موسى يعتبر أن الجبهة الليبرالية في مصر موجودة وقوية

استبعد فوز جهة واحدة بالأكثرية

TT

للمرة الأولى منذ 10 سنوات يزور الدكتور عمرو موسى، أمين عام الجامعة العربية السابق، باريس بصفته الشخصية. وقد جاء إلى فرنسا هذه المرة مرشحا للانتخابات الرئاسية وللقاء الجالية المصرية والتوجه للإعلام العالمي.

وفي لقاء معه نظمه النادي الصحافي الفرنسي، سعى موسى لإظهار توجهاته و«رؤيته» لمصر التي يريد العبور بها إلى «الجمهورية الثانية» وهو يأمل بإنشائها على 3 أسس هي: الديمقراطية والإصلاح والإنماء الاقتصادي والاجتماعي.

وبمواجهة الصحافة الفرنسية والعالمية، يعطي المرشح الرئاسي الانطباع بأنه «جاهز» وعنده «لكل سؤال جواب» بحيث لم يزعجه سؤال عن أنه كان جزءا من النظام القديم أو عن موقفه من موقع الإسلام في الدستور المصري أو العلاقة بإسرائيل.

ولا يخفي موسى، المرشح رسميا للانتخابات، ماضيه السياسي وهو الذي أمضى 10 سنوات وزيرا للخارجية قبل أن يحتل منصب أمين عام الجامعة العربية 10 سنوات أخرى، وهو يؤكد «افتخاره به» وبـ«الخدمات القوية» التي أداها لبلده إلى درجة أن إزاحته من منصبه سببها الشعبية التي اكتسبها. ويعتبر موسى أن مصر بحاجة إلى «رجال ذوي خبرات مؤكدة» لمعالجة المشكلات التي تواجهها مصر ولتحقيق طموحاتها. وفي أي حال، يرى موسى أن النظام القديم قد «انتهى» وأن ثمة قوى سياسية واجتماعية جديدة صاعدة يتعين التعاطي معها.

ويشدد موسى، في مواجهة موضوع النزاعات الداخلية التي تعيشها مصر، على أهمية سيادة القانون وتساوي المصريين بالحقوق والواجبات بعيدا عن أي اعتبار من أي نوع دينيا أو غير ديني بحيث يكفل ذلك الدستور والمؤسسات.

وإزاء الذين يتخوفون من قيام حكم إسلامي في مصر عماده «الإخوان المسلمون»، يرى موسى أن «الديمقراطية هي الديمقراطية» وبالتالي لا يمكن منع أحد من ممارسة السياسة ولا يمكن العودة للممارسة الديمقراطية بدءا بـ«المنع». غير أنه يرى، بالمقابل، أن الكتلة الليبرالية في مصر «موجودة وقوية» وهو بأي حال لا يتوقع أن تفوز جهة أو حزب بالانتخابات لوحدها ولذا ستكون هناك حاجة لقيام تحالفات سياسية وفق اللعبة الديمقراطية التي «تعود» إليها مصر بعد أن انقطعت عنها لعشرات السنوات. وأكد موسى أنه منفتح على الجميع وأنه على تواصل مع كل أطياف المجتمع المدني المصري. وبرأيه أن المسؤولية تقع على كاهل المصريين أنفسهم لرسم مستقبل مصر عبر صندوق الانتخاب.

ولا يتوقع عمرو موسى أزمة مع القوات المسلحة المصرية التي يصفها بأنها «الجيش الوطني» الذي دوره حماية حدود البلاد.

ويدعو موسى إلى «عودة مصر» لاعبا رئيسيا في شؤون المنطقة إذ أنها ركن من أركان استقرارها. وبرأيه أن كامل المنطقة والعالم العربي «بحاجة لمصر» التي يتعين عليها الانفتاح على الجميع بمن فيهم إيران رغم المشكلات العالقة مع طهران.

ويريد المرشح الرئاسي الدفاع عن توجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة للاعتراف بدولتهم والانضمام إلى المنظمة الدولية ويحث دول العالم على الاعتراف بها، منوها بأهمية إقدام فرنسا على هذه الخطوة.

وبالنسبة للرئيس الأميركي، لم يقطع موسى الأمل منه مدللا على ذلك بخطابيه الأخيرين اللذين تحدث فيهما عن قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967.