وزير خارجية البحرين: لا يوجد انقسام بالأسرة الحاكمة.. لكن هناك آراء مختلفة

قال: نحن جزء من الربيع العربي.. لكننا نرغب في التأكد من أنه في صالح الشعوب ولم تسطُ عليه أطراف أخرى

الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة (أ.ب)
TT

زار مسؤولان بحرينيان رفيعا المستوى واشنطن هذا الأسبوع عقب رفع ملك البحرين حالة الطوارئ التي استخدمها لمواجهة المظاهرات المناوئة للحكومة. وأجرت الصحافية لالي ويماوث، من صحيفة «واشنطن بوست»، حوارا مع وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة.. وفيما يلي مقتطفات من الحوار..

* ذكر ملك البحرين مؤخرا أن الحكومة ستواصل الحوار، لكن في الوقت نفسه يتم إلقاء القبض على المتظاهرين، ما تعليقك؟

- لقد تم إيداع رموز المعارضة في السجون قبل أن يدعو جلالته إلى إجراء حوار.

* هل أنت متأكد؟

- نحن نتحدث عن ثلاثة أفراد. لكن إذا كنت تتحدثين عن المتظاهرين أو الناس في الشوارع الذين يتسببون في الإخلال بالقانون أو النظام، فلن يمنع أي شيء رجال الشرطة من ملاحقتهم.

* ما المواضيع المطروحة على طاولة الحوار؟

- لا توجد شروط مسبقة يضعها أي طرف للجلوس على طاولة الحوار، ولا يوجد سقف محدد للمواضيع، فأي موضوع يمكن طرحه على طاولة الحوار.

* إذن قوانين الانتخابات مطروحة على طاولة الحوار، وماذا أيضا؟

- الإصلاحات الدستورية والقوانين الانتخابية ومنح السلطات للمجلس المنتخب، الذي من المنتظر أن يتمتع بمزيد من السلطات بمرور الوقت، وكذلك موضوع محاسبة الحكومة.. نحن جميعا نعتقد أن هذا هو الوقت الذي يجب أن نمضي فيه قدما في هذه المجالات. هناك أمر واحد يتفق عليه الجميع في البحرين، هو أنه لا يمكن القيام بكل هذه الإصلاحات معا في آن واحد.

* لا يمكن إجراء الإصلاحات كلها معا في آن واحد.. كيف ذلك؟

- على سبيل المثال، كان أحد المطالب هو أن يشكل البرلمان الحكومة.

* ويقوم بانتخاب رئيس الوزراء، أليس كذلك؟

- بالتأكيد.. نحن نتفق جميعا على أن الإصلاحات يجب أن تتم تدريجيا خطوة بخطوة، ونحن نتطلع لذلك، ويعتقد الجميع أننا أضعنا فرصة جيدة منذ شهرين ماضيين.

* بعبارة أخرى، هل كانت عمليات القمع خاطئة؟

- لا، لم تكن خاطئة، ولم تكن استعادة القانون والنظام خطأ.. كان الخطأ الكبير هو عدم إجراء حوار، والوصول إلى مثل هذه الحالة من الفوضى التي عمت البلاد.

* هل تلوم المعارضة على ذلك؟

- نعم بكل تأكيد.. ويجب أن يتقبل الناس هذا اللوم.

* عادة ما يلقى اللوم على الجانبين.. الناس يقولون إن هناك انقساما في الرأي داخل الأسرة الحاكمة، يقولون إنك وولي العهد تؤيدان الإصلاح، في حين لا يؤيده آخرون، فما قولك؟

- ليس من المناسب أن نقول «انقسام»، لكن من الأفضل أن نقول إن آراءنا مختلفة. بالطبع هناك آراء محافظة وهناك آراء أكثر تحررا وآراء تقول إننا يجب أن نتخذ إجراءات بشكل أسرع، وأخرى تقول إننا يجب أن نتمهل. أعتقد أن هذا أمر طبيعي وصحي جدا.. ما حدث هو أن فترة الأمن القومي كانت تهدف فقط إلى استعادة القانون والنظام، ولم يكن هذا حلا.. الحل يبدأ الآن، ويجب أن تتفق عليه جميع الأطراف المعنية.

* هل سيبدأ الحوار يوم أول يوليو (تموز)؟

- ليس هذا أول حوار يجرى في البحرين.. فقد أجرينا حوارا منذ 10 سنوات مضت، وأدى بنا هذا الحوار إلى استعادة البرلمان، وإلغاء قانون أمن الدولة وتحقيق الحرية وغير ذلك من الأمور الأخرى الإيجابية.

