ابنة جون إدواردز تلم حطام أسرة تفككت

كايت تقف إلى جانب المرشح الرئاسي الأميركي السابق رغم خيانته لوالدتها الفقيدة

كايت مع والدها بعد خروجهما من المحكمة الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

في استعراض لولاء أدهش الكثيرين، سارت كايت إدواردز إلى داخل قاعة محكمة فيدرالية في نورث كارولينا، الأسبوع الماضي، برفقة والدها جون إدواردز، السيناتور والمرشح الرئاسي السابق الذي خان والدتها وحطم حياته المهنية وأسرته.

ومع ذلك، فإن المقربين من أسرة إدوارد يدركون جيدا أن كايت (29 عاما) حولت انتباهها الآن للقيام بدور تقليدي اعتادت الاضطلاع به لفترة طويلة.

في الليلة السابقة لظهورها بقاعة المحكمة، كانت كايت، التي تعمل محامية مثل والدها ووالدتها، إليزابيث، تقف بجانب والدها حيث عكفت مع فريق المحامين الموكل بالدفاع عنه في منزل الأسرة قرب الكابيتول هيل (الكونغرس) على وضع استراتيجية قانونية. وكانت هي ووالدها قد عادا لتوهما من مباراة لكرة السلة شارك فيها شقيقها الأصغر.

ووصفها مصدر مطلع على الاجتماع الذي عقد ليلا، بأنها: «الصوت الداعم لجون». وأوضح غلين بيرغنفيلد، وهو صديق مقرب للأسرة والذي عرف إليزابيث بجون عندما كانوا يدرسون جميعا في كلية الحقوق، وهو أب في العماد لابنهما الصغير. وأضاف: «رغم كل ما حدث، لا تزال ترغب في نجاح والدها وبقاء أسرتها متماسكة».

داخل قاعة المحكمة، بدت كايت، خريجة كلية الحقوق بجامعة هارفارد، رابطة الجأش، وربما يكون ذلك نتيجة تأقلمها مع الآلام التي عانتها كثيرا في حياتها، وجاء معظمها علنا على الساحة العامة.

عندما كانت في الـ15 من عمرها، ألقي شقيقها ويد (16 عاما) من سيارة ليلقى حتفه وهو في طريقه لمنزل الأسرة الصيفي. وفي وقت لاحق، كتبت والدتها عنها بأنها ظلت طيلة عامين تنام على مقعدين متلاصقين داخل غرفة نوم والديها. إلا أنها بعد ذلك تحولت إلى العنصر الذي يحفظ تماسك الأسرة وبقاءها معا.

وأرست تلك التجربة الأساس الذي اعتمدت عليه لاحقا في مواجهة الأزمات التي خبأتها لها الحياة: من خسائر سياسية مني بها والدها، ثم تكشف أنه ربطته علاقة وطفل من مسؤولة التصوير بحملته الانتخابية الرئاسية عام 2008، والمعركة الطويلة المعلنة التي خاضتها والدتها ضد سرطان الثدي، وأخيرا وفاة والدتها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وفي حديث إلى مجلة «هاربر بزار» عام 2007، وذلك بعد عودة ظهور السرطان بجسد والدتها، قالت كايت: «من الصعب للغاية تخيل كيف يمكنك التكيف مع مأساة إذا لم تكن قد واجهت مآسي في حياتك، لكن القوة موجودة، وتتمكن في النهاية من اجتياز الأمر. مروري بتجرية مقتل ويد كان الطريق الوحيد الذي تعلمت من خلاله المضي قدما بعد مثل هذه المصاعب النفسية».

في أحد أيام السبت الممطرة في ديسمبر الماضي، ألقت كايت خطاب تأبين لوالدتها أمام قرابة ألف شخص، وقالت: «أمر واحد حقيقي ولن يتغير أبدا، هو أننا سنبقى أسرة واحدة». وكانت كايت المسؤولة عن تنفيذ وصية والدتها، ومن هنا أصبحت في حكم الوصية على الأسرة.

الأسبوع الماضي، تعين عليها توصيل والدها إلى المحكمة في وينستون سالم، ومواجهة الكاميرات معه بعد ادعائه براءته من الاتهامات الموجهة إليه بخصوص علاقته السرية التي استمرت لفترة طويلة.

ولا أحد يدري ما إذا كانت إليزابيث إدواردز، التي وقعت قطيعة بينها وبين زوجها لكنها تصالحت معه بعض الشيء قبل وفاتها، كانت ستقف بجواره في هذه المحنة، خاصة أن حجة الدفاع الخاصة به تدور برمتها حول جهوده لإبقاء علاقته الغرامية سرا عن زوجته. إلا أن أصدقاء قالوا إن إليزابيث أوضحت قبيل وفاتها أنها ترغب في أن تسانده الأسرة باعتباره الوالد، وأن على كايت بذل أقصى جهدها للحفاظ على تماسك الأسرة.

وقالت صديقة لإليزابيث ربما تستدعى في المحاكمة كشاهدة، وتحدثت شريطة عدم كشف هويتها، إن إليزابيث «قالت إنه ينبغي ألا تشعر كايت بأنها تخون ذكرى والدتها» بدفاعها عن والدها.

أما مشاهدة لقطات من المحاكمة عبر شاشات التلفزيون فكانت تجربة عصيبة على بيرغنفيلد، وعلق قائلا: «لقد تساقطت الدموع من عيني، ومرافقة الشرطة له أمام الحشد. أما كايت فقد مرت مع والدها بفترات أقسى من هذه، ولم يكن هناك شك حيال الموقف الذي ستتخذه». وأشار أصدقاء إلى أنها نجحت ببطء وحزم على بناء شخصية مستقلة لها.

وتعمل كايت حاليا متعاونة لدى شركة «سانفورد ويتليز آند هيسلر» للمحاماة، وحلم حياتها هو القضاء على التمييز على أساس العرق والنوع. وقد أيدت زواج المثليين، على خلاف موقف والدها. وتخطط لإتمام زفافها في الخريف من تريفور أبهام، وهو طبيب متخرج في الجامعة حديثا التقته أثناء دراستهما معا في برنستون، وقد حمل نعش والدتها في الجنازة. وتحرص كايت على السفر بصورة منتظمة لمسكن أسرتها.

ولم يكن هناك شك لمن عاينوا كايت في مراحل نشأتها المختلفة بأن هذه الفتاة التي تشبه والدتها لكن شخصيتها أقرب لوالدها، ستحمل في شخصيتها مزيجا مثيرا من الاثنين. ورغم أنها تفتقر لكاريزما والدها وطلاقة والدتها في الحديث، فإنها تعد شخصية مرحة وذكية.

ويتوقع الأصدقاء أن تستمر كايت في مساندة والدها خلال محاكمته، وتساعد في تربية شقيقيها - جاك (11 عاما)، وإيما كلير (13 عاما) - وقال مصدر مطلع على المناقشات القانونية حول القضية عن كايت «إن لها حضورا قويا. من الواضح أنهم كأسرة مروا بكثير من المحن، لكنهم عاقدون العزم على المضي قدما».

* خدمة «نيويورك تايمز»