صاحب «موموز» يملك الكثير من المطاعم.. لكنه لا يملك شيئا

مراد معزوز يحمل حبه للجزائر في أطباقه وموسيقاه

TT

في إحدى أمسيات توزيع جوائز صحيفة الـ«إيفننغ ستاندارد» البريطانية التي تقام سنويا في لندن وتقوم باختيار أفضل مطاعم العاصمة وكل ما له علاقة بعالم الطهي والأكل، تردد اسم مراد معزوز في القاعة، وعجت القاعة بالصراخ والترحيب بذلك الشاب صاحب الشعر الرمادي واللحية الناعمة البيضاء، كان يرتدي الجينز ويلف حول عنقه شالا أسود مع سترة من المخمل الأسود، وبتلك الإطلالة البسيطة وبابتسامة دائمة لم تفارق ثغره، تسلم معزوز جائزته عن أفضل صاحب مطعم للعام (Best Restaurateur).

مراد معزوز لا يمكن وصفه إلا بالنزعة الجنونية، أو بالأحرى بمواصفات الفنان الحقيقي الذي يرى الأشياء من حوله بنظرة مختلفة، ففلسفته الحياتية تختلف عن فلسفة رجال الأعمال تماما، فهو يعتبر كل مشروع يقوم به بمثابة طفل جديد يرعاه ويفرح به وبنجاحه، وأجمل مرحلة في أي مشروع هي المرحلة الأولى عندما يشارك معزوز في وضع لمسات الديكور ولوائح الطعام.. إلا أن المادة والمال لا يعنيان أي شيء له في الحياة، الأرباح التي يجنيها من عمله يشاركه بها أهله في الجزائر ويؤمن بها ما يحتاجه أبناؤه، ولو أنه ضد فكرة شراء الألعاب والحاجيات باهظة الثمن، فهو فعلا لا يملك إلا القليل مما يحتاجه لتأليف وسماع موسيقاه الصحراوية التي يعمل عليها مع فنانين جزائريين وعالميين، وبمجرد أن تلفظ كلمة موسيقى، يشع وجه معزوز بالنور؛ فهو يعشق الموسيقى، وبعد سماع الألبوم الغنائي والموسيقي الذي أنتجه فهمت حبه للصحراء ولبلده الجزائر الذي يزوره حاليا في المناسبات السعيدة والمؤلمة فقط، مفضلا الاحتفاظ بصورة خاصة به عن الجزائر يجدها مطبوعة في ذاكرته قبل ترك بلاده والعيش في باريس عندما كان في سن الـ17.