أميركا تنتظر ردا إسرائيليا على مبادرة أوباما.. ومستشاره

ألمانيا تحاول إقناع عباس بالتراجع عن الخطوة الأممية.. ونتنياهو إلى إيطاليا لحشد الدعم

TT

قالت الإدارة الأميركية إنها ما زالت تنتظر رد إسرائيل على الاقتراح الأميركي القاضي باستئناف عملية السلام، وفق الخطوط التي رسمها الرئيس الأميركي باراك أوباما مؤخرا.

واعتبر مستشار أوباما، ستيف سيمون، في لقاء مع قيادات يهودية في واشنطن، أن الفرصة ما زالت قائمة لاستئناف المفاوضات وقطع الطريق على الفلسطينيين للذهاب إلى مجلس الأمن لطلب عضوية الأمم المتحدة. وقال سيمون، وهو مسؤول عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي: «الفلسطينيون ردوا بإيجابية على اقتراح الرئيس أوباما العودة إلى المفاوضات على أساس قاعدة حدود 1967 وتبادل أراضٍ، والكرة الآن في الملعب الإسرائيلي». وأضاف سيمون، الذي تسلم منصبه مؤخرا بدلا من دان شابيرو، الذي عُين سفيرا لدى إسرائيل: «نحن نشعر بالراحة من الموقف الفلسطيني، والآن نعمل مع الحكومة الإسرائيلية لنعرف ما إذا كانت ترفض أو تقبل هذه الأسس». وعبر سيمون، وفق ما نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، عن اعتقاده بوجود مهلة لمدة شهر من الآن قبل التوصل إلى اتفاق إطلاق المفاوضات من جديد لمنع السلطة من التوجه إلى مجلس الأمن. وأردف: «الوقت ضيق للغاية.. لكن إذا وافقت الحكومة الإسرائيلية على قاعدة 67 فنحن على قناعة أن الفلسطينيين سيتوقفون عن الذهاب إلى الأمم المتحدة». وأضاف: «المفاوض الفلسطيني صائب عريقات الذي زار واشنطن الأسبوع الماضي أكد أن الفلسطينيين سيقبلون بالمبادئ التي وضعها الرئيس أوباما للمفاوضات إذا قبلتها إسرائيل، ونحن ننتظر الآن لنرى فيما إذا كانت ستفعل هذا أو لا». وتابع: «نحن نجري الآن مشاورات وثيقة مع إسرائيل بشأن هذه القضية (...) إذا تحقق هذا القبول فسوف نصبح قادرين على القول للأوروبيين ولمجلس الأمن الدولي وكذلك للفلسطينيين اسمعوا، لدينا مبادئ وافق عليها كلا الجانبين ولدينا أسس للمفاوضات وليست هناك حاجة لطرح موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية على الأمم المتحدة وهذا ما نريده الآن».

وتعارض الولايات المتحدة توجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة بكل الأحوال، وتريد تجنب إحراج كبير عبر استخدامها الفيتو ضد الدولة الفلسطينية، وعلى الرغم من ذلك أكد سيمون أن الولايات المتحدة، على أي حال، ستصوت ضد كل خطوة أحادية الجانب، وقد أبلغت الفلسطينيين بالأمر. وأبلغ سيمون مستمعيه أن الولايات المتحدة تعمل بشكل مشترك مع الأوروبيين من أجل دفع الأطراف إلى بدء مفاوضات وفق أسس أوباما، غير أنه لم يخفِ أن واشنطن فوجئت من المبادرة الفرنسية الأخيرة. وقال: «مبادرات السلام أمر إيجابي، وإسرائيل والولايات المتحدة بحاجة إلى الدعم الأوروبي.. لكن تنقص المبادرة الفرنسية بعض النقاط المهمة بالنسبة للولايات المتحدة، مثل الاعتراف بإسرائيل (بيتا قوميا لليهود)! الولايات المتحدة هي اللاعب المركزي في عملية السلام، وليس الفرنسيين».

كانت السلطة قد وافقت على مبادئ أوباما كما وافقت على المبادرة الفرنسية، باعتبار أن المفاوضات هي خيارها الأول، غير أن الإسرائيليين رفضوا مبدئيا المبادرتين. وتخطط السلطة للذهاب إلى مجلس الأمن على الرغم من القناعة الكاملة في رام الله بأن الولايات المتحدة ستستخدم الفيتو، غير أن السلطة وضعت خططا بديلة لما بعد الفيتو الأميركي. وشكلت منظمة التحرير الفلسطينية لجنة لدراسة الخيارات كلها، كما شكلت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية في الجامعة العربية لجنة للهدف ذاته برئاسة رئيس وزراء ووزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وعضوية الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وفلسطين وعدد آخر من الدول العربية.

وقال صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين: «من حق فلسطين، وفقا للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة، أن تقدم عضوية للأمم المتحدة، وعلى كل من يحرص على مبدأ الدولتين على حدود 1967 أن يدعم عضوية دولة فلسطين». في السياق نفسه، يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على رأس وفد رفيع المستوى، اليوم إلى روما لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني وأعضاء حكومته. ويضم الوفد الإسرائيلي 9 وزراء سيعقدون لقاءات ثنائية مع نظرائهم الإيطاليين ويشاركون في جلسة مشتركة للحكومتين الإسرائيلية والإيطالية. وقال ديوان رئيس الوزراء: إن الهدف من هذه الزيارة التي تستمر يومين هو تعزيز التعاون بين البلدين على مختلف المستويات السياسية والمهنية. كما سيسعى نتنياهو من خلال مباحثاته مع برلسكوني إلى حشد دعم إيطاليا لإسرائيل تمهيدا لانعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل والطلب الفلسطيني المتوقع لاعتراف الجمعية بدولة فلسطينية مستقلة.