* دولتك بها أغلبية من الشيعة وأقلية من السنة، وعلى الرغم من أنه كانت لديكم تلك الإصلاحات منذ 10 سنوات مضت، فإن الشيعة ينظرون إليها باعتبارها تجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية، ما رأيك؟

- ما تعريفك للدرجة الثانية من المواطنة؟

* إنها قلة فرص العمل.. أليس كذلك؟

- أجل، هذا صحيح، لكن في حقيقة الأمر لا نتعامل معهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية. ربما لم تشهد بعض المناطق التطوير الذي شهدته العاصمة أو المدن الرئيسية الأخرى، لكن بعض القرى الأخرى بالفعل بحاجة إلى مزيد من المساعدات ومزيد من التركيز على الإسكان ومزيد من مشاريع البنية التحتية، وسيتم الاهتمام بتلك الأمور. إن مجلس التعاون الخليجي يقدم مساعدات للبحرين وعمان قيمتها 10 مليارات دولار على مدار 10 سنوات. ويجب أن يسهل هذا كثيرا من الأمور علينا.

* إذن سيتمتع البرلمان بمزيد من السلطات.. أليس كذلك؟

- أجل، بلا شك. تلك هي الطريقة التي تتطور بها البرلمانات.

* هل أنت مهتم بمن يطلق عليهم قوى الظلام، الممثلون في المعارضين للحوار ممن يمكن أن يحاولوا تقويضه؟

- أجل إنني قلق من وجود قوى في الظلام لا ترغب في نجاح هذا الحوار. وهم يرغبون في مشاهدة البحرين تموج في حالة من الفوضى.

* هل هذه القوى من داخل الأسرة المالكة؟

- كلا، ليست من داخل الأسرة المالكة، لكنها موجودة بالفعل.

* هل تشير إلى إيران؟

- نعم، أشير إلى إيران، لكونها مدعمة لكثير من الجماعات المتطرفة التي تعمل في الخفاء.

* ما رأيك في محاكمة حسني مبارك؟

- بالنسبة للشعب المصري، تعتبر قضية اختيار الرئيس شأنا مصريا بحتا. لكن فيما يتعلق بالمعاملة التي يلقاها حسني مبارك، فنحن نرى أنه كان يستحق معاملة أفضل.

* هل عبرت عن آرائك للمصريين؟

- كثير من دول الخليج عبرت عن ذلك الرأي للمصريين.

* كيف تنظر لمستقبل مصر؟

- كل الأمور مبهمة حتى الآن، ويمكن أن تسير في أي اتجاه. وآمل أن تستمر مصر في مضيها قدما سعيا لتحقيق السلام. إننا على خلاف مع إسرائيل، لكن لا يجب أن نلغي اتفاقية السلام.

* ماذا عن الأطباء الذين تم فصلهم من العمل؟

- أعتقد أن غالبية الأطباء في البحرين عالجوا متظاهرين. لكن هناك مجموعة من الأطباء – 33 طبيبا وممرضة – استولوا على مستشفى وخبأوا به أسلحة نارية وحولوا المستشفى إلى منطقة حظر تجوال، وتمت إدانة اثنين منهم بتهم خطيرة. لكن علاج المتظاهرين والذهاب إلى أماكن احتشادهم ليسا جريمة، ولم تتم إدانة أي طبيب بمثل هذا العمل.

* هل تعتقد أن وجود قوات سعودية وإماراتية في دولتك يعزز الاستقرار، أم يؤدي إلى تفاقم التوترات؟

- إن الادعاء بأن هذه القوات جاءت إلى البحرين لقمع المظاهرات غير صحيح تماما. فهي لم تحتك بالمتظاهرين بشكل مباشر على الإطلاق، بل توجهت مباشرة إلى القواعد العسكرية لتأمينها ضد التهديدات الخارجية.

* هل تعتقد أن القوات يجب أن تغادر الآن؟

- القوات موجودة لمواجهة التهديدات الخارجية.. فقد تلقينا الكثير من التهديدات من إيران.

* ما رأي السعوديين في الجهود المبذولة من جانب ولي العهد؟ هل يرغبون في سياسة أكثر صرامة؟

- السعوديون يرغبون في أن تكون البحرين دولة أكثر هدوءا وسلاما.. فهم يدعمون أي جهود تهدف للتقريب بين الشيعة والسنة.

* ما توقعاتك لمجريات الأمور في سوريا؟

- إن الربيع العربي أتى برياح التغيير.. لقد انطلقت شرارة الرغبة في التغيير في تونس، لكن كانت مصر هي التي شكلت ملامح الربيع العربي. ورياح التغيير الآن تهب على كل مكان. وليس بالضرورة أن يكون ذلك أمرا سيئا.. نحن جزء من الربيع العربي، لكننا نرغب في التأكد من أنه في صالح الشعوب ولم تسطُ عليه أطراف أخرى لمصلحتها الخاصة.

* خدمة «واشنطن بوست»–خاص بـ«الشرق الأوسط»