتحدث باسم ثوار مصراتة قوله إن مائة جندي، على الأقل، من كتائب القذافي قتلوا أول من أمس في مصراتة.

من جانبها، ذكرت قناة «الجزيرة» أن ثوار ليبيا أعلنوا أنهم أحكموا سيطرتهم على بلدتي القلعة ويفرن في الجبل الغربي بعد معارك مع كتائب القذافي.

وقال الثوار إن معارك طاحنة دارت مع كتائب القذافي في القلعة التي يسكنها نحو عشرين ألف شخص، استخدمت فيها الكتائب راجمات الصواريخ والمدافع والدبابات.

وأكد شهود عيان أن الكثير من سكان القلعة، القريبة من الحدود التونسية، نزحوا منها بعد مواصلة الكتائب قصفها عقب سيطرة الثوار عليها.

كان القذافي أقسم قبل يومين في رسالة مسجلة بثها التلفزيون الليبي على البقاء في طرابلس مهما كانت العواقب.

إلى ذلك، اندلع حريق في وقت مبكر من صباح أمس في فندق يقيم به صحافيون أجانب في طرابلس، حسب ما ذكرت «رويترز».

وقال شاهد من «رويترز» إن نحو 100 شخص، معظمهم صحافيون، أجلوا إلى مربض سيارات الفندق قبيل الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي بعد اكتشاف الحريق.

ولم ترد تقارير عن إصابات وتم إطفاء الحريق بعد نحو ساعة.

وقال موسى إبراهيم الناطق باسم الحكومة الليبية متحدثا خارج فندق ريكسوس إن الحريق ليس ناجما عن عمل عسكري بما في ذلك غارات القصف التي تشنها طائرات حلف شمال الأطلسي على المدينة.

وأضاف قائلا «سيتعين علينا أن نجري تحقيقا لكن وفقا للعاملين بالفندق فإن الحريق بدأ في غرفة الكهرباء بالفندق. جميع من كانوا بالفندق غادروه، وهم جميعا سالمون».

وأطلق الحريق سحبا داكنة من الدخان إلى السماء. وشوهد أفراد من العاملين على سطح الفندق وهم يرشون ألسنة النيران بخرطوم مياه إلى أن وصلت شاحنة إطفاء.